السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عبر السنين والايام ، وعلى مدار التاريخ تنوعت الجريمة وتنوعت أشكالها واساليبها... وحارب الانسان الجريمة.. وقاتل من اجل الكرامة كرامة الانسان... واحترامه.. حتى جاء نوع جديد من الجريمة جريمة التفكير... نعم التفكير. ولسبب معين كان مجرد التفكير وصوت العقل جريمة... في نظر الآخرين.. والكثيرين.. الكثيرين جدا.. للأسف. ولم يعد الناس يفكرون في مجرد التفكير... او حتى حك عقولهم... واصبحوا كمن يتصرفون وفق برنامج محدد، لا يتغير ولا يتبدل وازدادت فكرة واحدة في عقولهم... فكرة الانصياع.. والخنوع.. والكسل. واستسلموا لرغباتهم واهواءهم وأهواء الآخرين... لانهم لا يفكرون .... يسهل السيطرة على عقولهم وارادتهم وحتى نمط التفكير ولأن مشاكل الحياة كثيرة، ومتشعبة ومعقدة فانهم يميلون الى الاستراحة، واراحة عقولهم من التفكير فمن الأيسر ان تقفل ابواب العقل لبرهة من الزمن... قد تقصر.. وقد تطول.... أكثر من اللازم.... ويكونوا كمن تناول مخدرا او قرص منوم... فتراهم نياما في حياتهم اليومية... وحتى في وقت العمل... تكون عقولهم نائمة... " ... والعقل كالجسد بحاجة للراحة والاسترخاء ..." هذا ما قد يدعيه البعض... لهذا السبب فقد يلجأ البعض الى السفر وممارسة هوايته المفضلة أو يفتح كتابا ليقرأه أو حتى يشاهد عملا فنيا محددا حتى يعود اليه نشاطه واجتهاده ولكن هذا امر وغياب صوت العقل أمر آخر فغياب العقل يعني الوهم وخداع النفس.. والقناعة بان مشاكل العالم قد انتهت.... وبذلك يدخل الى مستنقع كبير... وشديد الوحولة... ومليء بالبعوض والحشرات التي تسبب المرض... فاذا دخلت هذا المستنقع ... فالفشل والاحباط يكونان الرفيق الدائم... أما اولئك الذين اعتادوا اعمال عقولهم، فان النجاح لا بد ان يكون حليفهم... وينعمون بالتفوق على المدى القريب والبعيد...