عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2010, 08:45 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قلم 00 وحكايات لاتنتهى



الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده... وبعد.

أيها الناس:
إن المسلمين بعامَّةٍ لفي حاجةٍ ماسَّةٍ إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدَّخَل، إلى القلم المُلْهَم، الذي يأخذ بلبُِّ قارئه؛ صِدْقًا ونصحًا وصفاءً، ينشر الحقَّ، ويُحيي السنَّةَ، ويدلُّ النَّاسَ إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ} [البقرة: 282].

إن القلم أمانةٌ، وحَمَلَتُه من بني الإسلام كُثرٌ، غير أن الإنسان كان ظلومًا جهولاً، وما كلُّ مَنْ حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذلك لفت علماء الإسلام الانتباهَ إلى صفاتٍ وضوابطَ لا يَسَعُ الأمةَ إهمالها، ولا ينبغي أن يقصِّر في فيها كاتبٌ أو ذو قلم. أو من جهةٍ أخرى: من قِبَلِ القرَّاء وأمثالهم، إلى: عمَّن يتلقون ما ينفع؟ ولمَنْ يقرؤون ما يفيد؟ وممَّن يأخذون؟ ولمَنْ يَذَرون؟ فتكلموا عن كَوْن الكاتب مسلمًا أو مستقيمًا؛ ليؤمَن جانبه، ويوثَق فيما يسطره بنانه، حتى لا يذوق القرَّاء مراراتٍ يتجرَّعونها ولا يكادون يسيغونها غيرَ مرَّةٍ.

كما تكلم علماء الإسلام أيضا عن كَوْن الكاتب ذا علمٍ وبصيرة، وأن يقتصر صاحب التخصُّص على تخصُّصه، فلا يتحوَّل الكاتب بقلمه من كونه صحفيُّا إلى كونه فقيهًا مفتيًا، ولا من كونه أديبًا إلى كونه طبيبًا، ولا من كونه مفكرًا إلى كونه وصيًّا على أفكار القرَّاء ومصادرَ تلقِّيهم.

وحادي الجميع في ذلكم: أن يكون المرجعُ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم.

وإنَّ من أهم ما بيَّنه علماءُ الإسلام والناصحون منهم: أن يكون صاحب القلم متَّصِفًا بالعدالة والإنصاف، وإدراك معنى الحوار السليم؛ لأن الكاتب الجائر ليس له قائدٌ في فكره وقلمه، إلا الهوى والتدليس والتلبيس، والتهويش والتشويش، ولربما زاد ونَقَصَ، وحرّف وأَوَّل؛ فكان كمَنْ وصفهم الله بقوله: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: 91].

وإذا كان الناس يُكبُّون على وجوهم في النار بسبب حصائد ألسنتهم، مع أن اللسان يفنى وينقطع حديثه؛ فما ظنُّكم بالقلم الذي يطول تسطيره، ويبقى حيًّا وإن مات صاحبه وأضحى فتاتًا؟!!

قلمان لو تعرفهما لعرفت نوع مدادِ
قلم الرزين وعكسه قلم السفيه الصادي
فاختر لنفسك واحدًا يُنجيك يوم معادِ



هذا وصلُّوا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله، صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس