عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:33 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

أدخله رجب الي غرفه الضيوف كما اعتاد ، و فوجئ خيري بصورة محمد معلقه علي الحائط و متشحه بقطعه سوداء من القماش ، هام للحظات بمفرده في صورة محمد ، وتحدث معها (( خلاص يا محمد ، هانت ، كلها كام يوم بأذن الله وابدأ اخذ بتارك من ولاد الكلب اليهود اللي موتوك وموتوا زملائك في الصحراء ، صدقني يا محمد طيارات اليهود كلها مش هتشفي غليلي بس كده احسن ما اقعد حاطط ايدي علي خدي واندب حظي )) قطع دخول العم حديث خيري الصامت مع صورة محمد، بدأ العم في الترحيب بخيري وسؤاله عن احواله ، واستمر الحوار لمده دقائق وخيري منتظر دخول العم في لب الحديث ، وسرعان ما تطرق العم الي المهم قائلا (( مش ان الاوان يا خيري عشان ننفذ وصيه محمد ؟))
بهت خيري من المفاجأه وتساءل عما يتحدث عمه ، فلاول مرة يعرف خيري ان محمد ترك وصيه وظهرت الحيرة علي وجهه
فأستطرد العم (( من كام يوم وصل جواب كان محمد باعته لنا قبل النكسه ، والجواب وصل لنا بعد الفترة دي كلها ، وفي الجواب محمد كاتب الموضوع اللي قلته له عند محطه القطر قبل سفرة ، وانه بيبارك وموافق علي جوازك من بنت عمك ، وطبعا انا مش هلاقي احسن منك لبنتي ))
شلت المفاجأه لسان خيري ، فنظر الي صورة محمد المعلقه علي الحائط وطفت دموع قليله علي عينيه فأستكمل عمه
(( الجواب ده بالنسبه لي ولك زي الوصيه تمام وانا لازم انفذها بالحرف))
أستمر خيري صامتا مركزا نظرة في صورة محمد ولم يستطع ان يتفوة بكلمه فتسأل العم عن سبب صمت خيري والذي اجاب بصعوبه وبدون تركيز فيما يقوله
(( والله يا عمي ...... الموضوع ده ......... انا مش عارف اقول ايه ؟...... وصيه محمد بالنسبه لي .......))
فأدرك العم مدي ارتباك خيري فأنهي الموضوع وهو يمد يده لخيري (( نقرأ الفاتحه ))
مد خيري يده بعفويه سريعه وقرأ الفاتحه مرتين فهو يكاد يطير فرحا مما يحدث له هذه الايام لكنه أوقف فرحته سريعا فلا يجب ان ينسي تلك النار التي تأكل صدرة بأستمرار ولا يجب للفرحه ان تحل محل تلك النار فلا يجب ان ينسي ثأر مصر وثأر محمد ، لذلك قرأ الفاتحه في المرة الثانيه ترحما علي روح محمد والذي كان بجانبه حيا وشهيدا
عم السرور ارجاء المنزل بعد ان اعلن العم انه قد قرأ الفاتحه مع خيري وإن كانت فرحه مبتورة ، فخيري اعلن انه لا يمكن له اتمام الزواج قبل الحصول علي موافقه القوات المسلحه وهو اجراء متبع ومعروف ، مما جعل فرحه محبوبته مبتورة وإن كانت عينيها تنطق بكل الوان الفرح الموجوده في الدنيا .
ومرت اجازة خيري سريعا بأسرع مما يتخيل ، فعاده اوقات الفرح تمر بسرعه واوقات الحزن تمر كئيبه بطيئه جدا
وبعد ساعات وجد خيري نفسه في عربه خاله التي يجرها الحصان تشق الطريق تجاه محطه القطار ، هذه المرة كانت محبوبته بجوارة في نفس العربه لا يفصل بينها غير اخواتها التوأم والذين كانوا مثل حائط منيع بين الاثنين ، لكن خيري لم يعدم حيله ، فأستمرت النظرات كما كانت في السنوات الماضيه ، وإن كانت نظرات صريحه مستقيمه لا تخشي ان يلاحظها احد .
ودع خيري محبوبته علي باب القطار ، وبدأ القطار يتحرك ببطء وعيناهما متشابكه تأبي ان تنفصل عن بعضهما البعض ، ومع تزايد سرعه القطار بدأ التباعد يزداد شيئا فشيئا حتي تلاشت محبوبته ومحطه القطار من امامه تماما .
جلس علي مقعد خالي في القطار وهام في حاله الحب والعشق التي يعيشها حاليا مع محبوبته ، وفكر انه متجهه للجبهه وأستشهاده وارد جدا فما سيكون حال اهله ومحبوبته بعد وفاته ، لكن فجأه دق جرس الانذار في عقله ، وجاءت صيحات التحذير مدويه ، فما حدث في تلك الاجازه لا يجب ان يثنيه عما هيأ نفسه له ويجب الا ينسي هدفه الاساسي والوحيد في هذه الدنيا الا وهو الثأر ، فكيف يعيش سعيدا وهو لم يأخذ بالثأر بعد ، وكيف يواجه نفسه والبركان يغلي داخله ولم يخرج بعد ، وهام في هذا التفكير قليلا حتي توصل الي انه يجب ان يفصل تماما بما يحس به ويحدث له في قريته وخاصه مشاعرة تجاه محبوبته وبين ما وضعه لنفسه من اهداف ، حتي لا يتعارض تنفيذ اهدافه مع مشاعرة الشخصيه والتي لا بد وان تكون في ذيل اولوياته في الوقت الراهن .
وعاد بتفكيرة الي اخر لقاء له مع قائده ، وتذكر وعد قائده له بأنه سيرسله لاقرب موقع علي الجبهه وفكر قليلا في اي موقع سيرسله له قائده ، وعاهد نفسه مره اخري انه يجب ان يكون متفوقا علي نفسه والا يترك طائرة اسرائيليه تنعم بالهدوء في سماء موقعه ايا كان .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس