مجيء الإسلام
الفصل الثاني : وجاءت القاصمة
الفصل الثالث : أصول البدع
الفصل الأول
الجزيرة العربية قبل وبعد مجيء الإسلام
لقد بُعث رسول الله ( r ) والجزيرة العربية تموج بالقوميات و العصبيات ، فكل قبيلة تقدم ولائها ، و تحصر إنتمائها ، و تخص بنصرتها أفراد تلك القبيلة ، حتى قال قائلهم :
وهل أنا إلا من غزية أنْ غوت غويت و إن ترشد غزية أرشد [1] يؤيد بعضهم بعضا ًعلى ما يريد سواء كان حقاً أو باطلاً ، و ينصر بعضهم بعضاً فيما يهوى سواء كان محقاً أو مبطلاً .
فلما جاء الإسلام أمر بالوحدة والالتئام ، ومنع التفرق والانقسام ، لأنَّ التفرق والانقسام يؤدي إلى التصدع ، و الانفصام ، لذلك فهو يرفض التحزب ، و الانشطار في قلب الأمة المحمدية الواحدة ، التي تدين لربها بالوحدانية ، ولنبيها بالمتابعة ، شأنها شأن الأمم الماضية في الرسالات السابقة ...... والدليل قوله جل و علا } شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ { [2].
( 4 ) و قال آخر :
لا يسألون أخاهم حين يسألهم في النائبات على ما قال برهان .
( 5 ) سورة الشورى : 13 .