عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2011, 01:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Icon26 مدينة من الحكايات فى منتصف قلبى !!!




هنا
مدينة من الحكايات فى منتصف قلبى !!!
(نشر في مجلة زهرة الخليج )

*



*(هنا ) أقف!!
ولاأعلم *إلى أي مرحلة من مراحل الحزن تُشير كلمة ( هنا )
أو إلى أي بقعة من بقاع العمر يؤدي تتبع ( سهمها )!
لكني أعلم جيدا أن ( هنا ) هي مرحلة مرهقة جدا من الشعور
بقعة متوغلة في الحزن حد السواد !
واني أتجول الآن فوق بين طرقات هذه المرحلة كمحارب مهزوم
يُغادر وطنه بإتجاه غربة ما! يمضي متعرقلا بآخر بقايا الآمان
*وأخر بقايا الكرامة / وآخر بقايا الحكاية / وآخر بقايا الوطن!
ويُغمض عينيه على الصورة الأخيرة لــ وطن يئن مهزوما*
*ووجوه زيف أصحابها تاريخ الحكاية!
فتساقطت أمامه كالثمار الفاسدة وجوههم!
*
*
*

وأنا أكتب الآن كلمة ( هنا ) / أُشير إلى منتصف قلبي تماما !
*حيث كانت تُقيم قبيلة من الصحبة والأحبة والرفاق!
وغادر كل منهم بحكاية مختلفة
فبقيت خلفهم الحكايات كالمنازل المهجورة / ملونة الجدران بألوان مواقفهم*
*حتى تحول داخلي إلى مدينة من الحكايات*
*لكل حكاية لون مختلف / وحزن مختلف / وألم مختلف / وذكرى مختلفة !
فحكايات أحرص على ترميمها وتجديد طلائها
وأخرى أنتظر انهيار أخر بقاياها !
لــ أقذف بها مني !
فالحياة أقصر من الجلوس على أطلال حكاية*حزنها طويل*الأمد!
*
*
*
*
*

لهذا لم أتعلق في الحياة يوما
كنت دائما أتعامل مع الحياة على انني عابرة سبيل*
*فكنت أحاول قدر استطاعتي ان لاألتصق بأمكنتها أو تفاصيلها
إلى الحد الذي يرهقني التفكير فيه بوداع ماالتصقت به !
أو الحد الذي يجعلني أحبو وهنا" / وأنا أوداع أحدهم !
*
*
*
*

لكن الحياة تعلقت بي*!
*تعلقت بي للدرجة التي يتحول فيها الموت لدى البعض إلى أمنية مشتهاة
كالأماني المستحيل
التي نقضي عمرنا في طهوها واشتهائها / ولانتناولها أبدا !
فـ بعض الأماني نربيها كطفل مشوه*
*ونحتفظ بها معلبة/ ونتجاهل تاريخ صلاحيتها قدر استطاعتنا!
لانه لدينا قابلية تامة لتناولها حتى حين تأتي بعد الآوان / وبعد الصلاحية !
*
*
*

فهناك من يتحول الموت في داخلهم إلى أمنية رائعة
فالموت صديق حميم / وأمنية دافئة / لــ أولئك الذين ينتظرونه بشغف !
أولئك الذين يزفون أنفسهم للموت بلا تردد!
ولايصل الى هذه المرحلة من الموت إلا اشخاص خذلتهم الحياة
*لدرجة النفور منها/ والشعور بالغربة فيها!
أو أرواح لمحت وجه الحياة الحقيقيي وهي مستيقظة من النوم**!
الوجه الذي يخلو من الرتوش والمساحيق !
الوجه الذي يُشعرك كم هي ( دنيا) هذه الدنيا !
*
*
*
*

لهذا هناك أرواح تتعطش للموت / وما بعد الموت
وهناك أرواح تنفر من الموت / ومابعد الموت!
فمرحلة مابعد الموت / هي مرحلة تحددها طبيعة الحياة قبل الموت!
*
ويضحكونني جدا !
الذين يرددون بيقين ( نجى من الموت بأعجوبة)
لاأحد ينجو من الموت !
فتواقيت الموت لاقدرة لبشر على العبث بها / مهما أوتي من جبروت وقوة !
كل مافي الأمر / انه نجى / لان هناك بقية من عمر!
فلم يُكشف رصيد أيامه بعد !
*
*

والمتوغلون في الألم فقط / هم الذين يدركون تماما
ان الموت لم يعد الوسيلة الوحيدة لــ إيقاف الحياة !
فهناك أمور تنجح في إيقاف الحياة في قلوبنا وأعيننا !
وقمة الألم / ان تتوقف الحياة بك / وأنت مازلت تحتفظ بأنفاسك!
ومازال إسمك مذيلا في قائمة الأحياء !
ولم يشعر بموتك ومغادرتك لها / إلا أنت !
*
*
*

فحتى جسدك يخذلك !
لانه يستمر محتفظا بقوته / وقدرته على الحركة أمامهم!
في الوقت الذي تشعر فيه أنت / برغبتك وحاجتك لــ مكان ما / بقعة ما / صندوق ما !
تُعبىء فيه جسدك وحزنك ووهنك!
وتغمض / وتسافر بإتجاه حياة تتمناها
لكن ودائما / وفي أغلب الحالات !
الذين ينتظرون الموت ويبحثون عنه / لايلتقون به سريعا !
*
*
*

ويختلف الموت عن الحياة كثيرا !
فالحياة ( فرصة ) *شبيهة بلعبة مؤقتة
هناك من يتقنها / وهناك من يفشل بها !
وتتوقف اللعبة بإنتهاء وقت الفرصة أو المهلة!
*
لكن الموت يختلف
فهو نهاية لاتمنحك الوقت الكافي لقراءة
آخر كلمات الرواية / أو لمعرفة خاتمة الورقة الأخيرة!
فنحن قد نشعر بالنهاية / لكننا لانقرأها أبدا !
لاننا لانسدل الستار الأخير على حياتنا!
فهناك دائما من يسدل خلفنا الستار!
*
*
*
*

فالسابقون / الذين مضى الموت بهم
وحُملوا على أكتاف بكتهم أعين وقلوب أصحابها!
وسارت خلفهم الجموع
وصلى المصلون عليهم
يتحولون مع الوقت / إلى ورقة من كتاب العمر !
قد نقضي العمر كله نقرأ في هذه الورقة!
وقد لانعود إليها بعد الانتقال إلى الصفحة التالية !
وقد نتفقدها في لحظات الحنين / ونعاود هجرانها عند انطفائه!
وقد نبكي عند التجول بين سطورها / وقد نضحك !
لكن الحياة تستمر
فعجلة الحياة لاتعرقلها بقايا حكاية او دوامة حزن
مهما بلغت قوة الحكاية اوشدة الحزن!
فنبكي ... والحياة تضحك !
ونموت .... والحياة تستمر



راقنى رغم حزنه







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس