عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:48 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حُروفٌ على سجيّتها ..

مدنٌ لا تنــام ولحظات وداع !

المدنُ هنا لا تنام، ولا يغمض لها جفن حتى طلوع الفجر ..
قد تهدأ قليلاً قُبيله، لا لنوم وراحة، ولكن لوقوف حسنٍ بين يدي الله عز وجل .
الكلّ يعيشُ في عبادة دائمة، في جنّة دائمة، والكلّ لا يتهاون في عمل أو أداء لواجب .
وليت المدن الساهرة على أنغام زائلة تتعلم معنى الحياة من مكة وطيبة الطيبة .. ذلك المعنى الذي يتجلى نورانياً في قلب مدينتين كل من فيهما يوحد الله .. البشر والحجر ، النخل والشجر ..
عدنا إلى المدينة المنورة، ليكون لقاء ووداع في آن معاً ..
لكِ الله يا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
كم لكِ في القلب من مكان !
...
وتتلاحقُ لحظاتُ الوداع ..
وداع أحبّة ومدينة ومكان ..
وكان الوداع طيّباً بمسك الختام ..
زيارة إلى قباء ومسجد القبيلتين ، ووقفة متأملة عند ذلك الجبل الحبيب جبل أحد ..
" أحدٌ جبل يحبنا ونحبّه " ، " اثبت أحد ، فإن فوقك نبي وصدّيق وشهيد " !
اهتزّ الجبل لصعود النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكيف لقلبي ألا يهتز عند اقترابي من ذاك المكان، أتراه كان من حجر !
صعدتُ إلى جبل الرماة أتذكر معركة حامية الوطيس كانت لنا في الإسلام فخراً، تذكرت مواقف بطولية عظيمة كانت هنا، وتذكرت سيد الشهداء حمزة، وقد استشهد بطلاً مغواراً عظيماً ..
كم من دماء طاهرة عطرت هذا التراب، وكم من أمجاد سطرت على هذه الأرض الطيبة ..
أعلن الرحيل ليخطفني من هالة آسرة لتاريخ عطر ..
وحانت لحظة الوداع ..
أستودعكِ الله يا مدينة رسول الله ..
أستودعك الله يا أرض الحرمين ..
طبتِ وطاب المقام في رحابك .. دمتِ طيبة طاهرة منورة إلى يوم الدين .

....

على طريق العودة، تتزاحم الأشواق في داخلي ، تجرفني إلى حب يسكنني، إلى أطياف شتى تلاحقني ، تسافر معي أينما سافرت ..
وشعورٌ غريب يحتلني، هو مزيج من فرح وحزن، بسمة ودموع في آن معاً ..
أتمنى أن أصل إلى الديار أن أقبّل تراباً طاهراً تفصلني عنه مئات الكيلومترات .. أتمنى لو أنحني لله في سجدة شكر طويلة على أرض الوطن .
الصحراء تحيط بي من كل ناحية ، رمالها الجافة وصخورها القاسية وأعشابها الشوكية تطرق أبواب حزني، وتشعرني في ذات الوقت بدفء وصفاء كبيرين . تعيد لي روحاً افتقدتها منذ زمن طويل .
طلع القمر أخيراً ، بصمته الجريء ، وحضوره الآسر ، وأطل علي ببعض نوره لينسكب على الورقة، ويساعدني على قراءة حروف أكتبها في ظلمة، حيث الكل نائم ، إلا هذا القلم ..
أتصفح ذكرياتي القديمة في كشكولي الأسود الصغير ، وأبتسم للمستقبل ..
هل تراه سيسعفني لأن أجددها ، وهل سيسعفني العمرة لرحلة أجمل ؟!
صمت المداد ونطق القلب ..

اللهم تقبّل .
يارب عمرة وحجة قبل الممات
منقول لرووعة مشاعره







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس