عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:39 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

مضي جزء كبير من النهار بدون غارات اخري علي الجزيرة فلابد وأن (( اليهود اخذوا كفايتهم من الضرب)) كما علق وحيد مازحا وشاركه شديد وعبد الحميد وبولس في الضحك ، وعند المغرب ترك خيري مدفعه هو ورفاقه تاركين بولس بمفرده في الحراسه ، لكي يتناولوا طعام الغذاء ويستريحوا قليلا حتي يأتي دور كل منهم في تناوب الحراسه .


في طريقه الي دشمه الطعام حيث موائد الطعام تحت الارض كما هو كل شئ اخر في تلك الجزيرة ، كان خيري صامتا في سيرة ، هائما في عالمه تاركا لاذنه الاذن فقط بسماع الانذار لكي يستجيب العقل ، أما غير ذلك فالاذن صماء والعقل شارد في ذكرياته والعين لا تري الا الطريق فقط .


واثناء تناول الطعام تحدث عبد الحميد ، ورد شديد ، وعقب وحيد ضاحكا كعادته لكن خيري لم يسمع كلمه ، فقد كانت محركات عقله النفائه تعمل بلا كلل محاوله لفهم تلك المشاعر المتضاربه داخله ، فلاول مرة يكون قريبا جدا من الموت لهذه الدرجه ، فالقنابل التي انفجرت حوله داخل المياه كان الممكن ان تكون فوق رأسه تماما لو اطلقها الطيار نصف ثانيه مبكرا او استطاع التركيز اكثر اثناء التصويب ، مع اول انفجار ارتعش جسده لكنه لم يحس بالخوف وقتها ، لكنه الان يسأل نفسه لماذا لم يخاف ؟؟


أما مشاعرة الاخري فهي مشاعر حقد وكراهيه تقطع امعاءه وصدرة وقلبه من الداخل ، فهو ينتظر الغد والذي قد يحمل معه غارة ثانيه والموت له ، لكنه ينتظرة بشوق كما ينتظر الطفل لعبه من والده ، فهو في شوق بالغ لكي يري طائرات العدو تحترق حوله في الجزيرة وتتحطم بمن فيها ، وتساءل في نفسه أين كانت تلك المشاعر الدمويه الصلبه قبل استشهاد محمد ، فقد كان شخصا وديعا مسالما بكل معاني الكلمه ، لا يدخل في مشادات او خلاف ويحاول ان يحكم عقله ويستخدم اخلاقه الطيبه في حل الخلاف ايا كان .


كانت خطوات بسيطه تلك التي سارها خيري من مدفعه الي الميس حيث تناول طعامه علي عجل كعاده الحياه في الجيش وخرج مسرعا ليصلي المغرب ، وبعد ان انهي صلاته جلس فوق صخرة لا تبعد عن مدفعه الا امتار قليله ، ووضع سلاحه بجوارة واخرج الراديو الصغير من جيبه .


كانت الاغاني والموسيقات الوطنيه تملئ كافه المحطات المصريه ، وهي عاده تتبعها الاذاعه قبل اذاعه بيان عسكري ، وانتظر خيري سماع البيان وعينيه لا تفارق صفحه المياه السوداء والمتحركه بانتظام .


وجاء صوت المذيع يعلن البيان العسكري والذي يصف اغارات العدو الجويه علي الجبهه بدون ان يحدد مواقع وعن نتائج تلك الغارات وعدد الشهداء الذين سقطوا وفي النهايه اعلن عن اسقاط طائره للعدو واصابه اخري .


بيان عادي مكرر في تلك الاوقات لا يحمل اكثر مما قال ، لكن لاول مرة يستطيع خيري ان يقرأ ما بين السطور ، فموقعه كان مشاركا في تلك الاحداث ومدفعه اصاب تلك الطائرة ، ومدفع اخر هو الذي اسقط الاخري ، سطور هائله ومشاعر رهيبه تم اختزالها في سطر او اثنين ليخرج بيان يسمعه الاهالي في البيوت والمقاهي ، ففيما مضي كان مستمعا والان اصبح مشاركا في صنع تلك البيانات ، فيما مضي كان يدعو للجنود علي الجبهه بالصبر والنصر ، والان اصبح ممن يدعو له الشعب ، تغير هائل في حياته وفي احساسه وفي مستقبله يحس به الان بكل قوة .


تمني لو محمد يسمعه ويحس به الان من مكانه في جنه الفردوس ليراه وهو يأخذ بثأر مصر وثأرة في صبر وجلد .


وبعد انتهاء البيان واصل خيري شروده الدائم والمستمر ، ومر وقت من الزمن لم يقسه ولم يعره اهتماما لكنه تنبه الي اغنيه يسمعها لاول مرة ، كلمات الاغنيه شدته فأستمع اليها في تركيز ، كانت الاغنيه لمطرب شاب لم يسمع عنه من قبل يدعي محمد نوح ، وكان نوح يصدح بكل قوة و عزيمه


(( مدد مدد – مدد – مدد شيدي حيلك يابلد/ مدد مدد – مدد – مدد شيدي حيلك يابلد


لو النهادره مات لك شهيد – بكرة الف هيتولد – مدد مدد ))


كانت كلمات جديده ومعاني جديده جدا علي خيري والذي الف نبرة الحزن في صوت المطربين ، لكن الان تلك الاغنيه تصيح بكل قوة ان الشعب قد عرف ان جيشه يصمد ويقاتل وان الشعب صامد معه ، فأغاني الهزيمه لم تستمر طويلا وايقن الشعب ان الجيش يحتاج لاغاني تحسه علي الصمود والقتال ، فالجميع يتقدم للثأر وليس خيري فقط ، فهو واحد من ضمن الوف وملايين لهم أب او اخ او ابن او حتي جار قد أستشهد والكل يتقدم للثأر فالمعركه لم تنته بعد ولن تنتهي الا بالنصر .

احس بالبرد يسري بسرعه في اوصاله ، فليل الجزيرة قارس البروده كما علم من شديد ، ولابد من اتخاذ كافه التدابير للوقايه منه .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس