ولاحت طيبة ..
ولاحت أخيراً طيبة الطيبة ..
مع تسلل خيوط الفجر إلى الأرض، استيقظت الحسناء من نومها، وطلع الصباحُ على نورها فزادها إشراقاً وجمالاً ..
ما أحناها من أرض تستقبلك بحب ينساب في كل ذرات كيانك، تحتويك وتحنو عليك كطفل صغير، وتربّت على كتفيك لتواسي ألم الفراق ولوعة الاشتياق ..
سماءٌ زرقاء .. ونخيلٌ في كل مكان ..
وترابٌ طاهرٌ تمنيتُ أن تُقطع بي الأوقات سريعاً كي أتلمس طهره ..
وكم جيّشت عليه من جيوش سارت لنشر الإسلام ، وكم سارت عليه من أقدام طاهرة متوضئة لعبادة وعمل ودعوة .. وكم ستسيرُ عليه أقدام مؤمنة .. حتى قيام الساعة .
وصلنا أخيراً إلى الفندق، لتستقبلنا وجوه أهل المدينة الطيبة البشوشة، ولترافقنا دعواتهم في كل خطوة ، ولتزيد من أشواقنا إلى المسجد النبوي الذي لاحت مآذنه قريبة منا ..
وحطت قدماي أخيراً على الأرض ، وقفتُ أستشعرُ دفئاً آسراً لم يغمرني منذُ زمن طويل ..
وكان اللقاء ..