عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011, 02:30 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة






وصـيفــات الـشّـــرف
للفنان الإسباني دييـغـو فـيلاســكيــز

تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال التشكيلية في تاريخ الفنّ الغربيّ كلّه، كما أنها إحدى اكثر اللوحات إثارةً للغموض والنقاش والجدل.
وبعض النقّاد لا يتردّد في وضعها في منزلة متقدّمة حتى على الموناليزا أو الجيوكندا.
ومنذُ أن رسم دييغو فيلاسكيز اللوحة قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كافة القوائم المخصّصة لافضل الأعمال التشكيلية في العالم.
فيلاسكيز نفسه يعتبر أهمّ رسّام إسباني على الاطلاق وأحد أعظم الرسّامين في التاريخ، بل إن مانيه وبيكاسو مثلا يعدّانه الأعظم. وقد كتب بيكاسو عدّة دراسات عن هذه اللوحة ورسم سلسلة من اللوحات التي تعطي "وصيفات الشرف" تفسيرات متباينة.
ُعرف عن فيلاسكيز مهارته الفائقة في مزج الألوان وتعامله المبهر مع قيم الضوء والكتلة والفراغ.
وقد رسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656 حيث كان يعمل رسّاماً أوّل في بلاط الملك فيليب السادس ورئيساً لتشريفات القصر.
واللوحة تصوّر "انفانتا مارغاريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها. لكن فيلاسكيز عمد إلى رسم نفسه ايضا في اللوحة، وهو يظهر هنا منهمكاً في الرّسم ومرتدياً ملابس محاربي القرون الوسطى. بيد أن اللوحة التي يفترض أن الفنّان يرسمها مخفية تماماً عن الأنظار.
ووسط الجدار الخلفي ثمّة مرآة تعكس صورة الملك والملكة. والى يمين اللوحة في الخلفية بدا الحاجب كما لو انه يهمّ باستقبال زوّار ما.
الوصيفتان تظهران في وضع انحناء دليلاً على احترامهما وتقديرهما للأميرة الصغيرة التي ترتدي تنّورة واسعة ومزركشة. ومع ذلك فإن الأميرة ووصيفاتها يبدين كالدّمى أو كالتماثيل الشمعية مقارنةً بالحضور الطاغي والقويّ الذي يفرضه الفنان نفسه على المشهد بأكمله.
ولد دييغو فيلاسكيز في اشبيليه عام 1599 وعاش سنوات حياته المبكّرة في أوج عصر النهضة في أوربا. في تلك الفترة بالذات كان سيرفانتيس وشكسبير يعكفان على كتابة أعمالهما الإنسانية العظيمة.
على المستوى الشخصي، ُعرف عن فيلاسكويز تواضعه الجمّ وخلقه العالي وتعاطفه الكبير مع فئة الفقراء والمهمّشين.
وقد اعتنق منذ بواكير شبابه الأفكار الديمقراطية والإنسانية وتعزّزت تلك الأفكار لديه اكثر عندما دخل دائرة المجتمع الأرستقراطي الذي عرف بتهتّكه وانغماسه في الملذات.
وكان فيلاسكيز يقارن حياة الترف والتخلّع تلك بالمعاناة الشديدة التي كان يكابدها العامّة من أفراد الشعب.
ويبدو أنّ أحد الاسباب المهمّة في شهرة هذه اللوحة يعود إلى غموضها الذي ما يزال يتحدّى إلى اليوم أكثر النقّاد قدرةً على قراءة الأعمال الفنية وتفسيرها.
ترى هل كان فيلاسكيز يبغي من وراء رسم هذه اللوحة جعل الناظر أهمّ من اللوحة وشخوصها، أم أراد أن يقول إن الشخوص ليسوا اكثر من أفراد افتراضيين ولا يوجدون سوى في عقولنا؟
ثمّ ما الذي كان يرسمه الفنّان على وجه التحديد؟ هل كان يرسم نفسه أم الملك والملكة المنعكسة صورتهما في المرآة المعلّقة على الحائط؟
ولماذا رسم الأميرة والوصيفات في محترفه وبين لوحاته الأخرى ولم يرسمهنّ في إحدى قاعات أو أروقة القصر الفخمة على غرار ما كان يفعل الفنّانون في ذلك الزمان؟
وهل أراد فيلاسكيز أن يشير ضمناً إلى حضور ذهني وسيكولوجي للأفراد مقابل حضورهم الفيزيائي أو المجرّد؟
كلّ تلك الأسئلة وغيرها ما تزال ُتثار إلى اليوم حول طبيعة ومضمون هذا الأثر الفنّي العظيم الموجود حالياً في متحف ديل برادو بمدريد.


****************




تمـريــن فـي الرقــص
للفنان الفرنسي إدغــار ديغـــا

لم يرتبط اسم فنّان تشكيلي بصور الرقص والراقصات مثلما ارتبط اسم ادغار ديغا. وقد كرّس اكثر من نصف أعماله لرسم راقصات الباليه.
وبلغ من شغف ادغار ديغا بتصوير حركات الرقص انه كان يحضر إلى دار اوبرا باريس بانتظام ويراقب دروس وتمارين الرقص وحركات الراقصات على المسرح وخلف الكواليس.
كما كان يشكّل الصلصال والشّمع وينشئ نماذج من الطين في محاولة لفهم حركات الراقصات.
"تمرين في الرقص" هي إحدى افضل وأشهر لوحات ديغا وفيها يصوّر مجموعة من الراقصات وهنّ يؤدّين بروفة في الرقص.
بالإضافة إلى حيوية وتناغم الألوان في اللوحة، ثمّة تركيز خاص على إبراز أشكال الرّؤوس والأذرع من خلال استخدام الخطوط القاتمة.
وفي هذا العمل، كما في جميع أعماله الأخرى، لا يبدو ادغار ديغا مهتمّا بتصوير التعابير على وجوه راقصاته أو إبراز جمالهن، بل كان حريصا على تصوير سحر الباليه فحسب.
ولد ديغا في باريس عام 1834 واظهر ميلا مبكّرا لقراءة الكتب كما كان معجبا برسومات انغـر.
وفي إحدى المراحل ذهب إلى إيطاليا وأقام في روما ثلاث سنوات اطلع خلالها على لوحات عصر النهضة. وعاد إلى باريس عام 1861 ليرسم لوحات تاريخية وبورتريهات لأصدقائه.
في بداياته، كان ادغار ديغا ينفر من الانطباعيين ومع ذلك فضّل أن يتحالف معهم احتجاجا على تقاليد الفنّ الأكاديمي الصارم.
كان من عادة ديغا ألا يرسم في عين المكان، بل كان يدوّن ملاحظاته ومشاهداته على الورق ومن ثم يرسم اعتمادا على ذاكرة بصرية قويّة.
ابتداءً من العام 1870 كان ديغا قد بدأ يعاني من ضعف بصره. وبعد ذلك بعشر سنوات كان قد فقد البصر نهائيا تقريبا. وفي أخريات حياته كان يجوب شوارع باريس على غير هدى وعانى من الفقر والتشرّد إلى أن توفّي في شهر سبتمبر من عام 1917 م.


****************






مـذبحــة الأبــريــاء
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز
تعتبر هذه اللوحة رابع أغلى لوحة في العالم، إذ ابتاعها زبون مجهول بمبلغ سبعة وسبعين مليون دولار في مزاد سوذبي اللندني قبل أربع سنوات.
موضوع اللوحة مستمدّ من حادثة تاريخية ورد ذكرها في الإنجيل، وإن بشكل عابر.
إذ تروي بعض المصادر التاريخية أن هيرود الروماني ملك يهوذا أمر جنوده بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا من أن يكون أحدهم هو المسيح الذي سينازعه الحكم ويؤلّب عليه الناس.
وقد فعل هيرود هذا بعد أن ابلغه جماعة من السحرة قدموا من بلاد فارس انهم رأوا نجما في الأفق الشرقي يشير إلى قرب ولادة نبيّ اليهود المنتظر.
ُرسمت اللوحة في ما بين عامي 1609 و 1611 ، وهي عبارة عن كتلة مضطربة من الدم والمعاناة والوحشية والألم.
في اللوحة نرى جنود هيرود المسلّحين بالسيوف والخناجر وهم منهمكون في ذبح الأطفال وسط استماتة أمهاتهم في الدفاع عنهم ومحاولة استنقاذهم من القتل.
وقد بذل روبنز جهدا كبيرا في تصوير المشهد بتفاصيله الكثيرة وبما يفرضه من تعامل مع تشكيلات مركّبة وانفعالات عديدة ومتباينة تتراوح ما بين الحزن والعنف واليأس والصدمة.
وفي ما بعد استعار بيكاسو من "مذبحة الأبرياء" مشهد المرأة التي تحتضن طفلها لحمايته من القتل وضمّنها لوحته الذائعة الصيت غورنيكا التي تصوّر هي الأخرى همجية الحرب وبشاعتها.
يرى بعض النقاد أن روبنز كان داعية سلام وكارها للحروب، يشهد على ذلك مشاركته في مفاوضات السلام بين اسبانيا وبريطانيا في ذلك الحين. ويرجّح أن يكون قد رسم اللوحة مستذكرا ما حدث منذ سنوات قليلة قبل ذلك في مدينته انتورب عندما لقي حوالي سبعة آلاف شخص حتفهم في عمليات قتل واغتصاب ونهب واسعة النطاق.
روبنز كان أحد اشهر فناني الباروك وقد تتلمذ على كبار الفنانين الإيطاليين أمثال رافائيل ومايكل انجيلو ودافنشي. وبالإضافة إلى شهرته كفنان تشكيلي، كان روبنز مهندسا معماريا بارعا وديبلوماسيا محنّكا. وقد ُعرفت لوحاته بضخامة حجمها وبألوانها الزاهية وعمقها العاطفي والانفعالي.
ولد بيتر بول روبنز في المانيا قبل أن تعود عائلته إلى مدينتهم انتورب حيث تعلّم هناك الرّسم منذ صغره. وفي العام 1600 رحل إلى إيطاليا حيث درس فيها الفن وأصاب الكثير من الشهرة وحظي برعاية بعض الأمراء والأعيان.
لوحات روبنز تتّسم بالضخامة والتنوّع والثراء. وهي اليوم موجودة في اشهر المتاحف العالمية.


****************




رحـلـة الحيــاة
للفنان الأمـريكي تومـاس كـول

بعض نقّاد الفن التشكيلي يصفون هذا الأثر الفني بأنه عبارة عن قطعة جميلة من الشعر. واللوحة هي واحدة من سلسلة من أربع لوحات صوّر فيها توماس كول رحلة الإنسان عبر نهر الحياة، أي منذ ولادته وطفولته إلى أن يصبح شابّا فَرَجُلا فكَهْلا.

في اللوحة الأولى يظهر نهر ينبع من كهف في أسفل جبل.
وفي النهر هناك قارب يحمل شخصا في هيئة ملاك حارس وإلى جانبه طفل ضاحك.

وفي اللوحة الثانية "التي تظهر هنا" نرى الطفل وقد أصبح شابا يسيطر على قدره ويتحدّى الأخطار المحدقة به فيما يحاول جهده بلوغ ما يشبه القلعة الهوائية التي ترمز لأحلام الشباب في المجد والشهرة.
وعلى ضفّتي النهر تناثرت الورود والخضرة بينما راحت الشمس ترسل أشعّتها المشرقة لتغسل الجبال والخضرة من حولها بالوهج الأصفر.
ومع اقتراب المسافر من هدفه، ينحرف النهر المضطرب عن مساره ويحمله إلى الصورة التالية حيث الطبيعة الجامحة والأشرار والشياطين الذين يهدّدون وجوده.
وفي اللوحة الأخيرة نرى منظرا لنهر مظلم مع قارب يظهر فيه الرجل وقد أصبح عجوزا.
ووسط الاضطراب والظلمة يرى الناظر فتحة في الغمام تظهر من ورائها مدينة عظيمة ذات جلال وبهاء في إشارة – ربّما – إلى الجنّة.
موضوع اللوحة يرتبط على نحو وثيق بالعقيدة المسيحية وفكرتها عن الحياة والموت والبعث.
فالصلاة وحدها، كما يرى كول، هي من ينقذ المسافر من مصير مظلم، وبذا تنتهي الرحلة في نهر الحياة بوعد بالخلاص الأبدي.
وكلّ لوحات الفنان الأخرى، تقريبا، تحاول تصوير دأب الإنسان وسعيه الحثيث والدائم للبحث عن المعرفة الروحية التي تجلب له الخلاص في النهاية.
توماس كول يعتبر أحد أبرز رسّامي الطبيعة الأمريكيين في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد كان مياّلا منذ بداياته إلى رسم مناظر للطبيعة تحمل معاني ومضامين روحية وأخلاقية. وكان يتوقّع أن تحقّق سلسلة لوحاته الأربع عن رحلة الحياة نجاحا غير عادي. وبالفعل تلقّاها النقّاد والناس بالكثير من الحفاوة والتقدير.
بالإضافة إلى مزاولته للرسم، كان كول يكتب المقالات ويؤلّف نثرا وشعرا. وفي فترة من حياته سافر إلى انجلترا التي درس فيها أعمال تيـرنر و كونسـتابل ، ثم إلى فرنسا وإيطاليا حيث مكث في روما وفلورنسا حوالي العامين قبل أن يعود إلى نيويورك.
توفّي توماس كول في العام 1848 وعمره لا يتجاوز السابعة والأربعين. وفي السنوات التي سبقت وفاته أصبح شخصا متديّنا وتقيّا. وكان لأعماله تأثير كبير على الرسم في أمريكا وسار على خطاه الكثيرون من الفنّانين الشباب



****************



بحـثـاً عـن الحــبّ
للفنّان النمساوي هـانـز زاتشـكـا

لا تخلو ثقافة من ثقافات العالم من حكايات الحوريّات أو الجنّيات التي يتمّ استدعاؤها من عالم الخيال والغموض لرسم صورة مصغّرة عن الحياة وللتأكيد على قيم تربوية أو أخلاقية معيّنة.
والاعتقاد بوجود الحوريّات أمر شائع في مختلف الثقافات العالمية.

ومن أشهر من كتبوا عنها شكسبير ومن الأدباء المعاصرين الكاتب الدانماركي هانز كريستيان اندرسن .
كما تحفل ألف ليلة وليلة بقصص الجنّيات وعرائس البحر.
وفي الأساطير الإغريقية والمصرية والهندية والصينية الكثير من الإشارات والقصص عن هذه المخلوقات الخرافية.
ومن بين الرسّامين الذين اهتمّوا بتصوير الحوريات هانز زاتشكا المولود في فيينّا بالنمسا العام 1859 م.
وتحتشد لوحات هذا الفنّان بصور لجنّيات وملائكة وبحار ومروج وغابات وغدران.
والكثير من لوحات زاتشكا مألوفة حيث تظهر كثيرا على البطاقات البريدية التي تستخدم لتبادل التهاني بالمناسبات الدينية والاجتماعية.
بعض الأساطير القديمة تتحدّث عن الحوريّات باعتبارهنّ جنسا وسيطا ما بين الملاك والإنسان، ولذا فهن يعشن في عالم أبدي موازٍ لعالم البشر في منتصف المسافة بين الدنيا والعالم الآخر.
وتذكر أساطير أخرى أن الحوريّات يعشن فوق تلال عالية بعيدة أو في جزيرة مسحورة في أعالي البحار أو في أعماق المحيطات.
في هذه اللوحة نرى عذراء شابّة تقف على شاطئ إحدى البحيرات وهي تودّع ملاكا صغيرا معتليا صدفة بحر ضخمة تجرّها إوزّة.
هنا استخدم الفنان ألوانا شاحبة قوامها الأخضر والأبيض وتدرّجاتهما وظلالهما المختلفة لكي يؤكّد على رقّة وبراءة الموضوع ولاضفاء مسحة من القداسة والفانتازية على عموم المشهد.
ويبدو أن قصص الحوريات كانت رائجة كثيرا زمن هانز زاتشكا، وربّما لهذا السبب كانت لوحاته تستمدّ موضوعاتها من قصص الجنيات وغيرها من المخلوقات الأسطورية.
وحسب بعض الثقافات الأوربية، فإن الحوريّات يوجدن في الطبيعة ويأخذن شكل شجرة أو بحيرة أو زهرة ولهنّ قدرات سحرية خارقة وارتباط وثيق بدنيا البشر وشئونهم من زواج وحبّ وميلاد وموت وخلافه.
في بعض الفترات، كانت قصص الحوريّات موضوعا مفضّلا للكثير من الأدباء والشعراء والرسّامين والموسيقيّين، بالنظر إلى أنها تقدّم صورة بريئة عن العالم وتعكس جوانب من شخصية الإنسان وتعزّز إحساسه بنفسه وبالطبيعة من حوله.
المعروف أن القرون الوسطى شهدت ذروة اهتمام الناس بقصص الحوريّات والسحرة والجان مع اشتداد حملة مطاردة وقتل الساحرات في أوربّا آنذاك.
وقد استهوت هذه القصص عددا من الشعراء والفنّانين الفيكتوريين الذين اتّخذوا منها مواضيع لاعمالهم.
لا يعرف عن الفنان هانز زاتشكا سوى أنّه تلقّى تعليمه في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينّا وعمل لبعض الوقت مع والده في زخرفة وتزيين الكنائس.
اليوم يبدي جامعو الأعمال الفنية اهتماما متزايدا باقتناء وشراء لوحاته.

****************





تــأمـّــل صــامـــت
للفنان البريطاني جـون وليـام غـــودوارد

لا ُيعرف عن حياة جـون وليام غـودوارد سوى النزر اليسير. لكنّ طبيعة لوحاته تشير إلى أنه كان أحد رسّامي الكلاسيكية الجديدة في انجلترا.
يغلب على أعمال الفنّان الطابع الزخرفي والاهتمام بالتفاصيل الجمالية. وقد كان متخصّصا في تصوير مظاهر من الحياة الرومانية واليونانية القديمة بأسلوب لا يخلو من مسحة شاعرية واضحة.
في هذه اللوحة نرى امرأة جالسة على أريكة من رخام ومرتديةً ملابس إغريقية وهي في حال تأمّل صامت.
والطرف الأيسر من المقعد الرخامي ينتهي بتمثال لرجل تشبه ملامحه ملامح الشاعر هوميروس بلحيته الكثّة وشعره المجعّد.
طريقة تمثيل الرخام وكذلك الألوان الحيّة والمتناغمة في اللوحة، ملمحان ينبئان عن مهارة فنية فائقة.
والمشهد في عمومه نموذج للواقعية المفرطة التي يتّسم بها الفنّ النيوكلاسيكي، حيث لا اختلاف كبيراً بين اللوحة والصورة الفوتوغرافية.
في جميع لوحات غودوارد تقريبا نرى صوراً لنساء ذوات شعر فاحم ويرتدين ملابس شفافة ويجلسن في بيئة قريبة من بيئة البحر المتوسط.
ولأن لوحاته لا تخلو من ثيمات ثابتة كالتّماثيل الرخامية والآثار القديمة، فقد كان غودوارد ُيصنّف ضمن فنّاني ما ُعرف بالمدرسة الرّخامية.
عاش الفنّان حياة بائسة وغير مستقرّة، إذ لم يتزوّج أبداً وتعرّض لسوء معاملة والده المستبدّ وأمّه الحانقة اللذين لم يكونا راضيين عن مزاولته للرّسم.
وفي بدايات القرن الماضي هاجر غودوارد إلى إيطاليا حيث مكث هناك بضع سنوات.
عندما عاد إلى لندن في العام 1921 كانت موهبته قد تلاشت تقريبا ولم يعد النقّاد يهتمون به أو بلوحاته. وتزامن ذلك مع تراجع شعبيّة الفنّ الكلاسيكي. كلّ هذه الظروف انعكست سلبا على غودوارد وأسلمته للعزلة والشعور بالاكتئاب.
وفي السنة التالية أقدم على الانتحار خنقا داخل غرفة غاز.
ولا توجد لغودوارد اليوم أية صورة فوتوغرافية بعد أن أتلفت والدته جميع صوره.
في السنوات الأخيرة عاد اسم جـون وليام غودوارد إلى الواجهة وتضاعفت أسعار لوحاته بفضل الاهتمام الذي تحظى به الأعمال الفنية الكلاسيكية من قبل المتاحف والمزادات الفنية وهواة اقتناء تلك الأعمال من الأفراد.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس