عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 11:33 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شخصيات سياسية وتاريخية

الحج والتغير

أدرك مالكوم أن الإسلام هو الذي أعطاه الأجنحة التي يحلق بها، فقرر أن يطير لأداء فريضة الحج في عام 1964م، وزار العالم الإسلامي ورأى أن الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج بها ألوان مختلفة من الحجيج، وأن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط، بل هو دين الإنسان. وتعلم الصلاة، وتعجب من نفسه كيف يكون زعيما ورجل دين مسلم في حركة أمة الإسلام ولا يعرف كيف يصلي!!.

والتقى بعدد من الشخصيات الإسلامية البارزة، منها الدكتور عبد الرحمن عزام صهر الملك فيصل ومستشاره، وهزه كرم الرجل معه وحفاوته به.

وتأثر مالكوم بمشهد الكعبة المشرفة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين، يقول في ذلك: "في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام؛ لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها"، وقضى 12 يوما جالسا مع المسلمين في الحج، ورأى بعضهم شديدي البياض زرق العيون، لكنهم مسلمون، ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيدا عن سرطان العنصرية.

وغيّر مالكوم اسمه إلى الحاج مالك شباز، والتقى بالمغفور له الملك فيصل الذي قال له: "إن ما يتبعه المسلمون السود في أمريكا ليس هو الإسلام الصحيح"، وغادر مالكوم جدة في إبريل 1964م، وزار عددا من الدول العربية والإفريقية، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاما، وخرج بمعادلة صحيحة هي: "إدانة كل البيض= إدانة كل السود".

وصاغ بعد عودته أفكارا جديدة تدعو إلى الإسلام الصحيح، الإسلام اللاعنصري، وأخذ يدعو إليه، ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود، وأسس منظمة الاتحاد الأفريقي الأمريكي، وهي أفكار تتعارض مع أفكار أمة الإسلام؛ لذلك هاجموه وحاربوه، وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان، فقال: "عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير لمن يحرضها، وإن عبادة الإله الواحد ستقرب الناس من السلام الذي يتكلم الناس عنه ولا يفعلون شيئا لتحقيقه".

وفي إحدى محاضراته يوم الأحد (18 شوال 1384هـ= 21 فبراير 1965م) صعد مالكوم ليلقي محاضرته، ونشبت مشاجرة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليهم، وفي ذات الوقت أطلق ثلاثة أشخاص من الصف الأول 16 رصاصة على صدر هذا الرجل، فتدفق منه الدم بغزارة، وخرجت الروح من سجن الجسد.

وقامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكبي الجريمة، واعترفوا بأنهم من حركة أمة الإسلام، ومن المفارقات أنه بعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس، أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوما قانونيا ينص على حقوق التصويت للسود، وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة "نجرو"، التي كانت تطلق على الزنوج في أمريكا.

إما ورقة الاقتراع و إما رصاصة
كليفلاند _ 3 نيسان / ابريل 1964


إن السؤال المطروح اليوم ، وكما أفهمه ، هو "ثورة الزنوج إلي أين نذهب من هنا "؟
أو "ماذا بعد ؟"
وبطريقتي التواضعة في فهم هذا السؤال فإن الأمر يدفعنا إما الاقتراع وأما الي الرصاصة .
كلنا عانينا في البلد القمع السياسي علي يد الرجل الأبيض ،والاستغلال الاقتصادي علي يد الرجل الأبيض و التفسخ الاجتماعي علي يد الرجل الأبيض .
إذ أتحدث علي هذا النحو فأنني لا أعني أننا ضد البيض،بل يعني أننا الإستغلال و ضد التفسخ الاجتماعي و ضد القمع .
وإذا أردنا الرجل الأبيض ألا نكون ضده ،فعليه التوقف عن قمعنا و استغلالنا وسواء أمسيحيين كنا أم مسلمين أم قوميين أم لاأدريين أم ملحدين ،فإن علينا أولاً أن نتعلم أن ننسي خلافاتنا .
ولئن كنا فلنختلف في السر وحين نظهر علي الملإ فيجب الأيكون لدينا ما نختلف حوله علي الإطلاق إلي أن ننهي خلافنا مع الرجل الأبيض .وإذا كان في إستطتعة الرئيس الراحل كينيدي أن يلقي بخروتشيف و يتبادلان القمح فإن بيننا التأكد ما هو أعظم مما كان بينهما .
الجمهوريون و الديموقرطيون
أنا لست سياسياً ولا مجرد تلميذ في السياسة
أنا لست من أنصار الحزب الديموقراطي ،ولا من أنصار الحزب الجمهوري ، بل أنني لا أعتبر نفسي أميركياً .
فلو كنا أنا وأنتم أميركيين لما كانت ثمة اية مشكلة .
أولئك المتحدرون من أوربا الوسطي أو الشرقية الذين نزلوا لتوهم من السفينة ] زمن الهجرة إلي العالم الجديد [ أميركيون والمتحدرون من بولندا أميركيون .
و المهاجرون الإيطاليون أميركيون .كل شئ يأتي من أوربا .
كل شئ أزرق العينين ،يغدو أميركياً .
وعلي الرغم من وجودنا العريق أنا و أنتم في هذه البلاد فأننا ما زلنا غير أميركيين بعد! حسناً .
أنا لا أؤمن بخداع النفس .
لن أجلس أمام المائدة وأراقبك تأكل دون أن يكون ثمة شئ في صحني .
ثم أدعي أنني متغد أو متعش !

لا أنا لست أمركياً .بل أنا واحد من 22 مليون أسود يشكلون ضحايا الأمركه .
واحد من 22 مليون أسود من ضحايا الديمقراطية التي لا تعدو أن تكون نفقاً مقنعاً .
ولهذا لا أقف أمامكم هنا لأتحدث إليكم بوصفي أميركياً أو وطنياً أو محيياً للعلم أو شوفينياً مغاليا في حب الوطن .
لا، هذا ما لا يمكن أن أفعله .
وإنما أتحدث إليكم كضحية من ضحايا هذا النظام الأميركي .وأنني لأري أميركا بعيني الضحية .
انا لا أري أي حلم أميركي *،بل الحق أنني اري كابوساً أميريكيا !ً
ها هم أولئك الضحايا ال22 مليون يستيقظون ،وها هي عيونهم تتفتح فيرون ما كانوا في السباق ينظرون اليه فحسب، وها هم ينضجون سياسياً وهم يتبيتون أن هناك اتجاهات سياسة جديدة من المحيط الباسيفيكي إلي المحيط الأطلنطى .
وهم يرون أنه كلما جرت إنتخابات تقاربت أصوات المتنافسين بحيث دعت الحاجة إلي إعادة عد الأصوات

وهذا ما حدث (في إنتخابات الحاكمين ) في مناطق كثيرة (من أميركا ).
وحدث الشئ ذاته مع كينيدي و نيكسون عندما ترشحا لمنصب الرئيس ..
فماذا يعني هذا ؟
يعني أنه حين يكون البيض مقسومين إلي قسمين متساويين ، وتكون لدي السود كتلة كبيرة من الأصوات الخاصة بهم ،فإن السود هم الذين يقررون من سيجلس في البيت الأبيض و من سيجلس في بيت الكلب

في الإدارة الحالية هناك 275 ممثلاً عن الديمقراطيين في مجلس النواب و 177 ممثلاً فقط عن الجمهوريين وعليه نفالديموقراطيون يسيطرون علي ثلثي أصوات المجلس فلماذا لا يستطيعون تمرير قانون لمساعدتنا ؟
وفي مجلس الشيوخ هناك 67 سيناتوراً من الحزب الديموقراطي و 33 فقط من الحزب الجمهوري.
إن الديموقراطيين يستأثرون بالحكم ،وأنتم من قد لهم ذلك ،فماذا أعطوكم في المقابل ؟
لقد أمضوا أربع سنوات في الحكم ، وها هم الآن يلتفون لكي يقدموا بضعة تشريعات للحريات المدنية
إن ما أحاول أن أطبعه في أذهانكم أساساً هو التالي :
أنا و أنتم في اميركا لا نواجه مؤامرة فصل عنصري، بل مؤامرة حكومية .
وكل الذين يعملون علي تعطيل قوانين إنهاء الفصل العنصري هم من مجلس الشيوخ و الكونغرس - اي من الحكومة ..

الحقوق المدنية و حقوق الإنسان

إلام يؤدي هذا؟
أولاً نريد كسب أصدقاء إلي جانبنا ،نريد حلفاء جدداً .
إن كفاح حركة الحقوق المدنية بكامله يحتاج إلي تاويل جديد، تأويل أوسع .
نحن نحتاج إلي أن ننظر إلي الحقوق المدنية من زاوية اخرى -من الداخل كما من الخارج أيضاُ .
وبالنسبة إلي من ينتمون منا إلي فلسفة القوميين السود فإن الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الانخراط بالكفاح من أجل الحقوق المدنية هي إعطاؤه تأويلاً جديداً؛ فالتأويل القديم يستثنينا و يبقينا خارجاً
نحن بحاجة إلي أن نوسع الكفاح من اجل الحقوق المدنية و نرفعه إلي مستوي اعلي -إلي مستوي حقوق الإنسان فعندما تكافحون من أجل الحقوق المدنية وحدها تحصرون أنفسكم في ضوابط الرجل الأبيض ،وضمن الولاية القضائية للعم سام ، فلا يستطيع أحد من العالم الخارجي التحدث بشأنكم ما دام كفاحكم في مستوي الحقوق المدنية لأن الحقوق المدينة تنضوي تحت الشؤون الداخلية لهذا البلد ،ولا يستطيع كل إخواتنا في افريقيا و إخواتنا في روسيا و في أميركا اللاتينية فتح أفواههم و التدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة .
لكن في الأمم المتحدة ما يسمي "العهد الدولي لحقوق الإنسان "،و لديها لجنة مختصة بحقوق الإنسان .ولعلكم تتساءلون لم عرضت كل الفظاعات التي ارتكبت في افريقيا وفي هنغاريا و في روسيا و في أميركا اللاتينية علي الأمم المتحدة ،في حين لم تعرض عليها مشكلة الزنوج علي الإطلاق؟.
إن هذا لهو جزء من المؤامرة ؛ذلك أن أولئك التحرريين البيض المخادعين من ذوي العيون الزرق الذين يفترض أن يكونوا اصدقاءكم لم يخبرونا قط بأي شئ يتعلق بحقوق الإنسان .
بل أبقوكم مقيدين بالحقوق المدنية..
عندما توسعون الكفاح من أجل الحقوق المدنية إلي مستوي الكفاح من أجل حقوق الإنسان ،يمكنكم حينذاك أن تأخذوا قضية السود في هذا البلد وأن تعرضوا علي الأمم المتحدة ،ويمكنكم أن تأخذوها أمام الهيئة العامة ،ويمكنكم أن تجروا العم سام إلي المحكمة الدولية .

الإسلام و الدنيا

أرغب في أن أذكر في النهاية بضعة اشياء تتعلق "بمنظمة المسجد الإسلامي " التي أسسناها مؤخراً في مدينة نيويورك .صحيح أننا مسلمون وأن ديننا هو ألإسلام ولكننا لا نخلط أمورنا الدينية بسياستنا وأمورنا الإقتصادية و نشاطاتنا الإجتماعية و المدنية لن نفعل ذلك كما نفعل سبقاً بل سنبقي أمورنا الدينية في مسجدنا،وننخرط بعد انتهاء الشعائر الدينية كمسلمين في النشاط السياسي و في النشاطات الإقتصادية و الإجتماعية و المدنية ،وسنشترك في النشاط مع أى كان وفي اى مكان أو وقت كان وبأى وسيلة هدفها القضاء علي الشرور السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي تبتلي الناس في منجتمعاتنا .

القومية السوداء

إن الفلسفة السياسية لقومية السود تعني أن علي السود أن يسيطروا علي السياسة و السياسيين في منجمعاتهم و الفلسفة الإقتصادية لقومية السود هي فلسفة نقية و بسيطة ،فهي تعني فقط أن علي السود أن يسيطروا علي اقتصاديات منجمعاتهم [...]
ونحن لا نستهدف في دعوتنا إلي قومية السود أن نجعل السود يعيدون تقييم البيض- فأنتم تعرفونهم من قبل - بل نهدف إلي جعل الرجال السود يعيدون تقييم انفسهم .
لا تحاولوا تغيير افكار الرجل الأبيض ،فليس بإمكانكم ذلك ،وانفضوا عنكم كل الكلام عن استشاد الضمير الأخلاقي لأميركا لأن ضمير اميركا قد أفلس.
لقد خسرت أميركا ضميرها منذ زمن بعيد؛ إن العم سام لا يملك ضميراً ،وهم لا يعرفون الأخلاق . إنهم لا يحاولون القضاء علي الشرور لأنها شرور أو لأنها غير قانونية أو لأنها غير أخلاقية ، وأنما يقضون علي الشرور حين تهدد وجودهم فقط .

السلاح

أخيراً لا أخراً ، علي أن أقول شيئاً بخصوص الخلاف القائم علي امتلاك المسدسات و البنادق، و الشئ الوحيد الذي قلته في السابق هو أنه عندما تكون الحكومة عاجزة عن الدفاع عن حياة الزنوج وأملاكهم أو غير راغبة في ذلك،فسوف يكون علي الزنوج أن يدافعا عن أنفسهم .
إن البند الثاني في "التعديل الدستوري " يؤمن لي و لكم الحق في امتلاك بندقية أو مسدس .
وهذا لا يعني اننا سنقوم بالحصول علي الأسلحة و تشكيل كتائب لمطاردة البيض ، رغم أن ذلك مبرر في حالتنا و لكن ذلك سيكون غير قاوني ، ونحن لا نفعل شيئاً غير قانوني.
وإذا كان الرجل الأبيض لا يرغب في أن يشتري الرجل الأسود بنادق و مسدسات ، فعلي الحكومة أن تقوم بواجبها .

رسالة من جدة

في 13 نيسان /إبريل 1964 غادر مالكوم أكس الولايات المتحدة في رحلة طويلة زار فيها مصر و لبنان و السعودية و نيجريا و غانا و المغرب و الجزائر .
وفي أثناء هذه الرحلة قام بأداء فريضة الحج .
وقد شكلت هذه الرحلة علامة فارقة في تطوير أفكاره ، وكثيراً ما كان يتحدث عنها وعما تعلمه منها .
وفيما يلي مقتطفات من الرسالة كان قد ارسلها إلي زوجته من جدة
جدة 20 نيسان / ابريل 1964

لم اشهد في حياتي ضيافة كريمة وروحاً غامرة بالأخوة الحقة كاللتين شهدتهما من أناس من شتي اللوان والأعراق في هذه الأرض العريقة المقدسة ، وطن إبراهيم و محمد وكل أنبياء الكتب المقدسة الآخرين .
فقدكنت خلال الاسبوع الماضي مفتوناً وعاجزاً عن التعبير عما رايته من كرم يعرضه الناس من حولي علي إختلاف ألوانهم (التشيد من مالكوم ) .

كان هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم ،وكانوا من شتي الألوام :
من الشقر ذوي العيون الزرق ، إلي الأفارقة السود البشرة .
ولكنهم كانوا جميعاً يمارسون الطقوس الروحية ذاتها ، وكانوا يكشفون عن روح من الوحدة و الأخوة التي قادتني خبرتي في أميركا إلي الإعتقاد باستحالة وجودها بين البيض وغير البيض .
إن أميركا لفي حاجة إلي فهم الإسلام ، لأن هذا هو الدين الوحيد الذي يمحو مشكلة العرق من مجتمعها .
أثناء رحلاتي في العالم الإسلامي التقيت وتحدثت ، بل واكلت مع أناس كانوا سيعتبرون "بيضاً" في أميركا .
ولكن دين الإسلام في قلوبهم أزال "البياض " من عقولهم ، فراحوا يمارسون أخوة حقيقية و صادقة مع الناس الآخرين ايا يكن لونهم
أن الإسلام الحقيقي يزيل العنصرية ،لأن الناس ( من شتي الألوان و الأعراق ) الذين قبلوا مبادئه الدينية ويعبدون إلها واحد هو الله عز وجل يقبلون أيضاً وتلقائياً واحدهم الآخر بوصفهم إخوة و أخوات بغض النظر عن اختلافهم في المظهر .
قد تصعقين حين تسمعين كلامي هذا ،ولكنني كنت علي الدوام رجلاً يحاول مواجهة الحقائق ،وتقبل واقع الحياة كما تكشف عنه المعارف و الخبرات الجديدة .
ولقد علمتني تجربة الحج هذه الشئ الكثير، وكل ساعة أقضيها في الأرض المقدسة تفتح عيني أكثر فأكثر .
وإذا تمكن الإسلام من غرس روح الأخوة الحقة في قلوب " البيض" الذين قابلتهم هنا في أرض الأنبياء ، فمن المؤكد أن باستطاعته أن يمحو سرطان العنصرية من قلوب الأميركيين البيض

خطابه في قاعة الأودوبون
نيوريورك 20 كانون الأول / ديسمبر 1964


عندما تنظرون إلي تاريخنا النضالي ، وأعتقد انكم ستتفقون معي علي أننا جربنا أنماطا مختلفة من النضال ،وإن كل الطرق التي جربناها لم تأتينا بما كنا نناضل من أجله ،فلو كان أي منها منتجاً لكنا تابعناه .
ولربما جربنا طرقاً مختلفة أكثر مما جرب أي شعب أخر ولككني أعتقد في الوقت ذاته، أننا جربنا طرقاً مختلفة خاطئة أكثر مما جرب أي شعب أخر، لأن أكثر الشعوب الأخري حققت قدر أكبر من الحرية التي نملكها .
فأني تولوا أبصاركم تروا شعوباً تحقق حريتها منا ، وتحظي باحترام وأعتراف أسرع منا .
لقد حصلنا نحن علي وعود و لكننا نحصل قط علي أي شئ حقيقي ،وذلك مردة أساسا إلي أنه مازال علينا أن نتعلم الأخطوطة (التكتيك) أو الاستخطاطية (الأستراتيجية) أو الأسلوب المناسب لتحقيق الحرية علي أرض الواقع .
وأعتقد أن أحد الأسباب التي أدت بشعبنا في هذا البلد الي تجريب كل هذا العدد الكبير من الطرق هو أن الظروف قد تغيرت بتواتر سريع ؛ فما كان نافعاً قبل عشر سنوات لم يكن نافعاً قبل سبع سنوات أو خمس سنوات أو ثلاث سنوات .

الناس و البرنامج
سألني عدة أشخاص منذ فترة وجيزة، وبعد عودتي (من أفريقيا) :
"ما هو برنامجك"؟
وأنا الي هذا اليوم لم أذكر وعن قصد، ما هو برنامجنا ، لأنه سيأتي الوقت الذي سنكشف فيه عنه بحيث يفهمه كل شخص .إن السياسات تتغير ، و البرامج تتغير ، وفقاً لظروف الزمن ،ولكن الأهداف لا تتغير أبداً.
إن أهدافنا هي التحرر الكامل و العدالة الكاملة و المساواة الكاملة ، وسنحقق ذلك بكل الوسائل الضرورية؛ وهذا لا يتغير أبداً
أنا لا يهمني انتمائكم ؛ فمازلتم تريدون الإعتراف و الاحترام بوصفنا آدميين ،ولكنكم غيرتم وسائل تحقق ذلك من وقت إلي آخر ، والسبب هو الزمن و الظروف التي تطرأ .
وأحد تلك الظروف التي طرأت علي هذه الأرض الآن ، ولا نعلم عنه إلا القليل ، هو علاقتنا بالكفاح التحريري للشعوب في كل العالم .
أنا شخصياً أعتقد انك إذا فهمت الناس ما يواجههم إفهاماً تاماً و ألأسباب الأساسية التي أدت إليه ، وضعوا بأنفسهم برنامجاً خاصاً بهم. وعندما يضع الناس برنامجاً ينشأ التحرك .
إما عندما يضع "القادة" برنامجاً فإنك لن تجد أي تحرك ، و الوقت الوحيد الذي تراهم فيه هو الوقت الذي ينفجر فيه الناس،فإذاك يقتحم القادة و يوجهون للسيطرة علي الأمور !
أنتم لا تستطعون أن تذكروا لي قائداً واحداً تسبب بانفجار شعبي.
لا ، أن القادة يأتون لاحتواء الانفجار! وتجدهم يقولون :"
لاتأخذو ]الأمور[ بالخشونة، عليكم التصرف بذكاء" وهذا هو دورهم - أنهم موجودون كي يكبحوكم و يكبحوني ، الكفاح ويبقوه في مسار محدد فلا يخرج عن السيطرة ..
في حين أننا لا نريد لأي كان أن يمنعنا من الخروج عن السيطرة .
فنحن نريد أن نخرج عن السيطرة، ونحن نريد نحطم أي شئ يقف في طريقنا حين لا يكون منتمياً إلي أهدافنا و كفاحنا .
أفريقيا
إذن أيها الإخوة و الأخوات ، الأمر الذي عليكم وعلي أن أفهمه هو الدور الذي يؤدي في القضايا الدولية اليوم بواسطة قارة أقريقيا أولاً؛ بواسطة شعوب تلك القارة ثانياً؛ و بواسطتنا نحن ثالثاً ]وأقصد[ نحن الذين لنا صلة بشعوب تلك القارة و لكننا - وبسبب التواء في تاريخنا - نجد أنفسنا هنا اليوم في النصف الغربي من الكرة الأرضية
.

أن أفريقيا تقع جغرافياً وأستخطاطياً بين الشرق و الغرب وهي أنفس قطعة ملك من بين القطع الواقعة ضمن الصراع بين الشرق و الغرب .
فلا يمكنك الوصول إلي الشرق دون أن تمر بها ، ولا يمكنك أن تأتي من الشرق إلي الغرب دون أن تمر بها ، وهي قابعة هناك بين الأطراف كلهم ، وتستكين في عش بين أسيا و أوروبا، وبإمكانها الوصول إلي أي منهما، كما أنه ليس بلإمكان نقل أي من المصادر الطبيعية التي تحتاجها أوروبا و التي تحصل عليها من آسيا دون المرور عبر أفريقيا أو حول أفريقيا أو عبر قناة السويس التي تقع في رأس افريقيا .
إن بإمكان افريقيا قطع الخبز عن أوربا ، وبإمكانها أن تسلم أوروبا إلي النوم بين ليلة وضحاها لأنها في موقع يؤهلها لأن تفعل ذلك ،ولكنهم يريدون لي و لك أن نعقد أن افريقيا غابة لا قيمة لها ولا أثر، لأنهم يعلمون أنك إن علمت مدي قيمتها فستعلم لماذا يقتلون شعباً هناك .

وهناك سبب آخر لأهمية القارة وهو الذهب الموجود فيها، إذ إن فيها واحداً من أكبر مقادير رواسب الذهب في العالم .
وفيها الماس أيضاً ؛ وأنا أقصد الماس الذي تتقلدونه في أصابعكم و أذانكم فقط بل الماس الصناعي ،الماس الذي يحتاجونه لصناعة الآلات ..،
وبدون الماس تتوقف صناعهم
ليس فقط الماس ، بل الكوبلت أيضاً .
و الكوبلت هو أحد أهم المعادن النفيسة علي الأرض اليوم ، وأعتقد أن أفريقيا هي من الأماكن القليلة في العالم التي يوجد فيها ,أنهم يستعملونه لمعالجة السرطان بالإضافة إلي أنهم يستعملون في مجال الطاقة النووية التي سمعتم الكثير عنها
و من الناحية السياسية ،فإن لأفريقيا قارة ، وللشعوب الأفريقية سكاناً ، أكبر تمثيل قاري في الأمم المتحدة. والأفارقة ، سياسياً أيضاً هم في أفضل موضع استخطاطي و في أقوي وضع كلما أنعقد مؤتمر علي المستوي الدولي
إن القوة الوحيدة التي بإمكانها مساعدتكم و مساعدتي هي القوة الدولية لا القوة المحلية
فلماذا علينا أن نبقي فاقدين لعقولنا ولا نتماهي مع تلك الكتلة القوية ؟


يتبع >






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس