عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:31 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

عاد من الزقازيق لمنزله قرب اذان العصر ، وطوال الطريق للمنزل لاحظ كل من في القريه التغير الذي طرأ علي خيري ، حتي اهل منزله شاهدوا التغير ، وعندما اخبرهم بما قام به هذا الصباح ، فجعت الام وغضبت وثارت ، فهي ام قبل اي شئ اخر وتخاف علي ابنها وكثيرا ما حمدت الله علي انه وحيد وليس له تجنيد اجباري مما يبعده عن ويلات الحرب ، وها هو ابنها يلقي بنفسه في اتون الحرب في وقت يتهرب فيه الاخرين من التجنيد خوفا منها ، فهرعت تطلب العون من عمه الذي تناقش كثيرا مع خيري في هذا الامر محاولا تضييق الخناق عليه لكن خيري كان كالسد العالي صلب وقوي ،


وبأءت كل محاولات عمه معه بالفشل الذريع لان خيري رد علي اخر محاولات عمه بهدوء شديد (( محمد مات وسايبني اخذ تارة ، مين غيري هياخذ تار مصر وتار محمد ؟؟؟))


فخرج العم خالي الوفاض بعد فشل كل محاولاته مع خيري الذي كان متحمسا بالطريق الذي رُسم له



وفي احد ايام الشتاء البارده وتحديدا في شهر يناير عام 1968 غادر خيري منزله متجهها لمعسكر التدريب بعد ان امضي اسبوعا في الكشوفات الطبيه والاجتماعيه حتي تم قبوله للتطوع بالقوات المسلحه .


غادر خيري منزله بعد ان ودع اهله وسط دموع ودعاء والدته وشقيقتيه ، وسار علي الطريق المؤدي لمحطه القطار لاخر مرة كمواطن مدني ، فحياته المدنيه تلفظ انفاسها الاخيرة بلا رجعه وهو الان علي مشارف مرحله جديده في حياته .


وقرب الساقيه القبليه وجد محبوبته وابنه عمه تنتظرة كما تعودت ان تودعه وتستقبله مع القافله ، ومن بعيد تلاقت العيون في شوق ودفئ كبير رغم بروده الطقس ، وتلاقت العيون في منتصف الطريق تبث أشواق وامنيات ودعوات ، لكن الجديد الذي ميزة خيري في نظرات محبوبته له هذه المرة هو تشجيعها علي ما يقوم به وطلبها الشديد له بأن يأخذ بثأر محمد وثأر مصر كلها ، لحظات توقف فيها الزمن تاركا النظرات تنتقل بين الاثنين وتشحن احاسيس خيري لاقصي مدي .


تدفقت الدماء في شرايين خيري بسرعه كبيرة وازداد حماسه حماسا بعد تشجيع محبوبته له ووداعها له كأجمل ما يتخيل، وهرول تجاه محطه القطار وهو سعيد بما نقلته له محبوبته من مشاعر واحاسيس .



وبعد ساعات كان خيري يودع رسميا الحياه المدنيه بكل ما فيها ليبدأ مشوارا صعبا شاقا مميتا بكل ما تحمله الكلمه من معاني ، وتخلي خيري عن اي شئ يربطه بالحياه المدنيه سواء الملابس او الشعر ، كل ما استطاع ان يحتفظ به من حياته السابقه هو الراديو الصغير وصورة له مع محمد .


وفور استلامه للمخله العسكريه وملابسه العسكريه الجديده بدأ خيري اول ايامه كجندي مجند، ملئ بالكراهيه للعدو


وبكل حماس وإقدام بدأ خيري تدريباته العسكريه والبدنيه بكل شوق ، كانت تدريبات هدفها الاساسي تحويل الفرد المدني الي شخص عسكري بكل ما تحمله الكلمه من معاني ، فالطاعه والانضباط العسكري هما الهدف الرئيسي من ايام التدريب الاولي ، تلاها تدريبات بدنيه شاقه جدا لاكساب الجندي لياقه بدنيه تجعله قادرا علي تخطي الصعاب التي قد يواجهها ، ثم تلي ذلك تدريبات بسيطه علي استخدام السلاح الشخصي .


وبعد شهر أتم خيري فترة التدريب المبدئي والتي كانت مكثفه وسريعه جدا ، فالقوات المسلحه في حاجه الي كل مقاتل يمكن ان يتوفر بسرعه لكي يتم دفعه للجبهه سريعا حتي تستطيع ان تنتهي من خط الدفاع الاول .


وكان تفوق خيري في كافه التدريبات ملفتا للنظر كذلك طاعته المثاليه ، لكن رغم كل المحاولات التي تم بذلها من جانب زملائه ، فقد رفض ان يصادق اي منهم وفضل ان يكون بمفرده طوال فترات الراحه مصطحبا فقط الراديو الصغير لكي ينقل له ما يحدث علي الجبهه اول بأول .


وفي نهايه فترة التدريب تم استدعاء خيري الي مكتب القائد ، حيث سأله القائد عن السلاح الذي يرغب الانضمام له بعد فترة التدريب المبدئي ، وحيث ان خيري كان الاول علي زملائه في التدريب وكما كان متبعا فله الحق في اختيار السلاح ، وعلي الفور اجابه بلا تفكير ولا تردد بأنه يريد الانضمام لسلاح المدفعيه .


تعجب القائد من سرعه رد خيري ، وسأله في دهشه عن السبب ، ورد خيري بعبارات مختصرة وقاطعه


(( عشان اخذ بتار مصر من الطيران الاسرائيلي اللي موت عساكرنا في سينا يا فندم ))

نظر القائد الي ملف خيري الذي بين يديه وهو يحاول اخفاء اظهار اعجابه بأجابه خيري ، وكان بالملف كل المعلومات التي جمعتها المخابرات الحربيه عن خيري في فترة ما قبل قبول تطوعه بالقوات المسلحه ، وكان بالتقرير وصف لمدي الترابط بينه وبين ابن عمه الشهيد محمد والذي كان في سلاح المدفعيه المضاده للطائرات والتي كانت تعتبر حتي الان فرعا من فروع المدفعيه قبل فصل الدفاع الجوي في سلاح مستقل لاحقا في نفس العام






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس