عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:43 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حُروفٌ على سجيّتها ..

من رياض الجنّة

وأتيتُ الروضة الشريفة مشتاقة، في فجر جمعة رائعة ..
وتأملتُ حشود المسلمات ينتظرن بشوق تلك اللحظة التي تفتح فيها البوابة فيتم العبور ..

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه، ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏: " ‏ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "

الكلُّ مشتاق، الكل ينتظر .. الكل قد أخذ التعب منه حده ..!
نظرتُ إلى الآلاف المؤلفة حولي من النساء.. كان منظراً رائعاً مهيباً ..
لقد تجمعن على حسب الأقطار والأمصار ينتظرن الدخول ، وفوداً مشتاقة تتنوع هوياتها، وإسلامها واحد .. ولاحت لي شاخصة بلاد الشام، فانضممتُ إلى الركب أنتظر الوصول ..
هاهو وفد بلاد الشام .. نساء فلسطين وسورية والأردن ولبنان وفي جوارهن نساء أرض الكنانة يترقبن، يقضين اللحظات في صلاة أو تلاوة قرآن أو ذكر ونصح حسن .
وحانت اللحظة، ووقف الجميع ينتظر، وخيّل لي أنه يوم المحشر ، فارتعدت الأطراف واهتز القلب هلعاً، وسمعتها حولي من نساء كثر .. ربّاه رحمتك .. كأنه يوم المحشر !
وبدأت أسمع توصيات بالحذر، وعدم التدافع والدخول بسكينة ووقار، ورأيت نساء يتناصحن لأن يكن درعاً يصد أي تدافع حرصاً على أخواتهن في الإسلام ..
وطال الانتظار ، وتعبت الصحبة معي من نساء كبيرات في السن ، فعدنا أدراجنا ولم ننعم بفرح الوصول .

...

عوضنا الله خيراً ظهر السبت
فكانت صلاة في الروضة الشريفة، على سجاد عشبي طاهر جميل ..
وكان ارتواء لروح اشتاقت وتاقت للوصول، وتعطشت لحسن الوقوف ..
ولاح المنبرُ شامخاً عظيماً من خلف الحاجز ، ولاحت لي أمجاد أمة أُنجزت وتحققت من أصداء منبر ..
وتألمتُ كما تتألم المنابر اليوم وتشكو أجساداً تحضر وقلوباً تموت !
وقفتُ أتهيأ للرحيل ..
وكان الصمت أبلغ من الكلام ..
وحان الوداع الصعب ..
فالقلب قد تركته هنا، فبأي شيء عساي أعود؟!







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس