مازلت حتى الساعة أتحسس مكان قلبي ، هل ما زال بين أضلعي أم إنه قد أفرد جناحيه تجاهك مسافرا فلم أجده هنا، دعاه الشوق كما يدعو الشروق جموع الأطيار أن تنطلق إلى رزقها المقدر ، لم أشعر إلا بخفقانه قبل طيرانه الذي تيقنت منه الآن سيدتي ، فقد حل بدارك أو قريبا منك ، فإني لا أجده بين أضلعي ، لقد طار فرحا في هذا اليوم عند سماع صوتك ، فلم يعد ذلك الجريح المكسور ، فقد التأمت جراحه في ثوان مع كل حرف نطق به لسانك وخرج من قلبك ، لم أعلم إلا الساعة عن علاجاتك السريعة الناجعة ، ولم أعلم إلا الساعة أن آلام قلبي قد وجد دواؤها ، عجبا أن تكوني الداء والدواء في ذات الوقت ، فلا أملك إلا أن أهنئ قلبي عند عودته على شفائه ،وطيرانه الذي لم يتقنه إلا اليوم ، لا تودعي قلبي سيدتي بل قولي له إلى لقاء قريب ، وأرسليه تجاهي ، فهأنذا أعد مشاعري وأحاسيسي كي تستقبل قلبي حين عودته فقد تركها في جسدي وفز فرحا تجاهك، فهو لم يُوهب نعمة الصبر التي وهبت لقلبك ، ولا التريث والهدوء والتكتم عند اشتعال نار الاشتياق، فاستوصي به خيرا .