عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2014, 03:57 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ﻧَـــفّـــحٍـــاٌتْ مِــــﻧَ ﻧُــــوِرُ اٌلِــــحٍـــيٌــــاٌةُ




عندما أنظر للبشر في الزحام داخل المنازل وفي الطرقات والشوارع الراحلون منهم والباقون المستقبلون والمودعون….يخيفني هذا المنظر..!!
يثيرنى التساؤل و الرهبة و الإجلال لمن خلق كل هؤلاء..؟؟
أنظر أنت إلى نفسك….
ملامح مميزة…وأسم هو لك.. مع مشاعر متنافرة وأحاسيس متضادة، ألآم وأمال تفاؤل ويأس أمور لا قيمة لها وسلوك لا معنى له وفوق كل ذلك هوية رسمية ومسجلة لا تموت حتى لو مت أنت ..؟؟
وفي حياتاك المعتادة تأكل وتنام وتصحو وتعمل..تبتسم وتبكي… تمضي في طريقك غير آبه وتتوقف للحظات مرغماً أسير زحمة طريق أو مرغم على سماع مالا تحب أو ملل انتظار..
ولكنك حين ترجع إلى نفسك…فبماذا تفكر…؟
بماذا قضيت ساعات يومك وأتستنزفت حواسك..؟؟
بماذا تفسر كل تلك الأفكار وفي تواجدها في رأسك..؟
بماذا قد تصف نفسك للأخر في طرف العالم عبر سماعة هاتف أو شاشة انترنت..؟؟
هل جربت أن تتوقف أمام ذاتك… أمام أعماقك..؟؟
هل جربت التنقل في تلافيف رأسك..بين ثنايا وزوايا جسدك..؟؟
هل عرفت نفسك…؟؟
هل أدركت حجمك وقدرتك وقستها بحجم هذا الكون وأتساعه..؟؟
هل أدركت مدى ضآلتك أمام جبل أو على شاطئ بحراً ثائر أو داخل صحراء قاحلة..؟؟
هل تعرف من أنت..؟؟
أنت لاشيء..
أنت حفنة تراب خلقت بتراب..عاشت وماتت مجرد رقم في منظومة سكان، ومجرد يد لبناء أوطان، ومجرد عامل في إنماء أرض توهمت أنها لك، وفي النهاية ستذبل وتتهاوى نحو ترابك الذي خلقت منه..
تتيبس فيحملوك ويعيدوك إلى جوف التراب لتتعفن هناك وحيداً في الظلام ليأكلك بعدها الدوود فلا يبقى منك أي شيء سوى بضع عظيمات نخرة..
يأتي فيما بعد حفار القبور.. لتُكنس وتكوم مع بقايا الآخرين في حفرة واحدة؛ ليعيدوا تنظيف هذا القبر الذي أحتواك ميتاً ليحتله بعدك جسداً متيبساً آخر.. ..
تُنسى وتمحى حتى من ذاكرة أحبابك وأبنائك قد يذكروك ليترحموا عليك وقد يباركون لأنفسهم فراقاك... فتتلاشى ولا يبقى في بيتك شهادة وفاة داخل حقيبةً قديمة أو مهملة في درجً يعلوه الغبار..؟؟
حتى أرضك ووطنك لا تعترف بك سوى أنك رقم سابق في منظومة سكانها وسجل مدني لأسم بلا جسد أدى دورة في الحياة ثم رحل غير مأسوفاً عليه..
ولك أن تتساءل بعدها: ولكن أين أبني الذي يدعوا لي..وصدقتي الجارية..وعملي الصالح..؟؟
كل ما أملكه لك الآن أن أقول لك يجب أن تستسلم لسير في لجة التيار الصاخب..فكل ما أعرفه أن الحياة ستستمر غير عابئة بموتك أو حياتك أو حتى بصدقتك أو أبنائك..
وعملك الصالح…؟؟؟
هل تضمن لي بأنه قد كتب في ميزانك أنه صالح..؟؟
ولتكن أخر الكلمات
ذلك هو الإنسان…
أنا وأنت وكل من حولنا..
لم تهذبنا الأديان ولم نرتقي مع حضارتنا التي صنعناها ..
فقط..أنظر إلى مرآتك وتذكر ماذا فعلت في يومك هذا..
وتعجب..؟؟






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس