عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:31 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

الفصل الثاني
الجندي
مر وقت طويل منذ أستشهاد محمد ، عادت فيها الحياه الطبيعيه لعائله خيري بشكل كامل ، وعاد صديقيه حسن ومصطفي الي الجبهه مرة اخري ، في تلك الاثناء أشتري خيري راديو ترانزستور صغير يعمل بالبطاريه ، واصبح هذا الراديو هو رفيق خيري في وحدته الاختياريه وعزلته اللانهائيه ، وعن طريق هذا الراديو بدأ خيري يلم بما يحدث علي الجبهه والقتال الدائر يوميا هناك واحس بالالم والغضب مما يسمعه من غطرسه العدو المنتصر، كما سمع عن إغراق قواتنا البحريه للمدمرة ايلات الاسرائيليه ، وعن دوريات العبور التي تعبر القناه ، لكن اكثر ما لفت نظر خيري هو التغير في الاغاني التي اصبحت تبث يوميا عن تلك التي كانت تبث قبل النكسه ، حتي صوت عبد الحليم قد نالت النكسه منه واصبح منكسرا ، وبدلا من الاغاني الحماسيه والالحان الرنانه التي صدح بها عبد الحليم نجد ان صوته اصبح منكسرا وهو يغني موال النهار وينعي حال البلد ويحث الرجال علي الصمود رغم كل شئ ورغم الهزيمه ، وكانت تلك الاغاني هي المؤشر الذي استخدمه خيري لمعرفه حال البلد ، فالهزيمه كانت كبيرة ومروعه علي كل ارجاء البلد ، والاحتلال الاسرائيلي فرض نفسه علي ثلاث بلاد عربيه ، وأستغل العدو ذلك في اهانه العرب وفي فرض واقع مر اليم يرفضه واستغل خيري ذلك الراديو الصغير في توسعه مداركه والالمام بواقع كان منعزل عنه في الماضي .
وخرج خيري في قافله تجارة مضطرا بعد ضغط اهله عليه ، وعاد كما سافر هائما حزينا مفكرا صامتا عابسا
وفي احد الايام وفي وسط رذاذ خفيف من امطار الشتاء خرج خيري من المسجد بعد صلاه الفجر وقادته قدميه الي مكانه المفضل، وبينما هو يجلس في غير مبالي بالامطار مفكرا وتائها ،أضائت عشرات بل ملايين المصابيح في عقله مرة واحده فقد استجاب الله اخيرا لدعواته ووجد الحل لعشرات علامات الاستفهام التي كانت بل حل ، ووجد ان طريقا قد رُسم ليحل له كل مشكلاته النفسيه مع نفسه ، فهو يريد اطفاء تلك النيران التي تأكل صدرة في كل لحظه ومع كل نفس يدخل صدرة تزيده نارا ، ويريد ان ينتقم لاستشهاد محمد ويريد ان يعيد النصاب لاوضاع حياته المقلوبه رأسا علي عقب .
وبدون اي مقدمات ظهر الحل ، فظهرت الابتسامه لاول مرة علي وجهه منذ ان علم بالخبر المشئوم ، ولاول مرة منذ ذلك اليوم يحس بأنفاسه تدخل وتخرج بسهوله ، فأنتفض في مكانه وأسرع تجاه منزله وهو يعدو عدوا .
وبعد ساعتين خرج مرة اخري من منزله مهرولا وأسرع تجاه محطه القطار ، كان يحس بتفكيرة نقيا واضحا ، وتبسم عندما وجد نفسه بدون وعي يركض تجاه محطه القطار ليتجه الي الزقازيق ، حيث دلف بعد ساعتين الي مبني متواضع موضوع عليه لافته (( مكتب تطوع القوات المسلحه )) وبعد ساعه تقريبا خرج مرة اخري من المبني وقد أحس بسعاده غامرة تجتاح كل جوانبه ، سعاده باطنها الحزن والاسي والحقد والكراهيه ، فقد كانت معادله سهله لكن صُعب عليه حلها لفترة طويله فهو يريد الثأر لمصر ولشرفها ولصديق عمرة محمد ، فأولا واخيرا محمد جزء من مصر والهدف واحد والغايه مبررة والثأر لا يكون الا بالقتال ، قتال كل ما هو اسرائيلي ، فقد أصبح يكره الاسرائيلين كرها شديدا يفوق قدرته علي التحمل وعدم التجاوب مع احساسه جعله تائها شاردا ممزقا ، ومنذ ساعات حل الله له المعادله فاذا اردت ان تثأر لمصر ولمحمد فعليك القتال ، ولكي تقاتل يجب ان تتطوع في القوات المسلحه لتكون ترسا في منظومه تروس تعمل بلا كلل لتحقيق نفس الاهداف مع اختلاف الاسباب ، فما الفرق بين من يريد القتال لتحرير الارض او للثأر فالهدف واحد والكراهيه واحده والحقد واحد ايضا .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس