[سعيد القاضي]

من والد عاجز لابنه العاق

مقدمة لابد منه فبل رسالة الوالد لولده

= قالت الوالدة لولدها الذي أتى لزيارتها بعد غيبة طويلة : ستجلس معي يا ولدي
نصف ساعة أوساعة على الأكثر كعادتك.. فرجائي أن تجعل هذا الوقت لي وحدي
.. لتسمعني وأسمعك.. وابعد الموبايل في هذا الوقت .. فهو معك طول اليوم .. فلا تجعله
يجور على وقتي

= يا سبحان الله .. نعمة ..حوَّلناها بسوء استخدامنا إلى نقمة .. فالمحمول وشاشاته ..
والنت ومشتقاته .. خطفت بعض الأبناء من أسرهم .. قلبت موازين حياتهم ..فهم بالليل
سـاهرون في المقاهي والنوادي ..كلٌّ مع شلَّته..وبالنهارهم بمنازلهم نائمون .. خاملون

= صارت شلة الأنس أو شلة البؤس هي الأسرة البديلة لأسرتهم الأصيلة ..يتعلمون منها

أساليب الكلام .. والسلوك .. والتعامل .. ويشطبون كل ماتعلموه من أسرهم الأصلية من قيم

= نادرا ما يجتمع الواحد منهم مع أسرته .. لو جلس مضطرا .فحضوره بجسده لا بقلبه ومشاعره
.. نظره مُركّز على شاشة محموله ..لا يرفعه لرؤية من حوله أوالحديث معهم .. فكره شارد في المجهول .
. لو أشار إليه زميل شلته .. سـيقفز تاركا أسرته ووالديه..ويهرول إلي صاحبه ملبيا في سعادة وانشراح ..
ولو ناداه والداه ليقضي لهما شيئا.. يتباطأ بل ويتبرم

= والأ كثر غرابة حين أسمع أو أقرأ : أن شابا يقيم مع والدته في شقتها فتسول له نفسه ويودعها
دار المسنين لينفرد بالشقة .. ويمرح بها مع عروسه المنتظرة .. وآخر يفعل نفس الشئ مع والده المسن
ليتخفف من حمله ومن طلباته .. متناسيا أن والده هذا حمله في قـلبه وعلى كتفيه وهو صغير حتى اشتد عوده ..



مثل هذه التصرفات وغيرها كثير... جعلت والدا يبعث برسالته التالية لابنه العاق :



من والد عاجز لابنه العـاق
------------
أنا لَـنْ ألِـحَّ عَـليكَ يا ولـدي لِـتـنْجَـز لي مُـهِـمَّة ْ!
فـلَكمْ لجأتُ إليك لكـنْ ... ما وجـدتُ لديك هِـمَّـة ْ!
مَـنْ غير أهلِ المرء إن عجزتْ قُواهُ.. يعُولُ هَـمَّهْ؟

أفلا ترى ضعفي وعجزي .. أمْ على عينيكَ غُـمَّـة !؟

أمْ أنتَ من جـيـلٍ تخَـلَّى عَـنْ فـضائل خـيـر أُمَّـة ْ؟
جيل يرى الأخلاق ما عادتْ - كما كانتْ - مُهِمَّـة ْ!
جـيـل يفاخـر مَـنْ عـصا فـيه أباهُ.. وعَـقَّ أُمَّـــهْ !
جـيـل يرى أنَّ الـرجـولةَ شـاربٌ ضخْـمٌ وعِـمَّـة ْ!
جيل تصدَّعَـت المروءةُ فيه.. واحْـتاجتْ مَـرَمَّـة ْ!
أمّا الشهامة .. فهْي ذكـرى من زمانٍ كان قِـمَّـة ْ!
جـيـل ..نرى أهـلَ الـجهالةِ زاحـمـوا فـيهِ الأئـمَّـة ْ
وطـفا على سـطح الحياة مطففون .. بدون ذِمَّـــة ْ
يتزاحـمون لكي يكـونوا في صـدارةِ أيِّ " لَـمَّــه ْ"!
لبـسُوا قِـناع الـزاهـدين.. وتحـتهُ الأطـماعُ جَـمَّــة ْ!
حصدوا حقول الزارعين .. وما لهم في الزرع هِمَّة ْ!
إن كـنتَ سـوف تـسـيرُ في تـلك الـدروبِ الُـمُدْلَهِمَّة ْ
أبـشـرْ .. فإنك سـوف تصبح في عـيونِ الناسِ..رِمَّـة ْ

كلمات : سعيد حسين القاضي