عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:33 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

فرد خيري بالموافقه ، وكان ذلك ايذانا بانتهاء خيري من مرحله التدريب التخصصي في معسكر تدريب المدفعيه المضاده للطائرات .
هم خيري بأن ينصرف الا انه توقف وعادت ملامحه للجديه الشديده وسأل قائده (( ممكن اطلب منك خدمه يا فندم ؟؟))
ظن القائد ان خيري سيطلب منه اي طلب من الطلبات التي يطلبها الجنود من قادتهم مثل مد فترة الاجازة.
فأوما الرجل برأسه موافقا ، وساله خيري (( ممكن اتنقل لاكتر موقع متقدم علي الجبهه ))
حدق القائد في وجه خيري الخالي من التعبيرات ، وفكر في معدن هذا الرجل الواقف امامه والذي يطلب ان يُزج به الي النار بملئ ارادته ، لكنه تذكر ما قرأه في ملف خيري وعن ملاحظات قادته عنه وعن تقارير المتابعه الوارده اليه ، ففكر قليلا ثم اجابه بأنه سيقوم بما يمكن وان خيري فور عودته سيعرف وحدته الجديده .
انصرف خيري من مكتب القائد ومشاعرة متباينه جدا ، فتارة هو في شوق الي الجبهه وفي شوق الي القتال وتارة اخري هو في شوق الي عيون محبوبته والي العوده الي المنزل .
واستمر تفكيرة حتي وهو في القطار متجهه نحو قريته ، ولفت نظرة مناظر الزراعات علي جانبي القطار والحياه الريفيه التي تعج بها الحياه في الدلتا ، وسرح مع مشهد مر من امامه سريعا مشهد فلاح يزرع ارضه وبجوارة صبيه صغيرة ترعي الغنم ، فبينما لم يسمع او يري او يفكر طوال الثلاث وسبعين يوما الماضيه في شئ غير الحرب والقتل والدمار ومدفعه ، فأن الحياه مازالت تنبض في هذا البلد الصامد ، فالحياه يجب ان تستمر ولا بد ان تستمر ، فكيف يتوقف الفلاح عن الزراعه وكيف يتوقف العامل في مصنعه
فأذا توقف كل هؤلاء لتوقفت الحياه ولوجد الجيش نفسه جائعا عاريا اما عدو لا يتواني عن اي عمل مهما كان دنيئا او حتي غير انسانيا لكي يحقق اهدافه .
احس بتفكيرة قد تغير ، فهو يلاحظ الان اشياء لم يكن يلاحظها من قبل ، اشياء كانت غائبه عن تفكيرة مثل الحياه وما فيها من امور مسلم بها لا يفكر فيها لا من يفتقدها .
لمست قدماه ارض رصيف القطار وقد اصبح انسانا اخرا بكل ما تحمله الكلمه من معاني ، فقد غادر نفس المكان منذ ثلاث وسبعين يوما شخصا مدنيا تائها باحثا عن هدف ، وهو الان يعود لنفس المكان اكثر ثباتا وتركيزا ، اكثر معرفه بهدفه واكثر ثقه في نفسه وفي امكانياته لتحقيق هذا الهدف .
اول ما احس به خيري هو الغربه في قريته ، فهذه الطرقات والمزارع سار بها اكثر من الاف المرات خلال عمرة وهو الان يحث بالغربه فيها ، الهذه الدرجه تعود علي الحياه العسكريه في تلك الفترة القصيرة لدرجه انه أستغرب الحياه المدنيه التي شب عليها ؟.
سار خطوات قصيرة ليقابل عمه مصادفه في الطريق ، سعد عمه جدا بلقاء خيري المفاجئ ودعاه الي منزله للعشاء لانه يريده في أمر هام جدا ، لم يهتم خيري كثيرا بالموضوع الهام بقدر اهتمامه بأنه سيري محبوبته في المساء ، واستقبلته والدته وشقيقاته استقبالا كبيرا كما اسقبلته في المرة الماضيه واعدت له وليمه كبيرة أحس بعدها خيري بالامتلاء التام وهو احساس غاب عنه كثيرا في الجيش ، ثم امضي بقيه النهار بصحبه شقيقتيه يحكي لهما احواله في معسكر التدريب،
وفي المساء صلي العشاء في جامع القريه وتحدث قليلا مع الشيخ عبد الله وبعض الرجال ، ثم استأذنهم متجها لمنزل عمه






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس