عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2011, 08:08 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

Icon26 و الأذن تعشق قبل العين أحيانا!!

و الأذن تعشق قبل العين أحيانا!!





لإن صدح بشار ابن برد برائعته :



يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة


والأذن تعشق قبل العين أحيانا





فإنه حتما لم يكن يرجو من ذلك حكمة ,


فقد كان أعمى و أنشد حقيقة واقعه


و ما لأعمى إلى عشق العينين سبيل
غير أنه استدلال بحق و إن أريد به باطل

واليوم يا أحباب ..
سنبحر اليوم في أعماق آية عجيبة ربطت بين السمع و
البصر و القلب
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً)

نجيب فيها على تساؤلات راحلة
ونستعين فيها بأستاذ الحب ـ كما يحلو لي
أن أسميه ـ
ابن القيم






يقول العشاق في ( صحائفهم) :
العين رسول القلب

و يقول ابن القيم في (مدارجه) :
السماع رسول الإيمان إلى القلب

وشتان بينهما


يبقى السؤال .. من هو رسول القلب ؟



يقول إبن القيم :
( وتعلق القلب بالسمع
وارتباطه به : أشد من تعلقه بالبصر وارتباطه به
ولهذا يتأثر بما يسمعه من الملذوذات أعظم
مما يتأثر بما يراه من المستحسنات وكذلك في المكروهات سماعا ورؤية )


و يضرب لذلك مثلا ليرجح به قوله :
(ربما غشي على الإنسان إذا سمع كلاما يسره
أو يسؤه أو صوتا لذيذا طيبا مطربا مناسبا
ولا يكاد يحصل له ذلك من رؤية الأشياء المستحسنة
بالبصر الظاهر)


وحكم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين
الطائفتين حكما حسنا فقال :
( المدرك بحاسة السمع أعم وأشمل والمدرك
بحاسة البصر : أتم وأكمل
فللسمع العموم والشمول والإحاطة بالموجود
والمعدوم والحاضر والغائب والحسي والمعنوي
وللبصر : التمام والكمال








اقرأ بقلبك

{مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم
مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ* لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ .....}
(3)

هل رأيت كيف قرن الله السماع بالقلب

هناك من يستسهل ذنوب السماع و يستعظم ذنوب البصر
مع أن الأولى أشد


و إقرأ إذا شئت ..
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ
مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ..}
هل رأيت ..فقط (القول)

&&&


هناك كلمات تعصف بقلوبنا
بالرغم من أنها قد تكون عادية
بل و مكررة أيضا ما تفسير ذلك ؟


يقول ابن القيم : (فإن الكلام له لفظ ومعنى
وله نسبة إلى الآذان والقلب وتعلق بهما فسماع لفظه حظ الأذن وسماع حقيقة معناه ومقصوده
حظ القلب )


إذن المعنى هو الذي يعصف بقلوبنا و ليس
الكلمات

&&&
قد تستمع أحيانا إلى أحد القراء و هو يتلو كتاب الله ,

فتشعر أن الآيات تسري في عروقك
بل تشعر كأنك تتنفسها لا تسمعها فحسب


فما تفسير ذلك ؟

يقول ابن القيم : ( فإن كان المسموع معنى
شريفا بصوت لذيذ : حصل للقلب حظه ونصيبه من إدراك المعنى
وابتهج به أتم ابتهاج على حسب إدراكه له
وللروح حظها ونصيبها من لذة الصوت ونغمته وحسنه فابتهجت به فتضاعف اللذة
ويتم الابتهاج ويحصل الارتياح حتى ربما
فاض على البدن والجوارح وعلى الجليس ,
وهذا لا يحصل على الكمال في هذا العالم ولا يحصل
إلا عند سماع كلام الله )

هل وعينا قوله تعالى عن أهل الجنة :
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}
{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا
تَأْثِيمًا}
&&&

و في أوقات أخرى .. نستمع إلى قراءة خااااااشعة
نتدبر فيها إحدى الآيات
فننشغل باستشعار الآية ,فتفوتنا التي تليها , فكيف نتجنب ذلك ؟


يقول ابن القيم : ( وصاحب هذه الحال في حال سماعه يشتغل القلب بالحرب
بينه وبين النفس فيفوته من روح المسموع ونعيمه ولذته
بحسب اشتغاله عنه بالمحاربة ولا سبيل له
إلى حصول ذلك بتمامه حتى تضع الحرب أوزارها
وربما صادفه في حال السماع وارد حق أو الظفر
بمعنى بديع لا يقدر فكره على صيده كل وقت فيغيب به ويستغرق فيه عما يأتي بعده
فيعجز عن صيد تلك المعاني ويدهشه ازدحامها
فيبقى قلبه باهتا

تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد

فوظيفته في مثل هدا الحال :
أن يفنى عن وارده ويعلق قلبه بالمتكلم وكأنه
يسمع كلامه منه

ويجعل قلبه نهرا لجريان معاينة ويفرغه من
سوى فهم المراد وينصب إليه انصبابا يتلقى فيه معانيه
كتلقى المحب للأحباب القادمين عليه لا يشغله
حبيب منهم عن حبيب بل يعطي كل قادم حقه وكتلقي الضيوف والزوار
وهذا إنما يكون مع سعة القلب وقوة الاستعداد وكمال الحضور


ثم يسترسل ابن القيم ليخبرنا بالنتيجة:
ولكن في الابتداء يعسر عليه ذلك وفي التوسط
يهون عليه ولا انتهاء هاهنا ألبته )






أخيرا ..


نختم بهذه المقولة الجامعة لأستاذ الحب
ـ ابن القيم ـ :


(وهذا السماع القرآني سماع أهل المعرفة
بالله والاستقامة على صراطه المستقيم ويحصل للأذهان الصافية منه معان وإشارات ومعارف
وعلوم تتغذى بها القلوب المشرقة بنور الأنس فتجد بها ولها لذة روحانية
يصل نعيمها إلى القلوب ولأرواح .. وربما فاض حتى وصل إلى الأجسام فيجد من
اللذة مالم يعهد مثله من اللذات الحسية )



قلت:
هذه اللذة الذي يحدثنا عنها ابن القيم لا تعرف إلا بالتجريب
وهذه دعوة لمن يقرأ جرب
فقط جرب

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا
أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
ما وافق الحق من قولي فخذوه و ما جانبه
بلا تردد فاجتنبوه
كتبته : هند عامر






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس