اصابت الشمس عيني خيري وهو يحاول تحديد مدي الهدف لكنه وبصعوبه كبيرة استطاع ان يبدأ الضرب علي الهدف بدفعات مركزة وقصيرة من مدفعه ولحقه بقيه المدافع في الضرب ايضا ، لكن خيري كان له السبق في تدمير الهدف بدفعه مركزة ، واثناء الاشتباك ظهر هدف اخر في اتجاه اخر قريب جدا من احد المدافع الاخري والذي دمرة ايضا
وتواصل الاشتباك مع الاهداف التي تظهر علي فترات طوال فترة التدريب الحي
وفي نهايه التدريب كان خيري قد استطاع تدمير ثلاث اهداف من اجمالي خمس اهداف تم تدميرها ، وكانت نتيجه جيده جدا لذلك طلب رئيس الاركان مقابله اطقم المدافع واثني علي عملهم وأمر بصرف خمسين جنيها لكل جندي منهم تقديرا لجهودها ، ودار حوار بين الرجل وجنوده وعما يحتاجونه فأندفع خيري طالبا سرعه توجههم الي الجبهه فتبسم رئيس الاركان واخبرة بأن الموعد قد قرب جدا وان المهم في هذه المرحله هو التدريب الشاق لان هذا التدريب يوفر الدم خلال المعركه .
وبعد مغادرة رئيس الاركان ومرافقيه لارض التدريب ، انزوي خيري بقائد سريته وطلب منه تحويل مبلغ المكافأه الي اهله أسوة بمرتبه كما تعود ، فربت قائد السريه علي كتف خيري واخبرة بأن ذلك لن يكون عسيرا .
مرت ايام التدريب مشحونه بالتدريب والعمل الجاد لكن بالنسبه لخيري فقد كانت بطيئه وممله ، فهو في شوق للجبهه بمثل شوقه للنظر الي محبوبته ، فقد كان يحصي الساعات والدقائق التي تقربه من الخروج لمقابله العدو وجها لوجه لكي يبدأ في اخراج البركان الكامن داخله .
وازداد غضب خيري عندما علم من الراديو بأن الجبهه مشتعله ، فالاشتباكات صارت اكثر شراسه وحده ، والطيران الاسرائيلي يضرب قواتنا بطول الجبهه ، وجعلت تلك الاخبار خيري غير متمالك نفسه وظهر ذلك جليا عندما استدعاه قائده عصر احد الايام في شهر مارس عام 1968 عندما قاربت فترة التدريب علي الانتهاء
دخل خيري بكل انضباط الي مكتب قائده وادي التحيه العسكريه لقائده والذي بادله اياها ، تحدث القائد بأن الدفاع الجوي اصبح قوة مستقله عن الاسلحه الاخري ثم اردف القائد بأن خيري مرشح لدوره تدريب علي الصواريخ ارض-جو التي بدأت تصل مصر بكثافه لتعمل جنبا الي جنب مع المدفعيه المضاده للطائرات وان هذه الدوره لا يحصل عليها الا افراد أكفاء ومؤهلين جيدا ، وان خيري مرشح لهذه الدورة والتي تستمر حوالي ثلاث اشهر .
ففزع خيري وصاح في سرعه (( لا – انا مش عاوز دورات ))
فوجئ القائد برد فعل خيري الغير هادئ والغير متوافق مع شخصيته الهادئه والمعروفه علي مستوي المعسكر ، فظهرت علامات التعجب والحيرة علي وجهه القائد ، الا ان خيري تمالك نفسه سريعا واستكمل
(( انا اسف يا فندم ، بس انا كنت بأعد الايام اللي اخلص فيها التدريب عشان اروح الجبهه ، ومش هقدر استحمل دورة لمده تلات اشهر تانيه ، انا نفسي اروح الجبهه النهارده قبل بكرة ، ارجو سامحني يا فندم ))
تبسم القائد أبتسامه لم يفهم خيري معناها وقتها ورد القائد بعدها (( طيب ، أظن انك كمان مش هترفض اجازة 72 ساعه ولا هتوافق ؟))