عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 11:34 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شخصيات سياسية وتاريخية

حوارات و مواقف قبل 3 شهور من اغتياله
عن العنصرية ودولة السود

*ما هو الفرق بين عنصرية البيض و عنصرية السود؟
- عادة ينتج العنصري الأسود من قبل العنصري الأبيض.
وفي معظم الحالات نجد أن عنصرية السود ،حين نتفحصها عن قرب ، إنما هي رد فعل علي عنصرية البيض.
وأعتقد أن السود قد أظهروا نزاعات عنصرية أقل من أي شعب آخر منذ فجر التاريخ .
إذا استجبنا لعنصرية البيض برد فعل عنيف ، فإن ذلك في نظري لن يكون عنصرية من قبل السود .
فلو أتيت لتضع حبلاً حول عنقي و شنقتك بسبب ذلك ، فإن ذلك بالنسبة إلي ليس عنصرية و إنما فعلك أنت هو العنصرية إن رد فعلي ما هو إلا رد فعل إنسان يقوم بالدفاع عن نفسه و حماية نفسه .
وهذا ما لم يفعله شعبنا بعد وهناك قسم من شعبنا _من حملة الشهادات الأكاديمية العالمية علي الأقل - لا يريدون أن يفعلوا ذلك - ولكن أكثرنا ليسوا من ذلك المستوي !
*ما هو في إعتقادك سبب التحيز العرقي في الولايات المتحدة ؟
- الجشع و الجهل ، بالإضافة إلي برنامج من التجهيل مصمم بمهارة ويترافق مع نظام الإستغلال و القمع الأميريكي أن سكان أميركا لو علموا جميعهم بالطريقة الصحيحة فسيصبح كثير من البيض أقل عنصرية في مشاعرهم. و عندما أقول :
" تعليمهم بالطريقة الصحيحة" فإنما أعني إعطاءهم الصورة الحقيقية عن تاريخ السود وعن إسهامات السود في الحضارة .
وعندما سيكون البيض أكثر احتراماً للسود كبشر
وسيبطل شعورهم بالتفوق - جزئياً علي الأقل .
كما أن مشاعر الدونية لدي السود تستبدل بمعرفة متزنة بأنفسهم، وسوف يشعرون بإنسانيتهم أكثر و يتصرفون كبشر في مجتمع من البشر و عليه ، فإن القضاء علي العنصرية يتطلب التعليم (المناسب ) ,اما وجود الجامعات و المعاهد فهذا لا يعني وجود تعليم (او تربية ) ؛ ذلك لأن الجامعات و المعاهد في نظام التعليم الأميركي تستخدم بمهارة من أجل التجهيل .
* هل ثورة الزنوج ثورة عرقية؟
- نحن نعيش في حقبة ثورية ، وما ثورة الزنوج الأميركيين إلا جزء من الثورة ضد الاستعمار التي ميزت هذه الحقبة ...
من الخطإ تصنيف ثورة الزنوج ببساطة علي أنها نزاع عرقي بين السود و البيض ، أو بوصفها مشكلة أميركية خالصة . فنحن نري اليوم ثورة كونية للمضطهدين ضد المضطهدين ، و المستغلين ضد المستغلين . إن ثورة الزنوج ليست ثورة عرقية بل نحن نرغب في ممارسة الإخاء مع أي شخص يرغب في العيش بناء عليه .
ولكن الرجل الأبيض ما أنفك يبشر بمذهب فارغ من الإخاء لا يعدو أن يكون تقبل الزنوج السلبي لمصيره ...
* قبل أن تترك إلايجة محمد و تذهب إلي مكة فتي عالم الإسلام الأصيل، كنت تؤمن بالانفصال الكامل بين البيض و الزنوج؛ كنت معارضاً للآندماج العرقي و الزواج المختلط فهل غيرت معتقداتك تلك؟
- أنا أؤمن بأن علي كل كائن بشري ان يقدر بوصفه كائناً بشرياً _ لا يصفه أبيض أو أسود أو أسمر أو أحمر و عندما تتعامل البشرية و كأنها عائلة واحدة فلن يكون الاندماج العرقي أو الزواج المختلط هو الموضوع بل يكون الأمر أمرا زواج كائن بشري بكائن بشري آخر ، أو كائن بشري يعيش مع كائن بشري آخر .
مع هذا يمكنني القول إنني لا اعتقد أن وزر هذا الأمر يوضع علي السود

- لأن الرجل الأبيض جمعيا هو أول من أظهر عدائيته للآندماج و الزواج المختلط و للخطوات الأخري في طريق التوح. لهذا فأنا كرجل أسود ، وبالأخص كأميركي اسود ، لا أري أن علي أن أدافع عن أي موقف اتخذته في السباق ، لأنه يظل رد فعل علي المجتمع الذي أنتج هذا الأمر .
* ولكنك لم تعد تؤمن بإقامة دولة للسود
في أميركا الشمالية؟
- لا أنا أدعو إلي إقامة مجتمع يمكن أن يعيش الناس فيه كبشر وعلي أساس المساوة .
* لقد كان هناك كلام ، وأعتقد أنك أنت الذي قلته ، أو قاله إلايجة محمد ن عن معركة فاصلة ستجري في الولايات المتحدة بحلول العام 1984 .
,انا أتساءل إذا كنت ما تزال تؤمن به ؟
ولماذا ذلك الموعد بالتحديد ؟
أعتقد أن الكثير مما علمه إلايجة محمد لا يؤمن به نفسه ، وأنا أقول ذلك و أستطيع أن أدافع عما أقوله بسهولة إذا ما جلست قبالته و لكني أعتقد ، فيما يتعلق بصراع فاصل بين الشرق و الغرب ، أن تحليلاً موضوعياً التي تجري حاليا سيشير إلي نشوء نوع من الصراع النهائي الفاصل ؛ وهو صراع بإمكانك أن تدعوه صراعاً سيلسياً أو حتي صراعاً بين الأنظمة الإقتصادية الموجودة علي هذا الكوكب التي تعتمد علي محاور عرقية تقريبا .
أنا أؤمن فعلاً بأنه سيكون هناك صراع بين الشرق و الغرب .
,انا أعتقد بأنه سيحدث في النهاية صدام بين المقموعين و أولئك الذين يريدون الحرية و العدالة و المساواة للجميع وأولئك الذين يريدون لأنظمة الإستغلال أن تستمر. أعتقد أنه سيحدث يوماً صدام من هذا النوع ، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون مرتكزاً إلي لون البشرة كما علم إلايجة محمد .
عن تنظيم الناس
* هل تخطط لاستخدام الكراهية أداة لتنظيم الناس؟
- أنا لا أسمح لك بأن تدعو ذلك " كراهية " فلنقل أنني سوف أخلق وعياً لدي الناس بما صنع بهم .
وهذا الوعي سينتج غضباً عارماً ، بشكله السلبي و الإيجابي، ويمكن توجيه هذا الغضب بشكل بناء
لقد كان الخطأ الأكبر لدي الحركة أنها كانت تحاول تنظيم أناس نيام لتحقيق أهاف محددة .
ولكن عليك أن توقظ الناس أولاً ، ومن ثم تحصل علي الفعل .
* توقظهم علي حقيقة استغلالهم؟
- لا ، نوقظهم علي إنسانيتهم ، وعلي قيمتهم الذاتية و تراثهم .
إن الفرق الأكبر ما بين الاضطهادين المتوازيين لليهود و الزنوج هو أن اليهود لم يفقد مطلقاً إعتزازه بكونه يهودياً ، و لم يتوقف أبداً عن أن يكون ]رجلاً [ ، و كان يعرف أنه قدم مساهمة نفسية إلي العالم ، وقد أعطاه إحساسه بقيمته شجاعة مكنته من يرد العدوان و مكنه من أن يتصرف و يفكر باستقلالية؛ وهذا علي النقيض من شعبنا و قادتنا .
*هل تؤمن بالعمل السياسي ؟ إذا رشحتك الجماعات اليسارية لمنصب عمدة المدينة فهل ستقبل ؟
ننعم وأنا أؤمن بالعمل و حسب نقطة علي السطر وأي نوع من العمل سيكون ضرورياً .
وعندما تسمعني أقول " بكل الوسائل الضرورية " فأنا أعني ذلك تماما .
أنا بأي نوع من العمل من أجل تصحيح الأوضاع الظالمة - سواء أكان عملاً سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً أم جسدياً ..
أنا أؤمن بكل ذلك ما دام موجهاً بذكاء و مصمما للحصول علي نتائج .
ولكنني لا أؤمن بالأنخراط في أي نوع من العمل السياسي أوغيره دون التوقف لتحليل احتمالات النجاح أو إخفاق .
وأعتقد أيضاً أن علي الجماعات ألا تشير إلي نفسها بتصفيات من قبيل "يساريين" أو "يمينيين" أو "وسطيين" بل أنا أعتقد أن عليهم أن يكونون ، وألا يدعوا الناس يضعون لهم ألقاباً و تصنيفات ...
إذ إن التصفيات قد تدمرك أحياناً.
" لقد اعربت عن رغبتك في ترشيح مرشحين من الثوريين السود لمناصب حكومية عامة ، " فهل سترشح نفسك ايضاً ؟
لا أعرف ذلك حالياً .
ولكنني اعتقد أنني سأكون أكثر فاعلية في مهاجمة مؤسسة الحكم ؛ فالمرء لا يستطيع فعل ذلك عندما يصبح في داخل المؤسسة؟
" هل تعتقد أن هناك حاجة إلي أحزاب مقتصرة علي السود حزب "الحرية" الآن الموجودة في ميشيغان؟
- نعم ففي بعض الحالات علينا أن نبتكر آليات جديدة للعمل ، وفي حالات أخري من الأحسن أن نسيطر علي آليات موجودة فعلاً.
وفي كلتا الحالتين سنكون منخرطين في كل مستويات العمل السياسي بدءاً من العام 1965 ربط المشكلات
" في النقاش الأخيرة الذي جري في الأمم المتحدة حول الكونغو قام من ممثل الأمم الأفريقية بشجب تدخل الولايات المتحدة في الكونغو وربطوا بين دورها هناك و بين معاملتها للسود في المسيسيبي. " ثم أحد معلقي الصحف إنك أنت مسؤول جزيئا علي الأقل عن اتخاذ الوفود الأفريقية لهذا الموقف .
- أنا لم أدع أبداً المسؤولية - أو قل الفضل - عن الموقف الذي لأتخذ من قبل الأمم الإفريقية .
- فالأمم الأفريقية ممثلة اليوم برجال دولة أذكياء، وكان الأمر لا يعد مسألة وقت قبل أن يجدوا أن عليهم التدخل بالنيابة عن 22 مليون أميركي أسود هم إخوات وأخوات .
- إن ذلك ليعطي مثالاً جيداً علي السبب الذي يدفعنا إلي تداويل قضيتنا .
- وها هي الأمم الأفريقية تحتج الآن و تربط قضية العنصرية في الميسيسيبي بقضية العنصرية في الكونغو ، بقضية العنصرية في فيتنام الجنوبية .إنها جميعاً (قضايا ) نابعة من العنصرية ، وكل ذلك هو جزء من النظام العنصري الشرس الذي استخدمته القوة الغربية للاستمرار في استغلال الشعوب في أفريقيا وأسيا وأميركا اللاتينية..
عن التعاون مع المجموعات الأخري
" لقد قلت أن موقفك قد تغير بخصوص الكثير من القضايا في السنة الأخيرة " فماذا عن موقفك بصدد منظمات الحقوق المدنية القائمة ؟ - أنا ادعم أي اتجاه يؤدي الي احراز نتائج ولا اريد أي منظمة - أكانت لحقوق المدنية أم لأي امر آخر - تساوم هيكل السلطة وتعتمد علي عناصر محددة في هيكل السلطة من أجل تمويلها ، لأن هذا ألآمر يضعها تحت تأثير وسيطرة هيكل السلطة ذاته من جديد .
- أنا أدعم الانخراط في أي عمل يؤدي إلي إحراز نتائج ذات معني لجماهير شعبنا- لا لمصلحة عدد قليل من الزنوج المنتقين في القيادة و الذين يحصلون علي الهيبة والفضل في حين تبقي مشاكل الجماهير دون حل .
" إن الخلاف بين مالكوم أكس وقادة حركة الحقوق المدنية هو خلاف حول أخطبوطة العنف في مقابل أخطبوطة اللاعنف - أو هو كما يعبر مالكوم ، خلاف حول الدفاع عن النفس في مقابل المازوخية.
" هذا الخلاف هو ما يمنع الوحدة التي يشعر مالكوم أنها أحد المفاتيح الرئيسية فى الكفاح .
-ليس مرد ذلك إلى عدم وجود الرغبة فى الوحدة ، أو أن الوحدة مستحيلة ، أو لأنهم لا يتفقون معي فى الخفاء ، بل إن السبب هو أن معظم المنظمات تعتمد على مال البيض و تخشى فقدانه ! لقد أمضيت ما يقارب العام دون أن أهاجمهم ، وكنت أقول "فلنجمتع ، فلنفعل شيئاً ما" و لكنهم خائفون بشدة .
وأعتقد أن علي التوجه إلى الناس أولاً ، وان أجعل القادة يلحقون بهم بعد ذلك .
وهذا لا يعنى أنني أستبعد التعاون بل سوف أحاول تقوية المجالات و النشاطات التى يمكن المجموعات أن تعمل فيهما معاً .
و إذا كنا ذاهبين إلى حلبة ملاكمة فليس على قبضتنا اليمنى أن تصبح قبضتنا اليسرى ، وإنما علينا أن نستخدم رأساً مشتركاً إذا كنا نريد الفوز .
برقية الى رئيس الحزب النازي الأميريكي
{ فى تجمع حاشد لمنظمة "اتحاد الأفارقة الأمركيين" عقد في حي هارلم بتاريخ 24 كانون أول / يناير 1965 ، قال مالكوم إنه شاهد على التليفزيون فى نشرة الأخبار أحد العنصريين البيض يدفع يالقسيس مارتن كنغ الابن و يوقعه أرضاً .
وقال مالكوم "لقد سبب ذلك لى الألم"و أضاف أنه لو كان موجوداً هناك لهرع إلى مساعدة كنغ . ثم قرأ على الملإ نص برقية إرسلها إلى جورج لينكن روكويل رئيس النازى الأكيركى ، وفيما يلى نص البرقية} "أرسل إليكم هذه البرقية لأحذركم من أننى لم أعد مقيداً عن مقاتلة العنصريين البيض ؛ فأنا لم أعد مقيداً من قبل حركة إلا يجه محمد للانفصاليين السود المسلمين .
وارسلها إليكم أيضاً لأحذركم من أنه لو سبب تهيجكم العرقى الحالى ضد شعبنا فى ألاباما أي أذى جسدي للقسيس مارتن كنغ الابن أو لأى أميركي اسود من الذين يسعون إلى التمتع بحقوقهم كبشر ، فإنكم ستواجهون، أنتم و أصدقاؤكم من منظمة "كوكاوكس كلان" بأقصى الانتقام الجسدى من قبلنا ، نحن الذين لا يقيدنا فلسفة اللاعنف ولا تجردنا من أسلحتنا الجسدية ، والمؤمنين بممارسة حقنا في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الضرورية " .
من كلماته الأخيرة
أجرى مالكوم قبل اغتياله بثلاث أيام مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ، وقال فيها "أشعر كأنى رجل كان نائماً و تحت سيطرة شخص آخر ، بأن ما أقوله وما أفكر به الآن عنى أنا ، وقبل ذلك كان ما أقوله وما أفكر به نابعاً من إلايجه محمد و إرشاداته . أنا الآن، يا سيدى أفكر بعقلى أنا .
بعد أن عرضنا هذه المواد أشعر أن من الضروري تقديم جانب آخر من شخصية مالكوم أكس ، وإن كان جانباً سلبياً (من وجهة نظري) ، ألا وهو جانب المغالاة و الشطط. وسأورد على ذلك مثاليين من خطبه:
المثال ألاول أجتزئه عن مقاتلى الماو ماو الذين قاتلوا الاستعمار البريطانى فى كينيا :

مغالاة مالكوم و كبواته

" قرأت فى إحدى المرات قصة، وأثبت الماو ماو أنها صحيحة . وتقول القصة إن شخصاً ما سأل مجموعة من الناس : كم منهم يرغب فى التحرر؟ فرفع الجميع لأيديهم ، وكان عددهم ثلاثمائة كما أعتقد.
ثم سألهم : كم واحد منكم على أستعداد لقتل أي شخص يقف عقبة فى طريق لتحقيق الحرية ؟
فرفع خمسون شخصاً أيديهم . فقال لهؤلاء الخمسين : قفوا أنتم فى هذا الجانب ؛ وبقى مائتان و خمسون شخصاً جالسين كانوا يرغبون فى تحقيق التحرر ولم يكونوا مستعدين للتقل فى سبيله .
ثم قال للخمسين الواقفين: والآن أنتم تريدون الحرية و قلتم إنكم مستعدون لقتل أي كان يقف فى طريقكم . فهل تريدون هؤلاء الأشخاص حريتكم , إنهم يخافون من فعل كل ما هو ضرورى لتحقيق الحرية و سيمنعونكم من تحقيقها ؛ فتخلصوا منهم و ستأتى الحرية من تلقاء نفسها! أنا أؤيد ذلك ، وهذا ما تعلمه الماو ماو ، لقد عرفوا أن الشئ الوحيد الذى يقف فى طريق استقلال الأفارقة فى كينيا هو أفارقة آخرون لذلك بدأو بالتخلص من الأعمام توم أولئك واحداً واحداً .
نلاحظ مغالاة واضحة فى الفقرة السابقة ، إذ يريد مالكوم من كل الناس أن يكونوا "أبطالاً؛ والأقربوون أولى "بالمعروف وعلينا أن نتذكر أن مالكوم كان - فى أول نشاطه السياسي - يصف قادة حركة الحقوق المدنية بأنهم أعمام توم ، ومن الواضح أنه كان يحرض على قتلهم .
ولو افترضنا أن هناك شخصاً ما في ذلك الزمن لام مالكوم لأنه لم يحمل السلاح و يطلق النار على العابرين فى الشوارع ، واعتبره "عم توم" فإن مالكوم كان سينادى بقتله ، وهكذا تبدأ دورة من العنف بين أبناء الجلدة الواحدة لا تنتهى إلا بنهايتهم.
ولو كان مالكوم ينادى بقتل الخونه و المتعاونين المكشوفين لهان الأمر ، ولكنه ينادى بقتل الناس المسالين بطبعهم أو لمجرد أنهم خائفون.
ولم يقف مالكوم عند هذا الحد فى مغالاته ،فالمثال الثانى يصل بالمغالاة إلى حد الجنون ، وهذا المثال أجتزئه من خطبة "بلاغ إلى القاعدة الشعبية" ويقول فيها:
"{ الصنيون اثناء الثورة } ألقوا بالبريطانيين خارجاً ، وألقوا إلى جانبهم بالأعمام توم الصينين، فقدموا بذلك مثالاً جيداً.
وعندما كنت فى السجن
قرأت مقالاً ..
يظهر فتاة صينية صغيرة تبلغ من العمر تسعة أعوام وهى تضغط على زناد سلاح لتقتل أباها الجاثى على ركبته و يديه لأنه كان عم توم صينياً .
وعندما قاموا بالثورة هناك أخذوا جيلاً كاملاًً من الأعمام توم ومحوهم محواً. وفى خلال عشرة سنوات أصبحت تلك البنت الصغيرة امرأة مكتملة لم يعد هناك أعمام توم فى الصين . والصين اليوم هى من أقوى الدول وأشدها ، وأكثرها على وجه الأرض إثارة لهلع الرجل الأبيض ...".
أن مالكوم هنا يهلل لقيام طفلة صغيرة بإطلاق النار على والدها "العم توم" و لمقتل "جيل كامل" من الأعمام توم . ولكن الجرائم - كما نرى تظل جرائم وإن قام بها "الثوار"؛ وأعتقد أن الصورة فى غنى عن أي تعليق .
أما كبوات مالكوم فأرغب فى أن أورد مثالين عليها أيضاً . والمثال الأول يتعلق بمطلبة المبكر بالانفصال و الاستقلال بقطعة أرض تخصصها الحكومة الأميركية للسود - وهذا موقف يشترك فيه قطاع عريض من السود فى أميركا .
ونلاحظ أن مالكوم لم يحدد تماماً أين يريد قطعة الأرض هذه .
فقد قال إنها يحب أن تكون فى أفريقيا ، أو فى نصف الكرة الغربى( ولم يحدد أنها ضمن حدود الولايات المتحدة ) .
فإذا عنى أنها فى حدود الولايات المتحدة فهو لا يضع أي اعتبار لأصحاب الأرض الأصليين (الهنود "الحمر ) ولا يد حرجاً فى أن يأخذ أرضاً مسروقة رويت بدماء أصحابها !
وإذا لم يعن أنها فى الولايات المتحدة ، وسلمنا أنه ليست هناك بقاع فارغة في العالم و خصوصاً بالمواصفات التى يحددها مالكوم (ارض خصبة و غزيرة الأمطار و غنية بالثروات المعدنية)، فسنستنتج أنه يريد حل مشكلة السود فى أميركا على حساب شعب آخر ، أى أنه ينادى بتأسيس دولة تكون نسخة ثانية عن إسرائيل .
وهذا يقودنا إلى المثال الثانى عن كبوات مالكوم ، ألا وهو موقفه من الدول العبرية .
نوجز موقف مالكوم من الدولة العبرية بهذه المقتطفات من كتاب سيرة حياة مالكوم ، وقد أعده الكاتب الأميركي الشهير اليكس هايلى ( مؤلف رواية الجذور) بالتعاون مع مالكوم ، مع مالكوم ، وصدر عام 1965 .
يقول مالكوم فى الصفحة 277 من هذا الكتاب ما يلى :
"لقدقدم اليهود مساهمة لألمانيا أكثر مما قدم الألمان أنفسهم لها .
وفاز اليهود بأكثر من نصف جوانز نوبل التى فازت بها ألمانيا.
وكذلك كانت كل فروع الثقافة فى ألمانيا تحت قيادة اليهود و نشر اليهود أعظم القصائد ، وكان منهم المؤلفون الموسيقيون و المخرجون المسرحيون ، ولكن هؤلاء اليهود ارتكبوا خطأ قاتلاً ، وهو الذوبان في المجتمع الألمانى . فعند الحرب العالمية الأولى و حتى ظهور هتلر ، تزيد الزواج المختلط بين اليهود و ألالمان . كما قام الكثير من اليهود بتغير أسمائهم و دينهم ، فتخلوا عن دينهم اليهودى وعن جذورهم الثقافية و العرقية الغنية ..
لقد تخدروا وانقطعوا ..
حتى صاروا يفكرون بأنفسهم كالألمان .
وأفاق اليهود فوجدوا هتلر أمامهم ، يصعد إلى السلطة من حانات البيرة - بنظريته عن العرق الآرى المتفوق - ووجد فى متناول يده كبش فداء جاهزاً وهو اليهود "الألمان" الذى أضعفوا أنفسهم وضللوها . وأكثر ما يثير الاستغراب هو كيف ظل هؤلاء اليهود - بكل ما لديهم من عقول عبقرية و بكل ما لديهم من قوة في كل شئون ألمانيا - مستمرين دون أن يفعلوا شيئاً
لقد كانت عملية غسيل الدماغ التى حصلت من الاكمال حيث أن كثير منهم ظلوا يهمسون فى غرف الغاز :" لا يمكن أن يكون ما حدث حقيقياً !
و بعد ذلك أقام اليهود دولة إسرائيل دولة خاصة بهم- وهي الشئ الوحيد الذى حاز احترام كل الأعراق فى العالم وتفهم إن ما أثار استغرابى هو السطران الأخيران من الفقرة السابقة ، وقد حاولت أن أجد مبرراً لموقف مالكوم ، فافترضت أنه نابع من جهله بحقيقة الصراع في فلسطين و العالم العربى .
و لكن مالكوم لم يجهل ذلك ، ولاسيما أنه زار المنطقة فى العام 1959 و التقى بالقائد جمال عبد الناصر ، وكان كثيراً ما يمدح القيادة المصرية و الثورة المصرية فى خطبه، كما أنه زار المنطقة فى العام 1964 وأدى فريضة الحج .
والمستبعد ألا يكون قد تعرف على مأساة الشعب الفلسطينى .
لقد كان مالكوم يرى الصراعات فى العلم تدور حول العرق و اللون ، وبدأ بتغيير موقفه هذا في آخر أيامه ، ويبدو أنه لم يغيره تماماً .
فقد كان يحلم دائماً بدولة عرقية للسود ، وأعتقد أنه كان يرى فى إسرائيل نموذجاً لهذه الدولة ولاسيما بكل المساعدات التى تنهال عليها من أميركا و الغرب .
وألم يكن يطالب أميركا بمساعدة دولة السود المرجوة لمدة عشرين أو خمسة وعشرين عاماً إلى أن يقوى عودها ؟
ولكن أنصافاً لمالكوم ، ونؤكد أن هذه الفكرة ليست فكرته ، بل هي ترجع بجذورها إلى الأيام المبكرة من صراع السود فى أميركا ، وإلى ما قبل ماركوس غارفي الذي كان ينادى أيضاً بهذه الفكرة فمنذ القرن التاسع عشر كان قادة السود يطالبون بالانفصال عن أميركا ، وكانت الحكومة الأميركية المتعاقبة فى ذلك الوقت تؤيد هذه الفكرة ، وقد وضعت فى ذلك الوقت خطط عديدة لاستعمار منطقة الكاريبي و بالتحديد هايبتى ، أو مناطق أخرى من أفريقيا ، من قبل الملونين فى أفريقيا وبدعم من الحكومة الأميركية .
وكان الرئيس الأميركى ابرهام لينكن من أشد المؤيدين لهذه النزعة ، ووعد فى اجتماع له مع قادة الزنوج فى العام 1862 بتقديم مساعدات حكومية لخطط الاستعمار وقال "ليست هناك رغبة من قبل شعبنا {البيض} ببقائكم أنتم الملونين الأحرار بيننا ....
ولهذا من الأحسن لنا كلينا أن نكون منفصلين" ويرجع هذا الموقف إلى أن مجموعة من القادة الأميركيين البيض كانت ترى أن الطريقة المثلى للتخلص من مشكلة العبودية هي التخلص من العبيد وإرسالهم خارج أميركا .
ومن جانب آخر ، هناك موقف مؤيد لإسرائيل ، وشاع بين شريحة كبيرة من اليساريين إلى درجة تثير الذهول أحياناً .
فالكثير منهم تتوقف يساريتهم عن العمل عندما يصل ألامر إلى إسرائيل ، ويصبحون ملكيين أكثر من الملك .
قد يقول قائل إن من غير العدل أن نطلب من مالكوم أكس أن يكون منصفاً بحق نضالات الشعوب الأخرى ، وهو ينتمى إلى شعب يتعرض للقمع و الوحشية منذ عدة قرون ولم يأبه أحد من الشعوب الأخرى لعذاباته .
ولكننى أستذكر هنا ما قاله مارتن لوثر كنغ الابن فى رسالته من سجن برمينجهام { المنشورة فى العدد 1/ 2 / 199 من الآداب} :
" إن غياب العدل في أي مكان هو تهديد للعدل فى كل مكان ".
إن الحكم الأخلاقى لا يتجزأ .
فنحن بدورنا علينا أن نقر بأن تغاضينا عن عذبات أي شعب هو طعنه فى نضال شعبنا نفسه .
ورب من نافح منا عن حقوق الشعب الفلسطينى بيد ، وجلد شعباً آخر (كالأكراد مثلاً ) باليد الأخرى !









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
آخر تعديل اكرم شكرى يوم 09-19-2010 في 09:51 PM.
رد مع اقتباس