عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2015, 08:57 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ✿ أجمل لحظات العمر ✿



مع استمرارك فى التلبيه وأنت في الطريق إلى مكة يتصاعد الشوق للقاء بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة – فسبحان من جعل حب هذا البيت في قلوب المؤمنين – حتى إذا وصلت إلى الفندق لا تكاد تحتمل جلوسك فيه فتتبادر للذهاب إلى الكعبة [ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ] وهنا تختلط التلبية بالبكاء شوقًا وترقبًا للقاء وفرحًا بفضل الله وكرمه ، خطواتك تتسارع وتسابق دقات قلبك ، وكلما اقترتب وجدت العشرات بل المئات يسارعون معك للدخول للبيت العتيق .



وهاهو المشهد يظهر في الأفق ، هذه مآذن الحرم المكي ظهرت لك ، فسبحان الله ما هذا النور الذي يملأ هذا البيت – اللهم لا تحرمني من هذا النور يارب ، اللهم أملأ قلبي ومخي ودمي ولحمي وعظمي من هذا النور - وكلما اقتربت كلما ازدادت الأنوار وإمتلأ صدرك بهواء نقي ربما لم تشم أطيب منه يومًا ، إنه هواء الطاعة فما أجمله

! ها أنت دخلت بقدميك إلى داخل المسجد الحرام وبدأت الكعبة في الظهور – يا الله ما أجملها ، يا الله ما أعظمها – سبحان الملك العظيم ، فإذن اقتربت ورأيت بعينيك الكعبة لن تحتمل أن تتمالك دموعك ولا أن تمسك قلبك عن حب هذا البيت العظيم – فأمامك الآن مشهد لا يكتب بالحروف ولا يعرف حقيقته إلا من ذاقه ، فأمامك الآن الآلاف من البشر تطوف بلا توقف وفي السماء العشرات من الطيور تحلق حول البيت وفوقهم الملائكة تطوف في بيت الله في السماء – سبحان الملك العظيم الجليل – كل ما في الكون له ، كلنا عبيد له . الآن إملأ قلبك بالإيمان وارفع يديك وادعوا الله من كل قلبك بكل ما تريد ولا تبالى كم من الوقت يفوت في هذا الدعاء ولا لنظر الناس إليك وقد انهمرت دموعك فأنت الآن في بيت الله الحرام أمام الكعبة وياله من شرف عظيم واصطفاء كريم



(وبدءَ الطواف فتذكر)



وتبدأ من الحجر الأسود متابعًا لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – إن استطعت استلامه وتقبيله فافعل فهو يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق وإن لم تستطع فأشر إليه وقل : بسم الله , الله أكبر , و ابدأ في الطواف ...


و هنا لابد لنا من التوقف والتأمل فهذا حجر يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق ... وتجد الناس تتسابق لاستلامه أملاً في هذه الشهادة واتباعا لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم –

فاعلم أن سمعك و بصرك وجلدك وكل شئ سيشهد على أفعالك يوم القيامة فكيف بالله عليك تعصي الله بعينيك وهو من أنعم عليك بها ، أتعصي الله بنعمه ؟؟!!

وكيف بالله عليك تعصي الله بعضو يشهد عليك ويفضحك بفعلك هذا يوم القيامة ؟؟ بل وكيف بالله عليك تعصي الله وهو ناظر إليك ؟؟!! كيف تختفي من خلقه لتعصيه وهو يراك سبحانه وتعالى ... بل ويسترك ويمهلك حتى تتوب وترجع ... سبحانه الودود الرحيم ...

الحجر الأسود جاء للأرض أبيض ناصع البياض وتحول للسواد بذنوب البشر ، فياترى قلبك أنت الآن الذي طالما شهد على ذنوبك وأفعالك ... ما لونه الآن ؟... أما آن الوقت لتتوب لله توبة نصوحًا .... الآن في بداية الطواف ... أعلنها توبة صادقة وعاهد الله ألا تعود للمعاصي أبدًا ... هيا طهر قلبك من حب المعاصي والذنوب وأعلنها عودة نصوحًا لله التواب ...


ويبدأ الطواف وأنت تتخيل أنك الآن تعبد الله كما تعبده الملائكة الطوافة حول بيت الله في السماء ... فياله من شرف وأنت في طوافك هذا تطوف لمدة ساعة أو ساعتين مثلاً بينما الملائكة في السماء لا ينقطعون عن العبادة ، بل والكعبة لا تخلوا أبداً من الطائفين إلا في وقت الصلاة ... فسبحان الله غني عنك وعن عبادتك ... فوالله ما أحوجنا نحن لعبادة الله ... وما أغناه سبحانه وتعالى عنا ... فاستشعر هذا المعنى : وقل يالله .. كل هؤلاء يعبدونك وأنا العبد المذنب العاصي جئت بيتك تائبا ... خاضعا ... ياالله عبيدك سواي كثير ... وليس لي رب سواك ... ليس لي ملجأ إلا إليك ... من يتوب علي إن لم تتوب علي ... من يغفر لي إن لم تغفر لي ... من يرحمني إن لم ترحمني ...يالله ... أرفع إليك يدًا طالما عصتك جاهلة ... يارب أرفع يدي طامعًا في كرمك وعفوك ورحمتك ... فاستجب دعائي واقبلني وألحقني بعبادك الصالحين .


الآن اخرج كل ما في قلبك وأنت تطوف ... سبعة أشواط كاملة ... كرر فيهن الدعاء ولا تنشغل بمن حولك ... ولا تنسى الإكثار من حمد الله أن وفقك لهذه العبادة ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله الذي جعله الله سببًا في هدايتنا إلى الإسلام ...

وأنصحك بإعداد ما ستدعوا به قبل البدء في الطواف فإن لم تفعل فأخرج ما في قلبك وناجي الله بما تريد فسبحانه جواد كريم ...

لا يعلم عظمة وجلال هذه اللحظات في الطواف إلا من ذاقها بحق ... فاللهم تابع لنا بين الحج والعمرة .


يتبع بإذن الله







آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس