عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:30 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

توضأ خيري وصلي ركعتين علي روح محمد ثم جلس وبدأ في الدعاء له حتي نام مكانه من فرط الارهاق ، لم يدر خيري كم نام من الوقت لكنه استيقظ علي صوت القرأن يتصاعد من منزل عمه المجاور له ، ولوهله تخيل خيري انه كان يحلم وان كل ما حدث له من احداث خلال اليوم ما هو الا كابوس قاسي ، لكن صوت القران نبهه الي ان ما حدث لم يكن حلما بقدر ما كان واقع قاسي مر لابد وان يعيش كل لحظاته بكل ما فيها من مرارة والم
غير خيري ملابسه وخرج من منزله وقد عاهد نفسه علي ان يكون متماسكا صلبا امام عمه وابناء عمه الاخرين ، لكنه فور ان غادر منزله واستدار ليتجه لمنزل عمه ، وجد عمه ينظر اليه وهو يقف مستندا علي عصا وهو محني الظهر دامع العين ليتقبل العزاء ، وما ان تلاقت النظرات حتي صاح عمه في لوعه ( محمد مات يا خيري ، محمد ماااااااات ) لم يستطع خيري رغم كل القوة التي استخدمها في وقف دموعه من الانهمار ، فما كان منه الا ان رمي نفسه في احضان عمه والذي اختلطت الكلمات والعبارات في فمه في هول الصدمه القويه .
لم يستطع خيري ان يقول شيئا ، فما الذي يمكن ان يقال في مثل هذا الموقف الصعب ؟ ، لا شئ يمكن ان يطفئ نار اي من الرجلين الذين اشعلها خبر استشهاد محمد و لا يعلم الا الله كيف ستنطفأ او متي .
هدأ خيري من روع عمه واجلسه علي احد المقاعد بينما تكفل خيري بأستقبال الرجال الوافدين للعزاء ، ومع مرور الوقت هدأ خيري واستطاع تمالك نفسه قليلا مع تردد ايات القران في ارجاء المكان .
وبعد فترة حضر حسن يستند علي احد اشقائه ، فقد كان غير قادر علي السير وأسرع نحوة خيري يلومه علي حضورة ، فحسن منهك الجسد ويحتاج الي علاج وراحه طويله في المنزل ، الا ان حسن اجابه بأن محمد لم يكن مجرد صديق انما اكثر من ذلك بكثير واقل شئ ان يكون في عزائه
فأنحني خيري علي حسن وطلب منه ان يحكي له كل ما حدث لمحمد في سيناء ، ووافق محمد علي ان يكون ذلك في وقت اخر .
وبعد صلاه العشاء بفترة ، جلس خيري مع عمه في مدخل المنزل بعد ان انصرف كل المعزيين ، وشاركهم شقيقي محمد التوأم كريم ورجب اللذين لم يتجاوز عمرهما التاسعه بعد ، وكان خيري بمثابه الاخر الاكبر لهم
جلس الجميع صامتين مفكرين تائهين في ذكريات محمد ، فبينما العم وخيري لا يستطيعون تقبل الصدمه وتصديقها ، فأن التوأم كانا قد تجاوزا الصدمه بحكم صغر سنهما ولطف الله بهما ،
و صاح احدهم ببراءة وسذاجه سائلا توأمه (( يعني احنا مش هنشوف محمد تاني ؟))
فرد الاخر (( لا .... محمد عند ربنا دلوقت ))
فعلق الاول (( لو معايا مسدس دلوقت كنت رحت وقتلت اللي قتلوا محمد ))
فصاح فيهم والدهم غاضبا بأن يصمتوا وان يدخلوا المنزل متمما بعبارات عدم تحمل سماع اي كلام ، وقدر خيري ذلك وطيب خاطر التوأم قليلا وادخلهم للمنزل ، وكانت هذه المرة الاولي التي يدخل فيها المنزل منذ ان علم بالخبر ، وطافت عينيه سريعا بين السيدات ذات الملابس السوداء والعيون الباكيه لتتلاقي مع ابنه عمه التي جلست في احد الاركان ، وقد تكور جسدها داخل الملابس السوداء ، واحمرت عينها من فرط البكاء ، ثانيه واحده تلاقت فيها العيون دار فيها حوار طويل جدا ، ففي تلك الثانيه صبرها خيري واخبرها بانه معها وبجانبها ، وفي نفس الوقت طلبت من العون والمسانده فيما هي فيه ، وبعد هذا الحوار أستدار خيري وخرج من باب المنزل ليجد عمه يهم بالدخول مرة اخري للمنزل طالبا الراحه .
وبعد فترة عاد خيري لمنزله ومدد جسده فوق السطح الرطب لسقف منزله فقد اراد ان يكون وحيدا بعيدا عن اهل منزله ، واطلق عينيه الي السماء والي الانهائيه في الفضاء واطلق لذكرياته العنان حتي نام من فرط الارهاق والتعب .
مرت أيام العزاء بطيئه وثقيله جدا علي خيري ، وظهر التحسن تدريجيا علي حسن وبات قادرا علي الحركه بمفرده لكن زميله الاخري مصطفي كانت حالته اسوأ واضطر اهله الي ادخاله مستشفي الزقازيق العام
وبعد صلاه العشاء في احد الايام التقي خيري وحسن مصادفه وذكرة خيري بطلبه واجابه حسن بالايجاب فسار الاثنان تجاه ضفه الترعه حيث جلسا فوق احد الصخور ومن خلفهم اضواء القريه الخافته
وكان واضحا ان حسن غير مرحب جدا بهذا الحديث وكان خيري يعرف ذلك جيدا فهو حديث مؤلم ملئ بذكريات قاسيه لكنه كان في شوق بالغ لمعرفه ما الذي حدث لمحمد بالتحديد .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس