عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2009, 08:33 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعجبتني .. اضحكتني ... ابكتني .

هذا الرأس!

تذكرني أمريكا وهي تتعلم برؤوس العراقيين مبادئ الاحتلال. حكايتي هذه التي احكيها لأول مرة: ذات يوم وبعد تخرجي من الجامعة ذهبت إلى محل للحلاقة لأحلق شعر رأسي. ولأنني من النوع الذي يمل ويضيق بالانتظار. لأن صاحب المحل كان مشغولاً بسبب وجود أكثر من زبون في المحل. ولأني أيضا كنت جديداً عليه ولم أكن من زبائنه. فقد راح بعد أن رآني أتململ وأهم بالانصراف ينادي ابنه الطفل الذي كان يلعب في الشارع أمام المحل مع بعض الأطفال. وطلب منه أن يحلق لي. طبعاً، الطفل الذي كان عمره لا يزيد على تسع سنوات استجاب لنداء أبيه ونداء الواجب توقف عن اللعب ودخل المحل فرحاً منشرحاً أخذ المقص ووقف على رأسي الذي أوقفته له دون اعتراض اعتقاداً مني بأن ابن البط عوام ‘وأن الرجل كرمني وقدمني على عدد من الزبائن وصلوا قبلي مع أنني لست من زبائنه. ولم يسبق له أن عرفني أو رآني. لكن الطفل الذي بدا عليه انه يمسك بالمقص لأول مرة راح يلعب برأسي وكأن لعبه به استمرار لتلك اللعبة التي كان يلعبها مع أترابه الأطفال في الشارع. لقد راح يلعب برأسي ويتعلم به الحلاقة حتى إنه عندما انتهى ورحت ألقي نظرة على رأسي في مرآة الصالون لم استطع التعرف عليه فقد بدا وكأن فئراناً عبثت به وقرضته بأسنانها. وقد خرجت يومها من صالون الحلاقة برأس غير رأسي ولشدةخجلي احتجبت في البيت خوفا من أن اصبح أضحوكة فيما لو خرجت به وعرضته أمام الناس أوالزملاء الذين يتربصون بي. وبعد سنوات تبين لي أن ذلك الطفل الذي لعب برأسي وتعلم به مبادئ الحلاقة. أصبح أشهر حلاق في المدينة وأنه يكسب بمقصه عشرة أضعاف ما اكسبه أنا بقلمي وشهادتي الجامعية. لكن الجدير بالذكر هنا هو أنه بعد أن تعلم طفل الحلاق مبادئ الحلاقة برأسي راح الكل يتعلم بي.اللصوص تعلموا بي مبادئ السرقة.. المخبرون تعلموا بي كتابة التقارير.. السياسيون تعلموا بي مبادئ التخوين.. الإسلاميون تعلموا بي مبادئ التكفير.. ولولا ستر الله لكنت الآن بلا رأس.

يكتبها /عبد الكريم الرازحي







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس