عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2012, 06:14 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

ومـع الأبنـاءِ وَقـفــة

وعلى الوالدين أن يُحسنا تربيةَ أبنائهما ، ويقوما برعايتهم خيرَ قِيام ، ويُعَلِّمانهم التوحيدَ وأصولَ الدِّين وأركانَ الإسلام والإيمان والإحسان , ويُحدِّثانهم عن الجنة ووصفها ، ويُرَغِّبَانهم فيها ، وفي العمل المُقَرِّبِ إليها المُسَبِّب لدخولها ، ويُخَوِّفانهم بالنار ، ويُحذِّرانهم من العمل المُوَرِّط فيها .

يُذكِّران الأولادَ بتِلكَ الوَصِيَّةِ الجَامعةِ والمَوعظةِ النافعة ، موعظة لُقمان ووَصِيَّتُه لولده ، كما ذكرها اللهُ في كتابه بقوله : ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لقمان/13 .

فيُحَذِّران الأولادَ مِن الشِّرك ، ويُوضِّحَان لهم الشِّرك ، ويكشفان لهم عن أنواعِهِ ، وأنَّ منه دُعاءُ غير الله ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ الأحقاف/5-6 .

ومَن دَعَا ميتًا مِن المَيِّتين ورجاه ، فقد أشرك بالله ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الدُّعاءُ هو العِبادة )) (1) .

يُبَيِّنان للأولادِ أنَّ طلبَ المَدَدِ والعَونِ لا يكونُ مِن الأمواتِ بحالٍ مِن الأحوال ، إنَّما يكونُ مِن الله سُبحانه وتعالى .

يُفَهِّمان الأولادَ أنَّ الأصنامَ والأوثانَ والأحجارَ والأشجارَ لا تنفعُ ولا تَضُرّ ، والمَوتَى لا يملكون لأنفسِهِم شيئًا ، فضلاً عن غيرهم .

يُبَيِّنان للأولادِ أنَّ النَّذْرَ لا يكونُ إلَّا لله ، والذَّبْحَ والنَّحْرَ لا يكونان إلَّا له سُبحانه وتعالى ، والطَّواف لا يكونُ إلَّا ببيتِهِ ، والركوعَ والسجودَ لا يكونان إلَّا له عز وجل ، والحَلِف لا يكونُ إلَّا بِهِ سُبحانه وتعالى ، والعَمل إنَّما يُرجَى به وَجهُه عز وجل ، وطَلب النَّفع وكَشف الضُّرِّ مِنَ اللهِ وَحدَه .

يُعَلِّمانِ الأولادَ أنَّ الحُكمَ لله ، وأنَّ الأمرَ أمرُه سُبحانه ، والمُلْكَ مُلكُه عز وجل ، والشَّرعَ ما شرعه سُبحانه ، وأنَّ كُلَّ مَنْ عليها فَان ، ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والإِكرام .

يُحَذِّرانِ الأولادَ مِنَ الرِّيَاءِ ؛ ذلك الشِّرك الخَفِيّ .

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ لقمان/14 .

وليعلم الإنسانُ أنَّ رَبَّهُ - عز وجل - أوصاه بوالِدَيْه ، وخَصَّ بالذِّكْرِ أُمَّهُ التي حملته وَهنًا على وَهْنٍ وأرضعته ، فليُحسِن إليهما ، وليَشكُر للهِ ثُمَّ لهما ، ولا يَقُل لهما : أُفٍّ ولا ينهرهما ، بل لِيَقُل لهما قولاً كريمًا ، ويَخفِض لهما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمة ، وليَدعُ لهما بقولِهِ : رَبِّ ارحمهما كما رَبَّيَانِي صغيرًا ، فليَقُم الولَدُ على خِدمةِ والِدَيْه خَاصَّةً عند كِبَرِهِما ، وقـد يَبْلُغُ الكِبَرُ بأحدِهِما أو بكِلاهُما إلى حَدِّ يَبولُ الإنسانُ فيه على نَفْسِهِ ، ويَتَغَوَّطُ عليها ، فليُقبِلُ الوَلَدُ على خِدمتِهِما ، ولا يتأَفَّف ، فإنْ قُـدِّر وتأفَّفَ لِكَوْنِهِ بَشَرٌ يَعتريه ما يَعتري البَشَر ، فليستدرك وليُقلِع ، قال تعالى : ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا الإسراء/25 ، أي للرَّجَّاعين عن ذُنُوبِهم المُقلِعِين عن خطاياهم ، وليس مِن معاني بِرِّ الوَالِدَيْنِ أنْ يُطاعا إذا دَعَيا إلى الشِّرك ، بل تَجِبُ مُخالفتُهما في ذلك ، فالطاعةُ إنَّما هِيَ في المعروفِ كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقد قال تعالى : ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا الكهف/28 . وإنَّما الذي يُطاعُ ويُتَّبَعُ مَن أنابَ إلى الله ، وسَلَكَ طريقَهُ سُبحانه وتعالى ، فالمَرجِعُ والمَآبُ إليه وَحدَه عز وجل .

ولكِنْ مع شِركِ الوالدين ، يُصاحبان في الدنيا بالمعروف ، كما قال سُبحانه : ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان/15 .

فعلى العَبدِ أن يَحرِصَ على أن يَموتَ على التوحيد هو وزوجُه وبَنوهُ وأُمُّهُ وأبوه .

أَلَا ترى إلى يعقوبَ - عليه الصلاةُ والسلام - لَمَّا حضرته الوفاةُ ، فَجَمَعَ بنيه ..
تُرَى ماذا قال لهم ؟!!
قال تعالى : ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ البقرة/133 .

وقَبْلَهُ جَدُّهُ إبراهيمُ الخليل عليه الصلاة والسلام ، الحنيف الحليم الأوَّاه المُنيب خليل الرحمن ، الذي اصطفاه اللهُ في الدنيا وإنَّه في الآخرة لَمِنَ الصالحين ، قال له رَبُّه : أسلِم ، قال : أسلمتُ لِرَبِّ العالمين ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ البقرة/132 .

ثُمَّ اتَّجَه لقمانُ - عليه السلام - إلى تعريفِ وَلَدِهِ بِرَبِّه - عز وجل - مُبيِّنًا له أنَّ اللهَ - عز وجل - لا تَخفَى عليه خافيةٌ ، ولا يضيعُ عنده عمل ، فقال : ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ لقمان/16 .

ثُمَّ حَثَّهُ على الصلاةِ ، والأمرِ بالمعروفِ ، والنَّهْي عن المُنكَرِ ، بقوله : ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ لقمان/17 .

يا لها مِن وَصَايَا جامِعـة ! :
حَثٌّ على الصلاةِ عِمادِ الدِّين ؛ التي بإقامتِها يُقامُ الدِّين ، وبهدمِها يُهدَمُ الدِّين .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي هي الرُّكنُ الثاني مِن أركان الإسلام ، ولم يَسبِقها إلَّا الشهادتان .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي بها تُنَاُل الجِنَان .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ التي هي نور .
حَثٌّ على الصلاةِ ، فهذا أمرُ اللهِ ، قال سُبحانه : ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى طه/132 .
حَثٌّ على الصلاةِ ، فهذا أمرُ رُسُلِ الله ... ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مريم/55 .
وقال عليه الصلاةُ والسلام : ((عَلِّمُوا أولادَكم الصلاةَ لِسَبْعٍ ، واضرِبُوهم عليها لِعَشْر )) (2) .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِلنَّجَاةِ مِنَ النَّار ، فقد قال تعالى : ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الماعون/4-5 ، وقال تعالى : ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ... مريم/59-60 .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِمَا فيها مِن عَوْنٍ على المَصائب ، ونهي عن الفَحشاءِ والمُنكَر .
حَثٌّ على الصلاةِ ؛ لِمَا فيها مِنَ الفَضلِ العَميمِ والخَيرِ الجَسيمِ والأجرِ العظيمِ والثَّوابِ الجَزيل ، وكذلك تعليمٍ للأولادِ ، وحَثٍّ لهم على الأمرِ بالمعروفِ ، والنهي عن المُنكَر ، والصَّبْرِ على الأذى الذي يَلحقُهُم ، فغالبًا ما يَلْحَقُ الآمِرَ بالمعروفِ ، والنَّاهِي عن المُنكَرِ نَوْعٌ مِن أذى ، فيَلْزَمُ حِينئذٍ الصَّبْر , كما قال تعالى : ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ العصر/1-3 .

ثُمَّ اتَّجَهَ لُقمانُ إلى حَثِّ وَلَدِهِ على التَّخَلُّقِ بالخُلُقِ الحَسَنِ في تَعامُلِهِ مع الناسِ ، بقولِهِ : ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ لقمان/18 .
أيْ : أَقبِل يا ولدي على الناس بوجهِكَ أثناءَ حديثِكَ معهم ، ولا تُعرِض عنهم ، ولا تلوي رَقبتكَ وتبتعِـد بوجهِكَ عنهم ، بل استبشِر في وجوهِهِم ، ولا تختال في مِشيتك ؛ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخور : ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ لقمان/19 .

فَعَلِّم وَلَدَكَ هـذه الوَصَايا الفاذَّة الجامعة لِخَيْرَي الدُّنيا والآخِرة .

ينبغي أن يُعلِّمَ الوالِدان أولادَهما هـذه الكلماتِ الطيبةَ النافعةَ التي علَّمها النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لابن عَمِّه عبد الله بن عباس رَضِيَ اللهُ عنهما ، إذْ قال له : (( يا غُلام : إنِّي أُعَلِّمُكَ كلمات : احفظ اللهَ يَحفظك ، احفظ اللهَ تجده تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسأل الله ، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوك إلَّا بشيءٍ قـد كَتَبَهُ اللهُ لَك ، ولو اجتمعوا على أن يَضُرُّوكَ بشيءٍ لم يَضُرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قـد كَتَبَهُ اللهُ عليك ، رُفِعَت الأقلامُ ، وَجَفَّت الصُّحُف )) (3) .


______________________________

(1) أخرجه الترمذيُّ (5/ 374) بإسنادٍ صحيحٍ من حديث النُّعمان بن بَشير – رضيَ اللهُ عنه – مَرفوعًا .

(2) أخرجه أبو داود وغيرُه بإسنادٍ حسن ، ولَفظُ أبي داود (495) : (( مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبع سِنين ، واضرِبُوهُم عليها وهم أبناءُ عَشر سِنين ، وفَرِّقوا بينهم في المَضاجِع )) .

(3) أخرجه الترمذيُّ ، حديث (2516) بإسنادٍ صحيحٍ لشواهده .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس