موضوعي اليوم عن
الغيبة والنميمة
قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )) [سورة الحجرات، الآية: 12].
الغَيبةُ، وهو أن يتكلم خلف إنسانٍ مستور بمايَغُمُّه لو سمعه. فإن كان صدقاً سُمِّيَ غيبَةً، وإن كان كذباً سمِّي بُهتاناً.
النَّمُّ: التَّوْريشُ، والإِغْراء، ورَفْعُ الحديثِ إشاعَةُ لهوإفساداً، وتَزْيينُ الكلام بالكَذب،
الوشايه هي النميمه مع تزين الكلام
الفتنه هي الاضلال
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
أخي المسلم..أختي المسلمة. الأصحاب صنفين وشتان بينهما .صنف كالمسك مجالستهم بركة... ومصاحبتهم خيرونعمة .
وصنف كنافخ الكير مخالطتهم داء عضال . ووباء ودمار.
أخي المسلم ....أختي المسلمة
ان الغيبة والنميمة صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين والحديث في اعراضهم
وهو امر قد نهى الله عنه ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منهااا النفوس
فقال الله عز وجل أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوه
وقد بين معناها النبي
•وفي الصحيح عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال: ذكرك أخاك بما يكره؛ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".4
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: "
يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في بيته
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: "حسبك من صفية كذا وكذا"، قال بعض الرواة:
تعني قصيرة،7 فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".8
وعن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".5
فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكرهه, سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أونفسه أو أخلاقه
أو خلقته , ولها صور متعددة منها أن يذكر عيوبه أو يحاكي تصرفا له على سبيل التهكم .
والناس يتساهلون في أمر الغيبة مع شناعتها و قبحها عند الله ويد على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث: " أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم "
قد روي في هذا الباب أحاديث: الأول: حديث سعيد بن زيد مرفوعاً: " من أربى الربا الاستطالة في عرض مسلم بغير حق، وإن هذه الرحم شجنه من الرحمن، فمن قطعها حرم الله عليه الجنة " أخرجه أبو داود (4876
ويجب على من كان حاضرا في المجلس ان ينهى عن المنكر ويدافع عن أخيه المغتاب وقد رغب في ذلك النبي بقوله
فضل من رد عن عرض أخيه بالغيب
وفي رواية أي المسلمين خير؟
- ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوامالليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أوالمجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: ( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده)
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفراللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.
والإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلمازاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
المفروض أنه ما يقال إنه أفضل منه فيقال: جرّب فلانا
ان نقل كلام الناس بين بعضهم إلى بعض للافساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط وايقاد نيران الحقد والعداواة بين الناس
وقد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عزوجل
اسمعوا قول الله عز وجل
(( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم))
الارتفاع عن تراهات الأمور و العمل بقوله تعالى سورة القلم الآية
10(( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما))
قول الله عز وجل
(( و إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أنتصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ))
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا **** بالطوب يرمى فيلقي أطيبالثمر
وعن حذيفة مرفوعا (لايدخل الجنة قتات )
وعن ابن عباس قال مر النبي بقبريين فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ،
فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما
فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ،وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة
ومن السور السيئة لهذا العمل تفريق الزوج عن زوجته وهو السعي في إفساد
العلاقة بينهما . وكذلك قيام بعض الموظفين في نقل كلام الآخرين للمدير أو المسؤول
في نوع من الوشاية وللإيقاع وإلحاق الضرر وهذا كله من المحرمات
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله 
كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن النبي قال
لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضاً وكونوا عباد الله إخواناً
عن جابر و أبي سعيد قالا قال رسول الله
إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا إن الرجل يزني فيتوب فيتوب الله عليه
وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حى يغفر له صاحبه
اللهم عافنا واعف عنا وابعدنا عن الغيبة والنميمة
"اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي
اللهم اشغل قلوبنا بحبك وألستنا بذكرك وأبداننا بطاعتك وعقولنابالتفكر في خلقك والتفقه في دينك " ......
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أسأل الله عز وجل أن يهدينا و أن يردنا إلى رشدنا رداجميلا
و أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنااجتنابه..
نسال من الله العلي القدير التوفيق فان وفقت فمن الله وان أخطاة فمن نفسي والشيطان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تقديم أخر بإذن الله
