عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:34 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

الفصل الثالث
الجــــــــــــزيــــــــ ــرة الخضـــــــــــــــــــــ راء
الجزيرة الخضراء هي واحده من الجزر الهامه التي تقع في خليج السويس ، وهي تقع في اقصي الشمال من خليج السويس ولها اهميه استراتيجيه وعسكريه كبيرة جدا حيث انها تشرف وتتحكم في المدخل الجنوبي لقناه السويس تحكما كاملا ، وهي لا تبعد عن شاطئ مدينه السويس سوي خمسه كيلومترات وعن شاطئ بورتوفيق وسيناء سوي سبعه كيلومترات .
وتاريخيا اكتشف البريطانيين اهميه هذه الجزيرة فوضعت فيها قوة مسلحه دائمه لتأمين الملاحه في المدخل الجنوبي لقناه السويس وبعد انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر ، وضعت مصر بها قوة مسلحه خفيفه زادتها بعد النكسه خوفا من استثمار العدو لنجاحه وقيامه باحتلا ل تلك الجزيرة الهامه ، مما يمكنه من تهديد جنوب السويس وطريق البحر الاحمر وميناء الادبيه .
ورغم صغر حجم هذه الجزيرة التي لا يزيد عن كيلومتر واحد ، فقد تمسكت بها مصر بضراوه وحاول الطيران الاسرائيلي كسر مقاومه الجزيرة اخضاعها لكنه فشل في ذلك ، وكانت من اكثر المواقع تعرضا للغارات الجويه .
وصل خيري الي مدينه السويس في مارس 1968 ، وكان الدخان الاسود يغلف سماء المدينه بصورة رهيبه جدا ، وكان صوت ضرب المدفعيه مسموع من بعيد ، وتحولت حاله الهرج والضحك في صندوق السيارة الي حاله صمت وترقب ووجوم ، فقد دخلوا الي الجبهه بكل ما تحمله من قتال وضحايا واصابات ومعاناه كل يوم ، كانت رائحه البارود تملئ الجو بصورة مكثفه من جراء القصف المدفعي الاسرائيلي علي المدينه ، وبينما السيارة تسير ببطء في طرق السويس ، تطلع خيري ورفاقه الي حجم الدمار الهائل الذي حل بالمدنيه ، فالمباني شبه مهدمه ومن النادر ان تجد منزلا غير مصاب بطلقات او شظايا عديده ، او تجد طريقا ممهد فكل الطرق بها فجوات ناتجه من القصف المعادي .
كان خيري مجبرا ان يقارن بما يراه في السويس وبين مشاهد الحقول الممتده حول مسار القطار ، او بين قريته التي تنعم بالهدوء التام والسلام بينما السويس تعاني من الحرب والخراب، كان الاحساس الذي لازمه في تلك اللحظه انه خرج من عالم الي عالم اخر مختلف تماما عما يعرفه .
كانت الحرب تطل بوجهها القبيح علي السويس وتعلن انها مدينه اشباح فالعدو علي بعد امتار قليله منه الان ، لا يفصل بينهم سوي قناه السويس ، فها هو المسرح قد ُاعد والمواجهه مع العدو ستحدث لا محاله ، ومع السير البطئ الاجباري لسيارة الجنود تطلع خيري الي مظاهر الحياه في السويس ، فرغم هذا الدمار الهائل ورغم التهجير الاجباري لاهل السويس الا ان عددا كبيرا منهم رفض مغادرة منزله واثر التمسك ببيته ولو حتي معرضا حياته للموت ، فها هي سيده تقف تشتري حاجيات منزلها من منفذ التموين ، وهذا اخر يقف في محله ليبيع الخردوات ، مظاهر تظهر علي استحياء لحياه تحت القصف المعادي المتقطع .
دلفت السيارة الي جوار احد المباني ، وتوقفت وُطُلب منهم النزول ، فنزل الجنود من السيارة وهم واجمون مما هم فيه
وتم تقسيم الجنود بواسطه احد العرفاء ، فجزء سينطلق الي منطقه الشط ، وجزء اخر سيتجه مع السيارة الي قياده الجيش الثالث وجزء اخر سيتحرك سيرا الي احد مواقع المدفعيه المضاده للطائرات والمخصصه للدفاع عن مدينه السويس نفسها وتبقي خيري وثلاثه أخرين ، واخبرهم العريف بأنهم سينتظرون في شقه صغيره مهجورة في نفس المكان حتي هبوط الظلام ثم يتحركوا تجاه شاطئ البحر حيث سينقلون بحرا الي الجزيرة .
دلف خيري الي تلك الشقه المهجورة داخل المبني الخالي من السكان، والتي اتخذها العريف نقطه للراحه حتي التحرك ليلا ، وضع خيري المخله التي تحتوي علي حاجياته الشخصيه والعسكريه ، ومدد جسده علي الارض واضعا رأسه علي المخله وتسلل النوم الي عينيه رغما عنه .
وقرب المغرب أستيقظ خيري مرعوبا مفزوعا وهو يسمع دوي انفجار رهيب قريبا منه اهتز علي اثرة المبني بشده ، وتطاير من النوافذ ما تبقي بها من زجاج و عم الفرغ ارجاء الشقه ، وبدأ الذعر علي خيري وعلي زملائه الثلاثه ، أما العريف فكان هادئا يحتسي كوبا من الشاي ويجلس في احد اركان الغرفه باسما وهو يقول (( اهلا بيكم علي الجبهه )) فأنفعل احد الجنود غاضبا من هدوء العريف فانفجار القنبله كان قريبا جدا وكاد يودي بحياتهم ، فأرتشف العريف بعضا من الشاي بلا اكتراث بغضب الجندي واستكمل باسما
(( من الحاجات اللي هتتعلموها في الحرب ، ان القنبله اللي هتموتك مش هتلحق تسمع صوتها ، وطالما انك سمعت صوت الانفجار يبقي انت عايش ، وانا واحد بعرف ربنا وعارف ان لكل اجل كتاب ، فبلاش قلق وكلها كام يوم وتتعودوا علي الضرب واعصابكم تهدأ ))
لم يستطع خيري ورفاقه ان يستوعبوا الكلام الباسم المطمئن من العريف ، فالانفجار كان قريبا كبيرا ومدويا .
خرج خيري مع رفاقه بعد ثوان من الانفجار يتابعون تبعاته ، فوجدوا ان الانفجار اصاب الطريق العام وبدأ الدخان في التلاشي تاركا فجوة عملاقه في وسط الطريق .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس