عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:43 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حُروفٌ على سجيّتها ..

ولاحت مكة

وأحرم الجميع من ميقات أهل الشام ..
في الميقات تشعر باقتراب الخطى إلى البيت العتيق.. ولستُ أدري .. هل لملابس الإحرام دورٌ في تحريك الشوق أكثر ، أم أن التهيؤ ومنظر البياض حولك يزكي في داخلك هذا الشعور !
لاوقت هناك للكلام، لاوقت للانشغال بأي شاغل، فالكل منشغل بتهيأة نفسه على أحسن وجه يرضي الله تعالى ..
وقتٌ قليلٌ مضى، وصعد الركاب الحافلة، وبدأت العجلات تتحرك، وبدأت الأصوات تتوحد، تتكاتف بنداء عظيم واحد .. لبيك اللهم لبيك ..
ورفقة الخير لا تتركك، الكل ينصحُ بحب، ويعلم بأدب، ويآخي بود .. والدعاء لا يفارقك بألوان شتى يزورك، يمنّيك لأن تصل ، فتقبّل أرض الحرم الطاهرة، وتبللها دموع شوقك ..

....

وعلى مشارف مكة ، يذوبُ القلبُ بين الشّعاب حباً، وهو يتأمّل مشتاقاً كل جبل وشجر وحجر ..
يزيده سكونُ الطبيعة خشوعاً، فكأنّ الروح في سجود متأمل لبارئها العظيم تلهج بحب .. سبحانك ما أعظمك ! وتدمعُ العين كلما ارتفعت نداءات التلبية ، وكلما اقتربت الخطوات إلى البيت العتيق .
هنيئاً لكم يا أهل مكة ، وملائكة السماء تتعاقبُ فاردة أجنحتها في رحاب البلد الحرام ، تكاد تستشعرُ وجودها في كل مكان، تنظرُ في السماء فتتسلل السكينة إلى قلبك، ولا تملكُ لحظتها إلا أن تكون مسلماً موحداً لله .

....

أخيراً .. تلوحُ مآذنُ البيت العتيق لتضيء القلب كما تضيء المكان، ولتستيقظ أنوار الروح معلنة فرح اللقاء .
شيءٌ ما في قلبي أشعرُ به قد فارقني ورحل إلى هناك، فأعد الدقائق لأحصله، وأستعجل الإجراءات الرسمية كي أحلق في أفق رحيب ، وتحين الساعة المحددة لأداء العمرة، وتسبقني الخطوات إلى هناك ..
ياللمهابة .. ياللجمال .. !
اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً ..
كلُّ العيون دامعة، وكل القلوب خاشعة، البعض يرى البيت العتيق للمرة الأولى في حياته. يكفي أن تنظر في وجهه فتقرأ كل لغات الحب وتفهم سر العبودية الذي أودعه الله تعالى في قلوب الخلق .
وتمرُّ اللحظات أجمل ما تكونها لحظات في عمر مسلم، ويمنُّ الله على عبيده الذين أتوا إلى بيته من بلاد بعيدة بعمرة طيّبة يحار الفكر في تجسيد معانيها حيّة على الورق .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس