عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2014, 05:33 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حكمة الحج ومشاهده

يوم عرفة يوم المغفرة
نحتفل في هذا اليوم جميعاً وأنتم والمسلمون جميعاً بخير منسك خصنا به الله هذا المنسك العظيم لو علمنا ما فيه من الخير والتكريم من المولى الكريم لباع كل واحد منا ما ملكت يداه وسارع متجرداً لزيارة الله في بيت الله فإن الذي يذهب إلى هذه الأماكن لا يذهب من قبل نفسه وإنما بدعوة من ربه فإن الخليل لما أمره الجليل أن يبني هذا البيت فأعانه وبناه قال يا إبراهيم{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}قال: يا ربَّ وما يبلغ صوتي؟ قال: يا إبراهيم عليك الآذان وعلينا البلاغ. فأمر الله الجبال أن تهبط والسهول والوديان أن ترتفع والأرواح التي لم يئن ميعاد خروجها إلى الدنيا أن تخرج وأسمع الجميع نداء الخليل فوقف الخليل على جبل أبي قبيس المواجه للكعبة واتجه مرة جهة المشرق ومرة جهة المغرب ومرة جهة الشمال ومرة جهة الجنوب وفي كل مرة يقول{أيها الناس إن الله قد بنى لكم بيتاً وأمركم بالحج فحجوا }فقال الناس فى أصلاب أبائهم وأرحام أمهاتهم وقلنا نحن مع الناس: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك منا من قالها مرة فقيد له الملائكة أن يزور البيت مرة ومنا من وفقه الموفق فرددها مرتين فكتب له حجتين ومنا من زاد على ذلك فقد ورد فى الأثر{ فَمَنْ أَجَابَ مِنْهُمْ مَرَّةً حَجَّ مَرَّةً وَمَنْ أَجَابَ مَرَّتَيْنِ حَجَّ مَرَّتَيْنِ وَعَلَى هَذَا يَحُجُّونَ بِعَدَدِ مَا أَجَابُوا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ لَمْ يَحُجَّ }[1]فلا يذهب إلى هناك إلا من لبى نداء الخليل ووفقه الجليل فذهب لزيارته لأنه لا يزار إلا بإذنه ولا يذهب إليه ذاهب إلا بتوفيقه ولا يبلغ هذا المراد إلا من أراد الله سعادته في الدنيا والآخرة هؤلاء الذاهبون ماذا يطلبون وماذا يبغون؟ وما لهم عند الله ؟ لم يسافروا رغبة في دنيا يريدونها أو في رياسة يتنافسون في الحصول عليها أو لأي متعة من متع الدنيا الفانية وإنما ذهبوا يحدوهم داعي المغفرة يطلبون غفران الذنوب ويطلبون ستر العيوب ويطلبون استجابة الدعاء ويطلبون الأمان من النار ويطلبون ضمان دخول الجنة مع الأبرار ويطلبون أن يكتبوا في كشوف الشفاعة عند النبي المختار ويطلبون أن يكونوا من الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ما أعظم ما يطلبون إن كل مطلب من هذه المطالب لو تدبرناه لو أنفق الإنسان فيه كل ما ملكت يداه كان قليلاً جداً جداً في جانب ما يحصل عليه من الله وبالله ربكم خبروني الذي يأخذ وسام المغفرة من الغفار ويغفر الله له كل ما في صحيفته من الذنوب والأوزار الصغار منها والكبار ماذا يساوي ذلك في عالم اليوم؟ لو كان يملك الدنيا بأجمعها ما استطاع أن يدفعها في ثمن هذه المغفرة لأن الله أنبأ عن قوم ملكهم الدنيا ليغرهم ويضرهم بها أنهم إذا كانوا يوم القيامة يود الواحد منهم{لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ}ولكن الله لا ينجيه لأنه خرج كافراً بالله أما هؤلاء القوم فيتفضل عليهم الغفار بالمغفرة قال النبى{مَن حَجَّ هذا البيتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ، رجَعَ كما ولَدَتْهُ أمُّه}[2]وقد ورد{أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَا لاٌّمَّتِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَأُجِيبَ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ مَا خَلاَ الْمَظَالِمَ فَإنِّي آخِذٌ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُ قَالَ: أَيْ رَبِّ إنْ شِئْتَ أَعْطَيْتَ الْمَظْلُومَ الْجَنَّةَ وَغَفَرْتُ لِلْظَّالِمِ فَلَمْ يُجَبْ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ أَعَادَ فَأُجِيبَ إلَى مَا سَأَلَ.قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَوْ قَالَ تَبَسَّمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إنَّ هذِهِ لَسَاعَةٌ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا الَّذِي أَضْحَكَكَ؟ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ. قَالَ: إنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إبْلِيسَ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَجَابَ دُعَائِي وَغَفَرَ لاٌّمَّتِي أَخَذَ التُّرَابَ فَجَعَلَ يَحْثُوهُ عَلَى رِأْسِهِ وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ فَأَضْحَكَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ} [3]فرسولكم الكريم عندما أصبح بالمزدلفة بشرنا جميعاً وقال{قال الله تعالى أَني قَدْ أَجَبْتُ دَعْوَتَهُمْ وَشَفَعْتُ رَغْبَتَهُمْ وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ جَمِيع مَا سَأَلَ وَتَحَمَّلْتُ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ}[4]هذا فى المغفرة أما في الأمان من النار فقد وعد بذلك العزيز الغفار فقال في محكم القرآن{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}من دخل هذا المكان وهذه الساحة من ساحات الفضل والرضوان كان آمناً من النيران وكان آمناً من سوء الخاتمة لحظة لقاءه بالديان إذا قبل الله حجه فعلامة قبول الحج أن يؤمن الله صاحبه من دخول النيران ومن سوء الخاتمة لحظة مفارقته لهذه الأكوان وإقباله على حضرة الديان ولعلكم تعجبون كيف يضمن الله له حسن الخاتمة ويضمن له الأمان من النار مع إنه يرجع إلى أهله ويعيش سنين قد تطول وقد تقصر إن من تقبل الله حجه اتفق العلماء على أن الله يحفظه في بقية عمره من المعاصي والذنوب وخاصة الكبائر فعندما يريد أن يفعل ذنب أو يهم بكبيرة تلحقه عناية الله ويدركه توفيق الله وينطبق عليه قول الله{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}فلا يقع في الذنب ولا يفعل المنكر حتى إذا جاء ميعاده للقاء الله وفقه الله في أوقاته الأخيرة لطاعة الله وللعمل الصالح المقرب إلى الله فيخرج من الدنيا في أبهى حلل الشوق إلى الله والرغبة في لقاء الله فيتحقق فيه وله وعد الله{وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}أما الذي يرجع من الحج على غير الصراط المستقيم والهدى القويم فهذا والعياذ بالله ممن لم يتقبل الله حجه لأنه خرج للرياء أو للسمعة أو ماله فيه شبهة لأن العبد إذا خرج بمال فيه شبهة أو حرام فقال{مَنْ حَجَّ بِمَالٍ حَرَامٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ وَحَجُّكَ مَرْدُودٌ عَلَيْكَ}[5]فمن حج بنفقة حلال وطلب رضاء ذي الجلال وكان عمله خالصاً للواحد المتعال تقبل الله حجه ووفقه في جميع عمره حتى يلقى الله وهو آمناً مطمئناً{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}وعلامات هذا الحج المقبول أن يخرج صاحبه من هنا وهو على يقين من أنه مسافر إلى الدار الآخرة وعلى أنه خارج لا يعود فعندما يخرج من بيته يودع أهله الوداع الأخير ويتذكر بركوبه حمله في نعشه وبوقوفه على عرفات وجوده في عرصات القيامة وبسعيه بين الصفا والمروة تردده بين كفتي الميزان قال{مَن حَجَّ هذا البيتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجَعَ كما ولَدَتْهُ أمُّه}ابشروا جميعاً بفضل الله فإن الله لن يحرم المشتاقين أمثالكم من هذا الفضل الذي تحدثنا عنه فقد ورد فى الأثر{إذا كان يوم القيامة تقول الكعبة وقد حشرت كالعروس المزفوفة يا رسول الله أما من حجني وأما من اشتاق إلي فلم يستطع وأما من مات في طريق زيارتي فلا عليك بهم فإني سأشفع لهم عند الله فابحث عن غيرهم لتشفع لهم}فسارت الكعبة بين الذي ذهب إلى هناك والذي اشتاق للذهاب ولم يسعفه المال أو لم يهيئ له جسمه بسبب مرضه الذهاب أو منعه مانع شديد فوق طاقته من الذهاب إلى هناك وتشفع لهم وأما من نوى وسافر ومات في الطريق فيقول عنه النبي الشفيق{مَنْ خَرَجَ حَاجّاً أَوْ مُعْتَمِراً أَوْ غَازِياً ثُمَّ مَاتَ فِي طَرِيقِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْغَازِي وَالْحَاج وَالْمُعْتَمِرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }[6] يبعث الله في كل عام ملكاً على هيئته وفي صورته يلبي عنه ويحج عنه ويجعل ذلك كله في ثوابه يوم القيامة فابشروا بهذا الفضل العظيم والخير الكريم من المولى وعجل الله لنا هنا أعمالاً تسوينا بمن هناك فمن كان عنده خير ويستطيع أن يشتري أضحية ليتأسى بالخليل uفإن الله أمره أن يذبح ولده في المنام ورأى ذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة فتروى في أمره وظن أن ذلك حلم من الشيطان فرأى الرؤيا مرة أخرى في ليلة التاسع فاستخار الله U حتى عرف حقيقة الرؤيا فسمى اليوم الثامن يوم التروية واليوم التاسع يوم عرفة لأنه عرف أنه فضل الله عليه فلما كانت ليلة العيد رأى الرؤيا للمرة الثالثة فدعا ولده في الصباح وقال: يا بني{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}ماذا قال الغلام الذي تربى في حجر النبوة؟{يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }فاحتضنه وقبله ودعا له وقال له: نعم الولد أنت يا ولدي فقد كنت عوناً لأبيك ثم أعطاه الحبل وأعطاه السكين وقال: تظاهر أمام أمك أنك خارج للصيد وسأتبعك بعد قليل والموعد شعاب منى فخرج الغلام وجاء الشيطان يزين للغلام بأنه سوف يقتل لأنه قال كما قال الله{سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}وهنا أبين لكم لمحة صغيرة من كلام رب العالمين موسى لما مشى مع العبد الصالح قال{سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً}فما استطاع أن يصبر ولكن إسماعيل تواضع لله وطلب أن يكون مع الصابرين فصبره الله وأعانه على هذا العمل وكأن الله يضرب لنا المثل بأن من يتواضع لله ويدخل نفسه في عداد عباد الله يرفعه الله ولذا كان أنبياء الله يقولون{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}يكون من الصالحين مع أنهم أنبياء ومع أنهم مرسلون لكن هذا أدب رب العالمين مع الأنبياء والمرسلين والصالحين أجمعين وجاء الغلام وجاء أباه فقال: يا أبت انزع عني قميصي حتى لا يقع عليه الدم فتراه أمي والقني على وجهي حتى لا تنظر إلى وجهي فتأخذك الرحمة في تنفيذ أمر الله واشحذ السكين لتكون اسرع في القطع حتى لا يصيبك وهن في تطبيق أمر الله فنزع عنه قميصه وألقاه على وجهه وشحذ السكين وأخذ يمر بها على رقبته بشدة وقوة وسرعة ولكنها لم تقطع فقال لها: خيبك الله وقبحك الله من سكين لم لا تقطعين؟ فانطقها الله وقالت يا خليل الله أنا بين أمرين الجليل يقول لي لا تقطعي والخليل يقول لي اقطعي وأنا من قبل الجليل ولست من قبل الخليل وكيف يقطع عنق إسماعيل وفي وجهه نور محمد فقال: يا ربَّ اعن عبدك إبراهيم على تنفيذ أمرك فنزل جبريل بالكبش الذي تقبله الملك العلام من هابيل بن آدم عندما قرب قربانه فنزلت الملائكة وحملته ووضعته في ربوع الجنة وظل يرعى فيها ثم نزل ليفدي به الله إسماعيل نبي الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام وظلت تلك السنة إلى يوم القيامة على الموسرين وعلى أهل القدرة من المؤمنين فقد قال النبى{مَنْ وَجَدَ سَعَةً لأَنْ يُضَحيَ فَلَمْ يُضَح فَلاَ يَحْضُرْ مُصَلاَّنَا}[7]من كان عنده سعة ولم يضحي منع رسول الله أن يصلي معهم لأن الأضحية إحياء لذكرى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ماذا في الأضحية؟من ضحى بشروط الأضحية وهي أن تكون بعد صلاة العيد{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }وأن تكون كبشاً مر عليه ستة أشهر أو ماعز مر عليه عام عن واحد وعائلته أو بقرة عن سبع بيوت أو جمل عن سبع بيوت على أن تكون ليس فيها عيب لا عوراء ولا عضباء ولا منزوعة القرن ولا جرباء ولا مشقوقة الأذن ولا مريضة ماذا له من الأجر؟ اسمعوا إلى نبيكم الكريم يوصي ابنته فاطمة فيقول:{يَا فَاطِمَةُ قُومِي فا شْهَدِي أُضْحِيَتَكِ فَإنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ }[8]كأن الأضحية تشبه الحج فالحاج يرجع كيوم ولدته أمه والذي يضحي بهذه الطريقة يخرج من أضحيته كيوم ولدته أمه ولذلك كانت هذه السنة قائمة بيننا مع أن أبائنا وأمهاتنا كانوا جهلاء ليسوا متعلمين مثلنا وليس معهم من الخير كما معنا الآن لماذا؟ لهذا الفضل الذي عملوه أضحية قليلة بثمن يسير تجعل الرجل وزوجته وأولاده جميعاً كأنهم حجوا بيت الله الحرام لأن الله يغفر لهم كل ذنب فعلوه أما الثواب فقد قال r عندما سأله أصحابه:مالنا في أضحياتنا يا رسول الله؟ قال r{مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً}[9]من منا يستطيع أن يعد الصوف أو شعر الماعز؟ ثم الثالثة قال النبى{إِسْتَفْرِهُوا [استسمنوا]ضَحَايَاكُمْ فَإنَّهَا مَطَايَاكُمْ عَلَى الصرَاطِ }[10]الركائب التي نركبها على الصراط هي هذه الضحايا فمنا من يمر على أضحيته كالبرق الخاطف ومنا من يمر كلمح البصر ومنا من يمر كالريح المسرعة فعليكم معشر المؤمنين أن تضحوا ولو مرة في العمر كله تكتبوا في ديوان المضحين ولا تحرموا من هذا الثواب العظيم عند رب العالمين والثمن كثير ونحن نصرف الكثير والكثير ولكن الشيطان يأتي عند الخير فيحضر للأنفس شحها ويزين لها بخلها حتى يحرمها من ثواب ربها والذبح يكون بعد العيد في يوم العيد مدة أيام العيد يجوز في اليوم الأول والثاني والثالث والرابع على أنه يستحسن أن يكون الذبح نهاراً وكره الأئمة أن يذبح الإنسان ليلاً ويوزع الإنسان جزءاً منها للفقراء ويعطي جزءاً كهدايا للأقرباء ويأكل منها كما أمر الله{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}فإذا أمرنا الله بهذا الفضل وأعطانا هذا الأجر فلا غرو أن نكبر نحن لله كما يكبر الحجيج لله ونقول نحن هنا ويقولون هناك ونقول جميعاً الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ولذا أمركم رسولكم الكريم بالتكبير وقال{زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بالتَّكْبِيرِ}[11]والتكبير يبدأ من صبح يوم عرفة (يوم الوقفة)إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد على الكبير والصغير وعلى الرجال والنساء على المصلي في جماعة والمصلي بمفرده فمن فاتته صلاة الجماعة وصلى بمفرده يجب عليه أن يكبر بعد الصلاة بصوت مرتفع كما أمر رسول الله : بل إنه يستحب دبر صلاة النوافل فمن صلى الضحى فليكبر بعدها ومن صلى التهجد فليكبر بعده بل استحسن الإمام الشافعي إذا كانت هناك جنازة في أيام العيد وصلينا عليها صلاة الجنازة أن نكبر بعدها لأن التكبير سنة الله وهدى رسول الله وفرحة ملائكة الله وزينة العيد التي أخبرنا بها رسول الله فعلينا أن نكبر عقب كل صلاة فرادى أو جماعات إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد وعلينا أن نطلب من زوجاتنا وبناتنا أن يكبرن في بيوتهن بعد كل صلاة لأن التكبير سنة رسول الله {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

[1] حاشية الجمل، مراح لبيد للنووى الحاوى ، كنز الدقائق لعبد الله أحمد النسفى عن مجاهد.

[2] رواه الدار قطنى في سننه وأحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي هريرة.

[3] رواه ابن ماجه عن عبد اللَّه بن كنانة بن عباس بن مرداس أن أباه أخبره عن أبيه.، الترغيب والترهيب وغيره.

[4] الْخطيب في المتفق والمفترق عن أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.

[5] الشيرازي في الأَلْقاب ، أَبو مطيع في أَمَالِيهِ عن عمر رضَي اللَّهُ عنهُ.

[6] رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة.

[7] رواه ابن ماجة في سننه وأحمد والحاكم عن أبي هريرة

[8] رواه البزار

[9] رواه البزار وابن حبان في كتاب الضحايا والأصبهاني عن أبي سعيد.

[10] رواه السيوطي في الفتح الكبير والديلمي عن أبي هريرة.

[11] رواه الطبراني في الصغير والأوسط والسيوطي في الكبير عن أبي هريرة.







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس