عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2009, 12:02 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم

الشمعة ( 25 )




كونوا أصدقاء جيدين ...

نحن في زمان تتلاشى فيه الأشياء المجانية , وتكثر في الاشياء التي تخضع للمساومة والمقايضة , وهذه الحالة تجعل الناس يشعرون بالخوف والضيق , مما يدفعهم في اتجاه التماس علاقات ذات طابع إنساني وخيري , وهم يجدون ذلك في علاقات الأخوة والصداقة الصادقة . الحياة اليوم أشبه بصحراء ملتهبة والصديق المخلص فيها هو النسمة العليلة والظل الظليل وقطرة الندى الباردة , فهو العافية للبدن , والضياء للعين والصوت الجميل للأذن ..
فما سمات الصديق الجيد , وكيف يكون المرء صديقاً جيداً , ولماذا الشكوى المريرة عبر التاريخ من قلة الأصدقاء ؟ هذا ما سأوضحه لبناتي وأبنائي عبر السطور الآتية :
- إن أول خطوة في اختيار الصديق تتمثل في الحرص على أن يكون صالحاً , ينتفع المرء بصحبته ويقتبس من أخلاقه , ويأوي إليه في الشدائد , وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك - أي يعطيك - , وإما أن تبتاع منه , وإما ان تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) ,
الحذر الحذر من رفقاء السوء , ومن لا همة لهم ولا طموح ؛ لأن تأثير الصديق السيئ أخطر بكثير مما تظنون .
لا تنظروا إلى الصديق على أنه مصدر للنفع , ولكن انظروا إليه على أنه مصدر للأنس والهداية والثواب من الله - تعالى - وأي شيء أعظم من أن يقول الله ؛ تعالى يوم القيامة - كما في الحديث القدسي - ( أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي )
- إن الذين يصلحون لأن يكونوا أصدقاء من الدرجة الممتازة هم دائماً قليلون وقليلون جداً , وذلك لعدد كبير من الأسباب , ولهذا يروى عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : ( إذا أصاب أحدكم وداً من اخيه , فليتمسك به , فقلما يصيب ذلك ) .
وشكوى الناس من قلة الأصدقاء تعود إلى أنهم يريدون الكثير من الأصدقاء المخلصين , وهذا عسير للغاية . وأحياناً لا يعثر المرء على صديق ممتاز ؛ لأنه هو أصلاً ليس شخصاً ممتازاً . وفي أحيان كثيرة يكون القيام بأعباء الصداقة الحقيقية متعذراً على بعض الناس , فيعمدون إلى تقليص عدد أصدقائهم .
- أشعروا أصدقاءكم أنهم يستطيعون الاعتماد عليكم في الأزمات والشدائد , وأن يطلبوا منكم المعونة دون أي حرج , ومن غير أن يخافوا من المن , وأشعروكم أن ما يسرون به إليكم يظل سراً مصوناً حتى لو ساءت العلاقة بينكم .
- غضوا الطرف عن هفوات الأصدقاء , واستروا العيوب , وأقلوا من اللوم , وما أجمل قول أحد الشعراء في هذا المعنى :
من لي بإنسان إذا أغضبته
وجهلت كان الحلم رد جوابه .
وقول آخر :
وإني لمحاتج إلى ظل صاحب
يروق ويصفو إن كدرت عليه .
- من حق الصديق علينا أن ننصحه سراً , وأن نثني عليه أمام الآخرين , وأن نحمل كلامه على أجمل المحامل , ونقبل اعتذاره ...
- كونوا أصدقاء جيدين , ولا تطلبوا من أصدقائكم أن يكونوا كذلك فانتظار المكافأة إخلال بمعنى الصداقة .
- الصداقة أشبه بنبتة عزيزة تحتاج إلى سقاية ورعاية وحماية وإلا فقدناها .
- أخيراً أقول لكم يا بناتي , وأينائي : إن هذه ليست أعباء ولا تكاليف ثقيلة , وأنتم ستأخذون ممن صادقتموهم مثل ما تعطونهم , وستنعمون بلفتاتهم الجميلة مثلما ينعمون بلفتاتكم .



يتبع









آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس