عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009, 03:58 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة في علم الكيمياء اكثر من رائعة للكيميائيين ...

قصة البلاستيك ... دروس و فوائد (الجزء الاول)



اثناء انشاغلي بالتحضير للعدد الجديد (المخصص عن البولمرات و البلاستيك) من مجلة الكيمياء الصادرة عن الجمعية الكيميائية اعددت مقال مطول بعنوان "عجائب دنيا البلاستيك السبع" استعرضت فيه العجائب العلمية الحديثة في مجال البولمرات مثل البلاستيك الموصل للكهرباء و الاخر المشع للضوء و البلاستيك القابل للتحلل الحيوي و البلاستيك الذي يستخدم كقطع غيار بشرية و ذلك الذي يصلح نفسة عند التلف و الخيوط البولمرية الاقوى من الفولاذ و البولمر الفائق الامتصاص للسوائل وغيرها.
ما لفت نظري ان العديد من هذه الاكتشافات تمت من خلال احداث يمكن استشفاف فوائد و دروس تربوية و تعليمية فريدة و هو ما اردت اشراك معلمي الكيمياء الاعزاء فيه. و هذا مقدمة المقال التربوية اما بقية المقال فسوف تنشر قريبا في مجلة الكيمياء.

عجائب دنيا البلاستيك السبع

كما لا يخفى فان شكل عالمنا المعاصر كان سوف يستمر فولاذي الملمح والطباع لو لم يقدر الله عز وجل هذا التقدم المذهل لعلم الكيمياء ، ذلك العلم المركزي الذي أعاد تشكيل هيئة و سحنة عالمنا بإنتاجه مواد ومركبات جديدة غيرت وجه العالم بصورة غير مسبوقة . العديد من هذه المواد والمنتجات الكيميائية الجديدة هي أعاجيب علمية وتقنية بكل ما تعنية الكلمة ، حولت مواد وأشياء تقليدية وشائعة في حياتنا اليومية مثل الخزف من مجرد مادة لصنع فناجيل القهوة العربية أو أكواب النسكافيه الإيطالية إلى مادة فائقة التوصيلية الكهربية تدخل في صناعة الحاسبات الآلية . وكمثال نموذجي لهذه المنتجات الكيميائية الذكية والعجيبة سوف نلقي الضوء على التطورات الحديثة التي رافقت علم البولمر والبلاستيك الذي هو أعجوبة وآية الزمن الحالي دون نقاش . وباستناد الكيمياء إلى هذه الدعامة البلاستيكية الراسخة نستطيع وبكل ثقة أن نصحح المعلومات الثقافية لشاعر النيل شوقي الذي قال :
لكل زمان مضى آيه
وآية هذا الزمان الصحف

فإذا كانت آية زمانك الغابر يا أمير الشعراء و رب القوافي الصحف الورقية ، فإن آية زماننا الحاضر التحف البلاستيكية المتنوعة الأشكال والخواص والذكاء .

صدفة أم ذهن متأهب
قبل الشروع في سرد عجائب وغرائب عالم البولمرات السبعة ، لعله من الملائم الإشارة إلى أعجوبة ثامنة جديرة بالتنوية والبيان محورها أن قصة تطور البلاستيك مرت عبر سلسلة من المصادفات والفرائد التاريخية التي لا تخلو من بعض الدروس والفوائد التربوية والتعليمية . لقد زُعم أن العديد من الاكتشافات والاختراعات العلمية المتنوعة قد تم اكتشافها بالصدفة المحضة، الشيء الذي سوف نلحظه بشكل متكرر وملفت للنظر عند تتبع تاريخ تطور علم البولمرات ابتداءً لأكتشاف Goodyear لعملية فلكنة المطاط الطبيعي ومروراً باكتشاف النايلون والتفلون واختتاماً – حتى إشعار أخر – باكتشاف البولمر الموصل للكهرباء وكذلك البولمر المشع للضوء . من وجهة نظري المتواضعة اعتقد أن نظرية (الصدفة المحضة) هي تبسيط واختزال مخل لتفسير انجازات علمية مقدرة شاء الخالق عز وجل لحكمته المطلقة أن يمنحها للبشرية بلاغاً لها إلى حين . يبدو ان الأمر أبعد بكثير من تبسيط الأمور بفكرة الصدفة المجردة ، لانه في المقابل ستجد ان عدد الفرص الضائعة عصى على الحصر . فبالإضافة لابتسامة الحظ ودعاء الوالدين - كما يقال - فإن التوفيق لاكتشاف علمي مفصلي و محوري يحتاج كذلك إلى جهد مضني من البحث والرصد واليقظة ، وصدق من قال أن الصدفة لا تقبل إلا على من يحسن أن يغازلها و يستقطبها الية و هذا في الغالب يحتاج الي اداء جهد وليس فقط ابتسامة حظ . بالاضافه لذلك فالأمر أيضاً يحتوي على شيء من الموهبة والملكة لدى العالم والباحث يستطيع من خلالها أن يقتنص وينتهز الفرص المثمرة أثناء تأديته لعمل روتيني تقليدي . ولهذا يقال أن سقوط التفاحة أوحى لنيوتن بنظرية الجاذبية بينما لو حصل الأمر لبعض الخاملين لم يوحي له ذلك بكثير شيء غير أن موعد الغداء قد حان . وقل مثل ذلك مع فلمنج الذي لم يتخلص من طبق البكتيريا الملوث بالفطر وهو يتضجر من تجربة فاشلة أخرى و لكن بدلاً عن ذلك اقتنص الفرصة السانحة ووظف ملكته وموهبته الاكتشافية Serendipity ليتوصل إلى اكتشاف البنسلين . وبمختصر العبارة في كثير من الأحيان يبدأ الحدث العلمي الضخم باللقافة (مع الاعتذار عن التعبير) وحب الاستطلاع Curiosity ، فكما يقال الطريقة العلمية تبدأ بالفضول المعرفي الذي يؤدي إلى مجموعة من الملاحظات والمشاهدات Observations ومن ثم يأتي دور الذهن المتأهب واللمّاح الذي ينتج عجائب الاكتشافات من أمر تافه غير ذي بال يعده غالبية البشر استثناء وشواذ أو تجربة فاشلة مكانها الطبيعي دائرة النسيان و مزبلة الامبالاة .







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس