عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2007, 09:18 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

قيل لشيخ الإسلام ابن تيميه : قد أمر السلطان بنفيك
إلى قبرص ، أو قتلك وسجنك فقال : والله إن بي من
الفرح والسرور ما لو قسم على أهل الشام
لوسعهم ، والله إني كالغنمة ما تنام إلا على صوف ، إن نفيت
إلى قبرص دعوت أهلها إلى الإسلام ، وإن سجنت خلوت بعبادة ربي ، وإن قتلت فأنا شهيد :

روحي تحدثني بأنك متلقي
نفسي فداك عرفت أم لم تعرف

ليس من المهم عند الداعية
أن يكون له جمهور حاشد ، أو حفل بهيج ، أو مستمعون
كثر ، المهم أن يقول الحق ، وان يأمر بالمعروف ، وأن ينهى
عن المنكر ، وأن يحمل الميثاق بأمانة ، ويبلغ الشريعة بصدق .
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه)(آل عمران: 187).
بعض الأنبياء لم يستجب له أحد ، والبعض
استجاب له واحد واثنان ، والبعض جماعة ، وبعضهم
دعا عمره كله ثم قتل ولم يطعه بشر ، وأنبياء آخرون
مكثوا السنين الطويلة يدعون ثم نشروا بالمناشير !

سيدي علل الفؤاد العليلا
واحيني قبل أن تراني قتيلا
إن تكن عازما على قتل روحي
فترفق بها قليلا قليلا !

إن الداعية ليس فنانا يداعب العواطف ، ويلعب
بالمشاعر ، ويتفقد مكامن التأثير في الناس ، وليس شاعرا
يخلب الألباب ، ويسافر مع الخيال ، ويهيم في أودية الضلال ، وليس فيلسوفا
يتقن القوانين ، ويضرب الأقسية
ويحدد المقدمات ، ويخلص النتائج ، وليس سلطان
يفرض كلمته ، ويؤدب رعيته ، ويحشد جنوده ، ويرفع بنوده ، وليس تاجرا
يجمع الدراهم ، ويكنز القناطير المقنطرة ، ويرصد الشيكات
ويضارب بالأسهم . الداعية شئ آخر ! . .

إنه تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ابن بار
لرعايته ، تلميذ نجيب في مدرسته ، طالب متفوق
في جامعته . يسري حب
الله وحب محمد صلى الله عليه وسلم في دمه
يشع في قلبه ، يضئ طريقه ، يملأ وجدانه ، يلهب ضميره .

الحب ليس رواية شرقية
بأريجها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة
ومرادنا أن المحال محال

الداعية ليس له إجازة ، ولا انتداب ، ولا مخصصات
ولا عادات ، الداعية ليس له حفل مولد ، ولا مهرجانات
تخرج ، ولا حفل وداع ، ولا مناسبة استقبال ، بل هو مع الأنبياء
تلقاه على الرصيف ، وفي الدكان ، ومع أهل الحرف ، مع النجا
ر والخباز والنساج والبناء ، مع الناس باختلاف أذواقهم وألوانهم
وأجناسهم ، داعيا للملك والملوك ، وللأمير والوزير ، وللكبير والصغير ، وللذكر والأنثى
وللأبيض والأسود .

الداعية باع نفسه من الله ، فلا يطالب ، ولا يضارب

لا يعاتب ، ولا يحاسب . . فاتورة تعبه مدفوعة في الآخرة (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى:5) .
شيك أجرته مصروف من بنك ) يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )(الكهف: 28)
وسند أمواله موقع عليه ( وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ)(هود:79) .

بعنا النفوس فلا خيار ببيعنا
أعظم بقوم بايعوا المختارا
فأعاضنا ثمنا أجل من المنى
جنات عدن تتحف الأبرارا

الداعية لا ينتظر شهادة حسن سيرة
وسلوك من البشر ، ولا نياشين يعلقها على
صدره ، ولا نجوم يضعها على أكتافه ، ولا صورة ذكرى
يرفعها في مجلسه . إنه يريد تاج ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا )(المائدة:119)،
ويطمع في نجوم ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )(المائدة: 54)
ويرغب في نياشين (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا)(البقرة: 257) .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس