عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:31 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

ومكنش معانا مياه او اكل وكان واضح ان الطريق لسه طويل وكان قائدنا ملازم لسه حديث التخرج وكان خايف جدا ومرتبك ، الملازم ده رغم انه صغير لكنه كان متعلم الا انه عرف يقودنا عن طريق اتجاه النجوم تجاه الغرب وقرب القنال تقابلنا مع مجموعه راجعه من شرم الشيخ وكان بينهم مصطفي وكانت حالتهم سيئه زينا كده ، وبعد كده بيوم قابلنا مجموعه بدو شربونا واكلونا وكانوا اخر كرم معانا ، وبسبب لطف ربنا بينا ولولا الناس دول كنا متنا بالتأكيد ، لانهم قالوا لنا علي طريق للقنال بعيد عن اليهود وكمان طريق كام بير ميه في الطريق ، وبعد ثلاث ايام تانيه قدرنا نوصل للقناه ونشوف عساكرنا الناحيه التانيه قرب السويس ، وعدينا القنال في مراكب صيد صغيرة علي دفعات ، والباقي انت عارفه ، رجعنا البلد وانت قابلتنا ))
خيري (( ياااه يا حسن دا انت شوفت الويل ))
حسن (( احنا شفنا الموت بعننينا في كل لحظه طيارة اسرائيلي تطير بالقرب مننا ، او نسمع صوت جنزير دبابه ، الموت يا خيري كان حولنا في كل حته ، كان زملائنا بيموتوا من حولنا عشان عطشانين او مصابين واحنا مش قادرين نعمل لهم حاجه ، فيه لحظات تمنيت اني اموت لاننا كنا مرعوبين من اننا نتمسك ونبقي أسري ))
خيري (( ليه ؟؟))
حسن (( انت مش عارف الاسري بيحصل فيهم ايه ؟؟؟ دول بيمشوا فوقهم بالدبابات ويدهسوهم بلا رحمه، او بيضربوهم بالنار ويدفنوهم في مقابر جماعيه ))
خيري منتفضا في رعب (( ازاي كده ، دي مش حرب ، يارب رحمتك بينا يارب ))
حسن (( القصص اللي سمعناها في الطريق من العساكر اللي كنا بنقابلهم تشيب الواحد من اللي شافوة ، فيه عساكر حكت لنا ان زملائهم ماتوا بعد ما استسلموا علي طول ، لان اليهود مكنوش عايزين يتعطلوا فكانوا بيضربوا الاسري بالنار ))
أطرق خيري رأسه ووضعها بين راحتي يده وغاص في تفكير عميق وصور له عقله تلك المشاهد التي وصفها حسن وأنسحب حسن بهدوء تاركا خيري في تفكيرة العميق غارقا في تصوراته وقد ترقرقت الدموع في عينيه تأبي ان تنساب
مر وقت لم يحسبه خيري وهو جالس ينظر للمياه الراكده وعقله يعمل بلا توقف ، كان عقله يبحث عن حل لمشكله اساسيه تؤرقه بشده ، الا وهي كيف يكون مسار حياته بعد استشهاد محمد ؟ كيف يعيش وكيف يمارس حياته بصورة طبيعيه ؟
كان تفكيرة يلح عليه في ان الموت حق علينا وان ما حدث يمكن ان يحدث لاي فرد في العالم كله ورغم ذلك فأن حياه اي فرد لم ولن تتوقف بوفاه شخص عزيز لديه ، لكن في نفس الوقت كان عقله يعود ويرفض تلك الفكرة بصورة غريبه حيرت خيري نفسه ، فقد كان الصراع شديدا داخله وهذا الصراع استمر داخله عده اسابيع تاليه .
فقد تغيرت حاله خيري طوال الايام والاسابيع التاليه وصار اكثر عزوفا عن الناس وعن الاكل وعن التحدث ، ورغم ان عجله الحياه استمرت داخل القريه ولم تتوقف الا ان خيري كان متوقفا عن فعل اي شئ ، حتي منزل عمه فقد دبت في الحياه مرة اخري وهو امر طبيعي ان تعود الحياه لطبيعتها ، فمن لطف الله بعباده ان المصيبه هي الشئ الوحيد الذي يولد كبيرا ويصغر مع الوقت حتي يتلاشي مع مرور الوقت ويصبح كأنه لم يكن .
لم يكن احدا في القريه سواء عجوزا او شابا او طفلا الا وكان مشفق علي حال خيري الذي ساء بقدر كبير وكانت عصبيته ظاهرة عليه في اي حوار يحاول فيه اي فرد ان يعيده الي صوابه ، فقد كان لديه اعتراض علي اي شئ وكل شئ ولم يكن احدا يعرف فيما يفكر في تلك الساعات الطويله التي يقضيها علي تلك ضفه الترعه ينظر الي المياة الراكده
وكان عمه يعمل جاهدا لمساعدته في الخروج من ازمته عن طريق دفعه دفعا الي العمل ، لكن خيري كان متمردا علي نصائح عمه رافضا توسلات والدته او شقيقتيه في ان يأكل كميات اكثر مما يأكله لكي يستطيع ان يعيش ، لكن المأكل والمشرب بالنسبه له اصبح مجرد واجب يقوم به لمجرد ان يعيش ، ولو استطاع الاستغناء عنهم ما تردد لحظه
كان لديه احساس كبير جدا لا يستطيع ان يقاومه بأن الله قد اختار له مسار في اخر في حياته وان استشهاد محمد ما هي الا نقطه تحول كبيرة في حياته لكن الذي حيرة واقلقه جدا هو انه لا يعرف ما هو المسار ، لذلك فقد اصبح عصبيا مفكرا اكثر من اي وقت اخر ويميل الي العزله والوحده لاكثر وقت ممكن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس