الموضوع: الزواحف البرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2009, 01:58 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الزواحف البرية

شوكاوالا

أول حيوان سنستقبله اليوم هو سحلية، تنتمي إلى فصيلة الإغوانا، وهي تنتشر في المناطق الجنوب غربية من الولايات المتحدة، وفي أرياف المكسيك أيضا. لدى هذه السحلية اسما غريبا، فإما أن يطلق عليه اسم شوكاوالا، أو شوكوالا أو باختصار شديد شوك.

إذا تأملنا بشوكوالا، سنرى أن جسمها متمدد ورقيق نسبيا، يعتبر رأسها كبير بالنسبة لسحلية بهذا الحجم، كما يمكن أن تلاحظ جلدها الفضفاض هنا على جانبيها، كما وعلى جانبي عنقها. الميزة الأخرى لشوكوالا هو أن قوائمها قصيرة إلى حد كبير نسبيا، كما أن ذيلها، لا يفوق طول الجسم إلا قليلا، علما أن ذيل السحالي عادة ما يكون أطول من جسمها بكثير، أما هذه فلا يفوقه إلا قليلا، وإذا تأملنا به سنلاحظ أنه رقيق، وكأن أحدا ما داس عليه فجعله على هذا الحال. الجانب الآخر من شوكوالا هو أنك إذا لامست جلدها، ستلاحظ أنه مختلف جدا عن جلد وحراشف السحالي الأخرى، على اعتبار أن غالبية السحالي تتمتع بحراشف مسطحة فوق جسمها، أما هذه فلديها حراشف من حبيبات دائرية، وإذا مررت إصبعك فوق جلدها ستشعر كأنك تمررها فوق ورقة زجاج قاسية وحادة. وإذا بألوانها سنلاحظ بأن فيها ما يشبه الخطوط الدائرية كالخواتم المتتالية بين مائل إلى السواد وآخر يميل إلى الصفار، على طول جسمها. هناك عدة عوامل تلعب دورها في تحديد ألوان الشوكوالا. السن هو أحدها، فعندما تكون صغيرة بعد تبرز ألوانها بوضوح تام لتمتد على طول الذيل والجسم، وعندما تتقدم بالسن تتلاشى الألوان تدريجيا. العامل المؤثر الآخر على ألوان جسمها له صلة بنشاطها، فإذا كانت هادئة أو نائمة مثلا، تهبط درجة حرارتها، لتميل إلى اللون البني الداكن. وحين تزداد نشاطا وترتفع حرارتها عندما تقوم ببعض التمارين كرفع الأثقال والعدو وغيرها أي أنها حين تعمل بنشاط، يميل لون البشرة إلى الصفار، أي أن هذا العامل يؤثر على ألوانها. وهناك عامل هام آخر يؤثر على ألوان جسمها، فعادة ما يميل الذكر إلى اللون الداكن، بينما تميل الأنثى إلى اللون الفاتح. وإذا كانت تسكن في منطقة تميل ألوان الصخور فيها إلى السواد أو الألوان الداكنة مثلا، تميل ألوانها إلى الألوان الداكنة أيضا، أما إذا كانت ألوان الصخور في المنطقة التي تسكن فيها فاتحة، فإن ألوان السحلية تكون فاتحة أيضا. أي أن هناك عوامل مختلفة تحدد ألوان هذه السحلية، التي عادة ما لا تكون كبيرة لأن طولها يتراوح بين ستة عشر وثمانية عشر إنشا، وقلما يتعدى طولها الإنشان في أقصى الأحوال حتى أنها حينها تعتبر شوكوالا عملاقة.
يعرف عن الشكوالا أنها تنشط خلال النهار، وهي تتواجد في المناطق الصحراوية الصخرية القاسية، أما في الليل فهي تمضي الوقت في الجحور وتحت الأرض وبين تشققات الصخور، وهي تمضي الليل هناك للنوم، وعند بزوغ الفجر صباحا، تستيقظ باكرا وتخرج من الجحور وتشققات الصخور، لتجلس فوق صخرة معرضة للشمس، وذلك طلبا للدفء، لهذا تمضي هناك حوالي ساعتين، حتى تسخن وتسخن بما يكفي، وبعد ذلك، تخرج بحثا عن الطعام والغذاء، فتأكل ما يتيسر لها من الفاكهة والخضار والنباتات، وهي تأكل منها على وجه الخصوص أوراق الشجر والأزهار. وهي تتواجد بين أعشاب محلية تعرف باسم كرياسوت، تعتبر المصدر الرئيسي لغذائها لهذا فهي هامة بالنسبة لها.
تمضي سحلية الشكوالا الكثير من الوقت، مستلقية على الصخور تستحم بأشعة الشمس، وهذا هو السواد الأعظم من حياتها، وهي تقوم بذلك صباح كل يوم وفي وقت متأخر من بعد الظهر، وذلك للحصول على قد عال من الدفء.
ماذا تفعل الشوكوالا برأيك للتخلص من أعدائها؟ هل تعتقد أنها تلجأ إلى الاختباء؟ كلا، فهي تمضي وقتا طويلا جالسة على الصخور، ولا أظنها تختبئ هناك إذ يمكن رؤيتها عبر مسافة بعيدة، أي أن هذه ليست طريقة في التخلص من أعدائها. هل تظنها ستقاتل إذا؟ يمكن أن نؤكد بأن هذه ثاني أكبر سحلية في المنطقة التي تنتشر فيها، والسحلية الوحيدة التي تفوقها حجما هناك تعرف بوحش هيلا، وهو عادة لا يتردد في مقاتلة أعداءه، علما أنه يتسلح بالسم، ما يجعله ثاني سحلية في العالم تتسلح بالسم. ولكن هذه السحالي تختلف عن الأفاعي، إذ ليس لها أنياب، ولكنها تتسلح بكثير من السم. وهي تستخدمه بعض الحيوان وجرحه ليتدفق السم بعدها من الفم، قد يبدو كاللعاب ولكنه سم بالطبع، تدخله في الجراح. لا شك أنها ليست أفضل طريقة لسم الحيوان ولكنها عضة مؤلمة، يمكن أن تكون خطيرة جدا. هذه هي الطريقة التي يدافع بها وحش هيلا عن نفسه، ولكن المسكين شوكوالا لا يتسلح بالسم الذي يمكنه من القتال. يمكن أن تلاحظ بأنه سحلية صغيرة على خلاف تلك السحالي التي تتمتع بفكين هائلين ومخالب حادة وذيل طويل يستعمله كالسوط، تلك سحال مقاتلة، وهذه السحلية ليست منها.
بما أنها لا تقاتل ولا تختبئ، فهل تعتقد أنها تفر هاربة من أعدائها؟ كلا فلديها قوائم صغيرة جدا، وهي لا تساعدها على الفرار. غالبية الحيوانات السريعة في العدو، تتمتع بقوائم طويلة كالغزلان الفهود، إنها سريعة جدا بلا شك، أما هذه السحلية فلا تصلح للعدو وإذا حاولت ذلك ستخسر بلا شك. ولكن ما يستطيع القيام به فعلا هو التسلل بين الصخور بسرعة كبيرة، أما سبب هذه البراعة فهو أن في نهاية أصابعه الخطوط التي تقوم بدور الحذاء الرياضي بالنسبة لنا، حين تساعد المرء في كرة السلة على التأقلم مع الأرض، أو خطوط عجلات السيارة التي تتمسك بالشارع، أي أن هذه الخطوط في أصابعه تساعده على التمسك بالصخور بحيث تمكنه من العدو بين الصخور بسرعة. أما إذا تحدثنا عن العدو لمسافات بعيدة، فلا يمكنه أن ينجو بنفسه.
ولكن كيف يمكنه التخلص من أعدائه إذا؟ ماذا يمكنه أن يفعل؟ لنفترض أنه يجلس فوق صخرة ما في الصباح، يحاول الحصول على بعض الدفء ويجهز نفسه للخروج بعيدا بحثا عن غذائه الصباحي، وفجأة يجد أمامه مجموعة ثعالب تحيط به، فلا يجد أمامه إلا أن يقفز ويلجأ إلى جحر في الصخر يأوي إليه، وحين يجد نفسه في ذلك التشقق الصخري، يأخذ نفسا عميقا ثم ينفخ نفسه بكل ما لديه، تماما كما ينفخ المرء بالونا، هل تذكر الجلد الإضافي الذي رأيناه حول جانبي جسمه، وذلك الجلد الإضافي حول عنقه؟ ليست هناك بلا جدوى، بل هي منفوخة تماما بالهواء، وهكذا يصبح كبيرا وضخما فيعلق في التشقق الصخري. والحقيقة أن وجوده هناك على هذا النحو يمنع الثعالب من إخراجه، يمكن أن يأتي أحدهم وهو يعتقد أنه سيلتهمه أولا، فيبدأ في حفر الصخر، ولكنه يحفر في الصخر، ولا يمكن للمخالب أن تحفر بالصخر، ما يجبر الثعلب على الاستسلام، فيأتي الثعلب الآخر ويقول سأنال منها بأظافري، ولكنه لا يستطيع، لأن الشوكو عالق في التشقق الصخري. فيأتي الثعلب الثالث ويرى أنه صغير الحجم لهذا سيحاول أن يدخل فمه في الجحر حتى أنال من الشوكوالا حتى أخرجه من هناك. وهكذا يدخل الثعلب فمه في التشقق الصخري، حتى يمسك بالشوكوالا فيحاول أن يسحبه، ولكن دون جدوى، فلا يستطيع إخراجه من هناك، وهل تعرف لماذا؟ لأنه عالق بشدة هناك، وهل تتذكر تلك الحبيبات الخشنة التي هي حراشف جلده، إنها تتمسك في الصخر بأشد ما بوسعها، وهي هنا تقوم بدور العوائق المانعة والمثبتة، أي أنه يلتصق هناك وكأن في جسمه مادة الصمغ.
وهكذا تفشل الثعالب بإخراجه من هناك، فالطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي استخدام الديناميت، وحتى إذا استعملوا الديناميت لن يبقى من الشكوالا ما يمكن أكله بعدها.
وهكذا تقرر الثعالب الرحيل فيخرج الشوكوالا من جحره وينفض الغبار عن نفسه ويعود إلى حمام شمسه الصباحي المفضل، فيستلقي على الصخرة نفسها حتى يسخن تماما، لا يفكر إلا بالزهور والنباتات التي سيأكلها عندما يحصل على الدفء.
أعتقد أنكم توافقوني بأن الشوكوالا يتمتع بطريقة غريبة للتخلص من أعدائه، لا نعتاد رؤيتها في عالم السحالي.
=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن إلى ثعبان جميل، يعيش في أدغال أمريكا الجنوبية، وهي تسمى بوا شجر الزمرد، يمكن أن تعرف من اسمها أنها تسكن في أعالي الشجر، وإذا تملت به جيدا ستلاحظ لونه الجميل جدا، فهو مغطى باللون الأخضر كليا، إلى جانب بعض البقع البيضاء والزرقاء، إنها من الأفاعي الجميلة جدا. لا شك أن هذه البقع تشكل جزءا من ألوانه الوقائية. قد يقول البعض أن هذا مستحيل لأنه من السهل رؤيته عبر خمسة أميال، ولا شك في ذلك إن كان يجلس على قارعة الطريق أو ما شابه ذلك، ولكن هذه الأفعى تسكن فوق الشجر، وهي تجلس فوق غصن ما كما تجلس الآن على هذه القطعة الخشبية، وعندما تجلس هناك عادة ما تكون محاطة بأوراق الشجر الخضراء والأغصان الكثيفة في أمريكا الجنوبية، ما يسهل عليها الاختباء في تلك الأشجار، وعندما تنجب صغارها نذكر هنا أن صغار البوا تولد أحياء فهي لا تضع البيض، تولد بلون آخر، ليس أخضرا بل نوع من اللون البرتقالي الذي يميل إلى البني الفاتح، وعندما تولد تحت الأرض بالطبع تحتاج لأن تتأقلم مع لون التراب ولحى الشجر والجذور، أي مختلف الألوان التي على الأرض، لهذا فإن اللون البني الفاتح يناسبها تملاما.
وعندما تكبر تبدأ بتسلق الأشجار ويصبح لونها أخضرا كحية ناضجة، وهكذا تصبح مثل هذا الثعبان تماما. أي أن لهذه الأفعى ألوان واقية جيدة، ولكنها تختلف مع اختلاف مراحل حياتها. تجلس بوا شجر الزمرد على هذا النحو فوق الأغصان، حيث تبقى ساكنة هكذا لمدة ساعات طويلة، أما السبب في قدرتها على ذلك فهو تمتعها بذيل إمساكي، أي أنه كذيول القرود يمكن أن تمسك به وتتأرجح به بين الأشجار، فهو شبيه بقدرات يد الإنسان، فهو يستطيع أن يمسك الأشياء بذيله كما يمسك الإنسان الأشياء بيده.
لا شك أن هذا يساعده على الجلوس باستقرار تام، كما يعينه على الاختباء من أعدائه، وخصوصا الطيور منهم كالنسور والصقور التي تحلق في السماء بحثا عن أفعى يأكلونها، بينما يجلس هو ساكنا، تذكر بأن لونه ينسجم جدا مع لون أوراق الشجر، كما أن السكون يلغي الحركة التي تلفت انتباه تلك الطيور، ما يعني أنه بارع في الاختباء، وهذا يضمن له التخفي من الحيوانات التي تحب الثعابين أكلها، أي أنها لا تحاول الاختباء منه فهي لا تراه هناك.
نعرف الكثير من ثعابين البوا التي تعيش على الأرض، وهي تنمو لتصبح كبيرة جدا، وأحيانا ما تصل إلى سبعة عشر قدم، وهي تتغذى على حيوانات كالجرذ والفئران، كما يمكن أن تأكل الماعز والخرفان. هل تعتقد أن هذه الأفعى يمكن أن تأكل حيوانات كهذه؟ هل سبق ورأيت خروفا يتسلق شجرة؟ وماذا عن الماعز؟ لا أعتقد بالطبع، وماذا عن الفئران والجرذ؟ طبعا قلما نرها على الشجر، لأنها تفضل الحفر والعيش تحت الأرض.
تعيش هذه الأفعى فوق الأشجار، فعلى أي حيوانات يمكن أن تتغذى هناك؟ الطيور، على اختلافها العصافير منها الصغيرة والكبيرة، هذه هي أطعمة بوا الشجر الخضراء. هل حاولت أن تمسك بعصفور ما؟ لا شك أنك فشلت إذا حاولت ذلك. أما سبب فشلك فهو أن للطيور نظرة ثاقبة وسمح حاد، وروح ساخرة جدا، فما أن يعرف الطير بأنك تحاول الإمساك به، هل يحلق فورا؟ كلا، بل ينتظر أن تقترب منه، وتحاول الإمساك به، وحينها يحلق بعيدا، وهو يفعل ذلك ليسخر منك حين تفشل في القبض عليه. أي أنه من الصعب جدا الإمساك بالطيور، ولكن لنفترض أنك وفقت في العثور على عصفور عجوز ضعيف الرؤية وخفيف السمع، فليس له إلا عين واحدة، بالكاد يرى بها، فتمكنت من الإمساك به وأصبح في يدك، أتعرف ماذا سيحدث؟ سيحلق بعيدا. لأن ما أمسكت به هو بعض الريش، الذي بقي في يديك بينما حلق الطير بعيدا، أي أنك لم تمسك بالعصفور بل بالريش. هل هذا ما يحدث مع بوا الزمرد الشجري؟ هل ستكون هذه مشكلته؟ على الإطلاق، لأنه معتاد جدا على اصطياد العصافير فوق أغصان الشجر.
إليك ما يفعله: نعرف أنه يتمتع بأسنان حادة وكبيرة في مقدمة فمه، إنها كبيرة وحادة لدرجة أنها تشبه الأنياب، ولكنها ليست أنياب بل أسنان ليست مجوفة ولا تحتوي على السم، وهي أسنان صممت لغوص عبر الريش إلى داخل جسم الطير، وعندما يمسك بالعصفور يعني أنه أمسك بجسمه وليس بريشه فقط. أي أنه حين يرى عصفورا يقترب على غصن ما إل جانبه ينقض عليه مباشرة حتى يمسك به ويلف جسمه حوله حتى يعصره ليعجز عن التنفس فيأكله لأن جميع أفاعي البوا من العاصرات.
من المحتمل ان يتساءل البعض وكيف تمكن من ذلك دون أن يقع عن تلك الشجرة؟ لأنه يتمتع بذيل إمساكي، أي أنه من المحتمل أن يكون قد أمسك بالطير وهو مقلوب رأسا على عقب، والعصفور ما زال في فمه حتى يحكم القبض عليه وذيله ممسك بالشجرة، ليقوم بعد ذلك مباشرة بابتلاع الطير كاملا، أي أنه متأقلم جدا مع ظروف اصطياد وقتل وابتلاع هذه الطيور.
هل تعتقد أن الثعابين التي تعيش على الأرض تستطيع القيام بذلك أيضا؟ لنقل أولا أنها تواجه المشاكل في الصعود إلى أعالي الشجر في بادئ الأمر لأنها كبيرة وسمينة، فما أن تتمكن من التسلق للوصول إلى الأغصان الرفيعة حتى تتحطم بها وتسقط على الأرض أشلاء .
أي أنه لا يستطيع تسلق الأشجار، ولكن ماذا إذا تمكنت إحدى الأفاعي من تسلق شجرة إلى أعلى قمتها؟ سيبذل جهدا كبيرا في المحافظة على التوازن، وما أن يسعى ليمسك بالطير ماذا سيحدث؟ سيسقط عن الغصن، لأنه لا يتمتع بذيل إمساكي. وماذا إن وفق في القبض على طير في فمه؟ سيحلق الطير بعيدا، لأنه لا يتمتع بالأسنان المميزة التي تعبر الريش حتى تصل إلى جسم الطير. أي أن البوا الكبيرة معتادة على العيش تحت الأرض، لتأكل حيوانات مثل الفئران والجرذ والغراف والماعز وما شابه ذلك. أما بوا الشجر فهي معتادة على العيش فوق الأغصان العالية، حيث تمسك الطيور وتأكلها. وهكذا فإن فصيلة البوا متنوعة جدا، فيها من الأفاعي المتخصصة في العيش ضمن ظروفها.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على واحدة من أصغر وأكثر ثعابين فصيلة بيت فايبر فتكا. وهي تسمى بذات الحراشف المنشارية، وهي تنتشر في الصحاري الممتدة من المغرب إلى حدود غانا الأفريقية، كما تنتشر أيضا في المناطق الصحراوية من الهند وسيلان، كما وفي بعض المناطق الصحراوية من جنوب آسيا. لا شك أنها ليست من الثعابين الكبيرة، فعادة ما يتراوح طولها بين ستة عشر واثنين وعشرين انشا، أي أنه أصغر حية في فصيلة فايبر، ولكنها فايبر حقيقية، يمكن أن نرى ذلك من شكل رأسها القوسي، كما أنها تنجب صغارها أحياء، ولديها أنياب تنطوي في سقف فمها، كما تتسلح بسم قوي فتاك. ويقال أنه سام جدا بالنسبة للبشر. وهكذا نرى بأن منشارية الحراشف تعيش في المناطق الصحراوية الجافة، ولكنها تتأقلم جدا، يمكن أن تعيش في المناطق الصحراوية الصخرية، أو في المناطق الصحراوية الرملية، يمكن العثور عليها في الغابات الجافة، أو في الجبال الجرداء، على ارتفاع يصل إلى ستة آلاف قدم. أي أنها تتأقلم جدا مع الظروف.
كما تستطيع هذه الأفعى التأقلم مع أساليب حياة متنوعة، فإذا كانت تعيش في منطقة ترتفع الحرارة فيها جدا، يصبح نشاطها ليليا أي أنها تخرج في الليل. أما إذا كانت تعيش ضمن مناخ بارد، يصبح نشاطها نهاريا فتخرج خلال النهار، أي أنها تنسجم مع الظرف.
تعشق هذه الأفعى المناخ الدافئ جدا، وهي تستريح لدرجات الحرارة التي تتراوح بين ثمانين وتسعين درجة، وحتى المناخ التي تعتبره غالبية الثعابين حار بالنسبة لها.
في فصل الشتاء تمضي هذه الثعابين غالبية وقتها بين الأعشاب، أما السبب في ذلك فهو أنها تكره التعرض للبلل، أي أنها لا تحب الخوض في برك المياه، أي أنها قادرة جدا على التأقلم. تعيش هذه الثعابين على أكل الفئران والعصافير الصغيرة، كما أنها تأكل الحشرات أيضا، أي أنها تهاود في وجباتها الغذائية أيضا.
ما هي طريقة ذات الحراشف المنشارية في التخلص من أعدائها؟ أول ما تفعله هو الاختباء، فهي تمضي غالبية وقتها مختبئة تحت الرمال، وعادة ما يكثر تواجدها في المناطق التي تحدثنا عنها، ولكن بما أنها تمضي الكثير من الوقت تحت الرمال لا يكتشف الكثير من أعدائها أنها هناك. ولكن إذا ما شاهدها أحد أو ما تفعله هو محاولة الفرار، أما إن لم تفلح في ذلك فهي تلجأ مباشرة إلى مواقعها القتالية والدفاعية. ماذا تفعل في تلك المواقع؟ عادة ما تحاول إخافة عدوها، ثم تقاتله، بلا تردد، وهي تبدأ ذلك باتخاذ شكل رقم ثمانية، عندما تفعل ذلك تنشر حراشفها جيئة وذهابا، ومن هنا جاء اسم الحراشف المنشارية، لأنها تنشر الحراشف جيئة وذهاب، ما يثير صوتا عاليا أشبه بشي اللحوم، أو قلي اللحوم بالمقلاة، وهو أداء عادة ما يخيف أعداءها، كما تلجأ للاستقامة التامة لتوحي بأن حجمها كبير جدا، ثم تهاجم بعنف كل ما هو متحرك، قد تبدو أفعى صغيرة ولكنها تتمتع بمسافة قتالية طويلة.
إذا لسعت شخصا ما، يمكن اعتبارها لسعة خطيرة، لأن لسعات أفاعي الحراشف المنشارية عادة ما تكون فتاكة، وفي المناطق التي تكثر فيها يتعرض الكثير من البشر للسعاتها، و الكثير من الوفيات. لأن ما يحدث عندما يتعرض المرء للسعاتها هو أنه ينزف حتى الموت. وحالة النزيف هذه عادة ما تكون داخلية وخارجية في الوقت نفسه، أي أن النزيف يشمل جميع أنحاء الجسم، ولا يوجد سبيل لوقف حالة النزيف. الغريب في الأمر هو أن هذا لا يحدث على الفور، فعادة ما يتعرض الشخص للنزيف بعد ما يتراوح بين الإثني عشر والستة عشر يوما من تعرضه للسعاتها. ولم يعرف الناس لفترة طويلة بأن هذه الأفعى قاتلة، حتى أن الناس في البداية لم تكن تتوقع بأنها من الثعابين السامة على الإطلاق. أمات السبب في ذلك فهو أن المصاب لا يتعرض لمكروه في بداية الأمر، ولكنه بعد أسبوعين من الحادثة، يتعرض لحالة نزيف شاملة، ليموت بعدها دون أن يتذكر أحد أنه تعرض للسعات الثعبان قبيل أسبوعين من موته. أي أن أحدا في بادئ الأمر لم ينبه إلى خطورة الأفعى، أما في الواقع فإن هذه واحدة أكثر الثعابين خطورة.
يمكن أن نعتبر أن هذه حية صغيرة جدا، ولكن لسعتها كبيرة جدا.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس