عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:38 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

الفصل الرابــــــع


الغـــــــــــارة الاولــــــــــــــي



مضي وقت طويل منذ ان دق انذار الامان ، وعادت قوات المشاه الي دشمها وملاجئها تحت الارض بينما ظل رجال الدفاع الجوي في مواقعهم ، مع مرور كل دقيقه كان خيري يزداد توتر فعقله يريد ان يشتبك وعينيه تبحث عن هؤلاء الكلاب الطائرة .


فأين هم ولماذا تأخروا ؟ الم يقل عبد الحميد منذ قليل ان موعد غاراتهم يبدأ عاده في العاشرة صباحا وها هي الساعه قد تجاوزت الحاديه عشر بقليل ولم يرصد طائرة واحده ؟


احس بالخذر في ذراعه ، فقد كانت اطراف اصابعه تطبق علي مقود التوجيه والتنشين بقوة ، ربما من فرط التوتر او التحفز الزائد .


لم يحس مثل ما احس به طاقم مدفعه من راحه وخمول والاستمتاع بشمس الربيع الدافئه ، بل كان متعجلا مشاهده طائرات العدو تطبق علي الجزيرة، اطلق بصرة تجاه ارجاء الجزيرة راصدا ملامح الحياه عليها في انتظار الموت الطائر .


كان اول ما وقع بصرة عليه عددا من جنودا من المشاه يرتشفون الشاي في استمتاع ويدور بينهم حوار هادئ يتخلله عدد من الضحكات العاليه والتي تخرج من قلب منتظر الموت ويريد ان يمتص من الدنيا كل ما بها من رحيق ويستمتع بكل ثانيه ممكنه و بجوارهم اخرون ينظفون اسلحتهم الشخصيه في مهارة تامه ، بينما جلس احد الجنود يغسل ملابسه واخر يكتب خطابا .


وفي مشهد اخر القائد منعم ومعه النقيب مصطفي يتحدثان مع احد الجنود ومن خلفهم الشاويش عباس لا يفارق ظلهم .


حياه عاديه لموقع مثل مئات المواقع علي الجبهه ، حياه لجنود وضباط تعودوا علي أطلاله شبح الموت حولهم في كل لحظه وكل ثانيه ، فأستغلوا كل لحظه من اوقات الراحه في الاستمتاع بمظاهر الحياه المتوافرة لهم في ارجاء الجزيرة وعدوهم لا يبعد عنهم سوي ثوان .


تلاقت عيني خيري مع عيني قائده ورغم بعد المسافه الا ان القائد يحفز جنوده فنظراته تحمل قدرا من الثقه في خيري


وفي عقل خيري تردد صدي قول قائده (( الدفاع عن الجزيرة لاخر جندي واخر طلقه ))


وحيد يطلق دعابه في وسط الصمت (( براكاتك يا خيري ،شكلها النهارده اليهود مش ناويين يزورونا ))


وفجأه يضرب جرس الانذار رافضا صدق نبؤه وحيد ، وتتحول الجزيرة الي الحركه الشديده ، فالكل يعرف موقعه تماما ودورة محفوظ عن ظهر قلب .


يأتي التبليغ عبر حكمدار المدفع رقم 1 ويسمعه شديد في التليفون الميداني ويبلغه لخيري (( اربع اهداف من الشرق المسافه 7 كيلو )) ينظر خيري تجاه الطائرات فيرصد بنظراته المعظمه الطائرات الاربع تحمل الموت تحت بطنها تسرع تجاه الجزيرة علي ارتفاع منخفض .


تبليغ من القائد عبر تليفون شديد بحبس النيران ويجيب خيري بالعلم وعقله يعمل كمحرك نفاث


– الطائرات تقترب بسرعه والثوان ترفض ان تمر


- بدأت الطائرات في الدخول الي مدي الضرب المؤثر له


– قدمه تكاد تضغط بدال الضرب


– الاوامر تمنعه من الضرب


– ولاد الكلاب محملين قنابل علي الاخر


– ولا واحده منهم هتلمس الجزيرة بأذن الله


– محمد مات وسابني اخذ بتارة


- مدفعي اول مدفع يضرب


- ولاد الكلب في دايرة الضرب القائد منتظر ايه ؟ انا بتحرق يا فندم من جوة ، أدي الامر بقه ، بقالي أشهر في عذاب



يصيح شديد معلنا الامر السعيد (( اضرب – أضرب – أضرب ))


ما بين لحظه سماعه الامر وانطلاق اول طلقه كسر علي مائه من الثانيه ، وتلت الطلقه الاولي عشرات الطلقات ، بل المئات من مختلف مدافع الجزيرة لتحول سماءها الي كتله من النيران والشظايا الي تصيب في دائرة كبيرة اي شئ يمر بينها .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس