عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:35 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وبعد قليل دار محرك اللنش بصوت عال جدا معلنا عن محرك يعاني من تقدم العمر وقله الصيانه ، وبدأ اللنش يتحرك رويدا رويدا مغادرا الشاطئ وتاركا قلوب الرجال تودع اضواء السويس الخاقته في خوف وترقب مما يمكن ان يقابلونه في المستقبل علي تلك الجزيرة .
ومع مغادره اللنش الشاطئ تحرك خيري الي المقدمه حيث كان شوقه الي موقعه والي سلاحه ، ودار عقله برفاقه الثلاث الجالسين في صمت يدخنون السجائر وفكر أيعقل ان يكون احدهم صديقا له او قريبا من نفسه كمحمد ، لكنه رد علي نفسه بسرعه تلقائيه رافضا تلك الفكرة رفضا باتا ، وتساءل مرة اخري في نفسه عن حال هؤلاء الثلاثه والذي لا يختلف عن حاله كثيرا .
فمن المؤكد ان كل منهم كان يخطط للمستقبل بشكل مختلف تماما ولم يكن يضع في حساباته او توقعاته ان يكون مستقبله في الحرب والقتال ومواجهه الموت من كل جانب .
مستقبلهم اصبح بين عشيه وضحاها قاتما اسودا لا امل فيه في القريب ، فتمتم خيري من اعماق قلبه وهو ينظر تجاه نقطه العدو (( الله يخرب بيوتكم بيت – وييتم عيالكم قادر يا كريم ))
ووسط ظلام حالك سواء من السماء الملبده بالغيوم الكثيفه او من البحر الساكن بلا حركه كالسجاده الثقيله، تحرك اللنش مسرعا تجاه الجنوب وخيري يقف علي مقدمته هائما في الماضي متحفزا للمستقبل ، ومع تعالي صوت اللنش في ارجاء البحر جاءته من خلفه يد ممدوه بسيجارة مشتعله ، فرفض بأدب وسار بعينيه ليري وجه صاحب هذه اليد ، فوجده الريس غريب صاحب اللنش وربانه ، والذي قال وهو يشعل لنفسه سيجارة (( سمعتك بتلعن ابو اليهود ، فقلت اجي معاك العن ابوهم )) وسحب الرجل نفسا من سيجارته بينما لم يتجاوب خيري مع الحوار
فأردف الرجل سائلا ((انما انت منين يا دفعه ؟؟))
فرد خيري (( منيا القمح – شرقيه )) فتهلل وجه الريس غريب (( أجدع ناس واهل الكرم والجود كله )) فتبسم خيري علي مجامله الريس غريب ، في نفس الوقت تعالي صوت الحديث بين الجنود الثلاثه المرافقين لخيري علي سطح المركب ،فألتفت اليهم الريس غريب معاتبا وطالب منهم عدم رفع صوتهم خشيه ان يسمع صداه في البحر ويسمعه اليهود من الناحيه الاخري ، فرد احد الجنود مداعبا (( ياريس انت صوت مركبك بيتسمع في اسوان )) وضحك الجميع وتبسم الريس غريب من مداعبه الجندي له ثم تحولت نظرته المبتسمه الي جديه (( انتم اصلكم لسه صغيرين ومتعرفوش اليهود كويس ، احنا بقه السوايسه عارفنهم كويس جدا ، انا حاربتهم في 48 وكنت مع الشهيد احمد عبد العزيز ، الله يرحمه كان مجننهم بجد، وفي سنه 56 كنا شايفنهم علي البر التاني وشفنا عملوا ايه في العمال الغلابه اللي ملهمش في الطور ولا الطحين ، ياولداه العمال ادفنوا عايشين ،وطبعا اللي حصل في يونيو اللي فات ده ملوش وصف،دول ناس ميعرفوش دين او اخلاق ))
اصطدمت كلمات الرجل الحاده بعقل كل منهم بقوة جعلت العقول تعمل في تصوير ما يقوله ، لكن الرجل أستطرد بدون ان يترك لهم فرصص للحوار (( بس علي فكرة الحرب لسه مخلتصش ، انا كل يوم بشوف رجاله زي الورد ، زيكم كده بالضبط ، الرجاله دول بيعدوا الكنال للناحيه التانيه بالقوارب وساعات عوم كمان ، بيموتوا منهم كتير وبيضربوا دباباتهم ، ومن كام اليوم الولد الرفاعي رجع وهو معاه اسير من ولاد الكلب، وبعد ساعه كانت السويس كلها عرفت ان الرفاعي جاب اسير )) تساءل خيري في عقله سريعا عمن يكون هذا الرفاعي الذي تعرف السويس عملياته وتتابع اخبارة ، التقط الرجل انفاسه ثم استطرد ((الرفاعي ده ولد مجبتوش ولاده ، ومعاه رجاله ياكلوا الظلط ، ربنا يكرمه ويكرمنا معاه ، لكن انا بقه واللي في سني ..... خلاص راحت علينا البركه فيكم بقه ، لو كل واحد فيكم عمل اللي عليه ، صدقوني هنرجع الارض ))
جاء صوت احد مساعدي الريس غريب ليقطع استرسال الريس غريب في الحوار.
وتحرك الريس بسرعه واستلم دفه القياده ، وانتبه الجميع لما يحدث ويبدأ اللنش في الانعطاف في اتجاه اخر ، حاول خيري ان يفهم مغزي هذه التحركات البحريه ، فاللنش يسير وسط ظلام تام سواء في السماء او البحر علي السواء ، وبعد لحظات صعد الريس غريب الي مقدمه اللنش مرة اخري وفي يده مصباح ، وبدأ يعطي اشارات ضوئيه متقطعه وتعجب خيري عندما شاهد اشارات رد تلك الاشارات من وسط الظلام وتساءل بتعجب عن كيفيه اهتداء الريس غريب الي مكان الجزيرة في سط هذا الظلام .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس