الثاني : لأنَّ الغلو سبب من أسباب بدء الخلاف ثم الإختلاف ثم الإفتراق .
ورغبة منا في كشف آثار ومساوئ وحقيقة الغلو وما نتج عنه من بدعة الطائفية والحزبية الضالة المضلة ، والتي ما زالت الأمة الإسلامية تعاني من ويلاتها ومحنها الشيء الكثير ، لذا جاءت هذه الرسالة والتي أسميتها (( الغلو وأثره في الإنحرافات العقدية والمنهجية عند الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية )) .
حيث جعلتها مرتبة على عدة مباحث مرتبطة بعضها ببعض ، ومتدرجة حيث بني كل على ما سبقه ، لتكون ضوءاً مسلطاً على الغلو وأثره السيء عند هذه الفرق والأحزاب والجماعات بعد أن ظهر لكل ذي عينين أثرها السيء على الإسلام ، لاسيما في هذا الزمان الذي يشهد على واقع مؤلم يعيشه المسلمون حيث لا دولة ولا أمن ولا تمكين .
خاصة بعد أن أغتر الكثير من الشباب المسلم بهذه الأحزاب والجماعات ، وكأنه قد صار ملزماً بإتباع طائفة أو حزب أو جماعة ، كما أن الغلو قد ظهر فيه بأبشع صوره وأقبحها فوجب الإنذار والتحذير .