الرسالة العشرون : من الآن يسكت الكلام وتنطق القلوب والأعمال
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عهليه وسلم ..
أما بعد ... أحبتي في الله ..
من أراد السباق فقد اشتدت المنافسة ، ومن أراد الفردوس الاعلى فعليه بالدليل العملي ، من الآن سكت الكلام وتنطق أعمالنا وقلوبنا بمدى حرصها على رضا ربها .
نعم لنرين الله ما نصنع ، لن يسبقني إلى الله أحد وفيَّ عين تطرف .
... نعم " أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
من الآن سندخل مرحلة الاعتكاف " فآووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا "
من الآن نريد أن نسلم رمضان واسمنا عند الأكرم هو " الأكرم " أليس ربنا قال : " إن أكرمكم عند الله اتقاكم "
نعم نريد في هذه العشر أن نبلغ هذه الثمرات :
(1) بلوغ ليلة القدر وتحصيل ثوابها من المغفرة ورصيد حسنات أعظم من عبادة ألف شهر .
(2) العفو عنّا فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
(3) بلوغ ثمرة التقوى فاللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
(4) تفريغ القلب للرب وهذه أهم ثمرات الاعتكاف ، فاعملوا على تنقية القلب وإصلاحه من مفسدات القلوب من التعلق بغير الله ، وكثرة الأماني الجوفاء بدون عمل ، والمخالطة الفاسدة ، والكلام الفارغ ، وزيادة الطعام عن الاعتدال ، هذه الخمس اشتغلوا عليها في العشر
(5) بلوغ درجة المخلصين فعلامة الإخلاص كما قال ذو النون : بذل المجهود في الطاعة ، فتذكروا " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " ومن عجب أنها في الجزء الحادي والعشرين ، وسورة العنكبوت بدأت بالمجاهدة " ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه " وختمت بالمجاهدة فتأمل لتفهم واجب الوقت .
لا مجال إلا لتنويع الطاعات واستفراغ الجهد فيما بقي ولن يضيع منا رمضان بحول الله وقوته .
استعينوا بالله ولا تعجزوا ، وتوكلوا عليه ، وأحسنوا به الظن ، وربكم الأكرم فلا تقنطوا مما فات ، وتفاءلوا فقد يصلحنا في ليلة ، وإن شاء الله تكون ليلة القدر .