( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
أنت يا محمد مهنتك الهداية ، ووظيفتك الدلالة، وعملك الإصلاح ، أنت تهدي إلي صراط مستقيم؛ لأنك تزيل الشبهات، وتطرد الغواية، وتذهب الضلالة، وتمحو الباطل، وتشيد الحق، والعدل والخير.
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، فمن أراد السعادة فليتعبك، ومن أحب الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتم صيام صيامك، وأكمل حج حجتك، وأزكي صدقة صدقتك، وأعظم ذكر ذكرك لربك.
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسك بحبل رسالتك سلم، فمن تبعك ما ذل وما ضل وما قل، وكيف يذل والعز معك، وكيف يضل وكل الهداية لديك، وكيف يزيل والرشد كله عندك، وكيف يقل والله مؤيدك وناصرك وحافظك.
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) لأنك وافقت الفطرة، وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غراء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ ، وطهرت القلب من الربية، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحررت البشر من الطاغوت.
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) فكلامك هدى، وحالك وفعلك هدى، ومذهبك هدى، فأنت الهادي إلي الله علي طريق الخير لكل البشر، الداعي إلي الجنة.