عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2008, 03:30 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الشباب والاهداف التنموية للالفية فى الوطن العربى




شباب حصل على فرص تعليم جيد وأمتلك مهارات متعددة يتقن أكثر من لغة، هذه الفئة بالطبع تنتمى اقتصادياً إلى الأثرياء القادرين على شراء خدمات تعليمية أرقى من المتاح، وفرص تطوير معرفى أضل ـ وبالتالى فإن أسواق العمل أمامهم متاحة وواسعة، تلك الفئة تجيد استخدام تكنولوجيا الاتصال بمهارة وتستفيد منها فى إنجاز أعمالها .

ولا تصطدم تلك الفئة كثيراً بالقيم المنبثة عبر القنوات الفضائية وإن كانت تنعكس على مظهرهم وسلوكهم وموسيقاهم وسياراتهم وطبيعة علاقاتهم بالجنس الآخر وحتى بمجموعاتهم وأسرهم .

فهم شباب تمتع بقدر كبير من حرية الاختيار ـ مقارنة بنظرائهم ـ تحكمهم علاقات أسرية أكثر مرونة وأقل عبئاً .

بصورة عامة لا ينشغل شباب تلك الفئة بالقضايا السياسية المحلية ولا بتبعات السياسات المتبعة طالما لم تمسه، إلا أن الأحداث الإقليمية الأخيرة قد كشفت عن حس عروبى لم يكن متوقعاً من هذه الفئة حيث شاركوا وقادوا عشرات المظاهرات فى كافة الدول العربية من الجامعات احتجاجاً على الممارسات الأمريكية فى العراق، وعلى العدوان المستمر فى فلسطين . تمتلك هذه الفئة قدرات واسعة على التشبيك على مستوى دولى، فنجد بعض منهم أعضاء فى شبكات دولية غير حكومية .

أمدت العولمة تلك الفئة بأدوات رفاهية جديدة ـ وإمكانات أعلى للمعرفة والمتعة وفرص تعلم ,وخبرات أوسع وقدرات اتصالية هائلة، الأمر الذى أمد هذه الفئة بعلاقات إتصالية أعمق بالعالم، فى حين ضعفت الصلة بعلاقته بوطنه " إزدواج الجنسية "،



حيث لم تعد هناك فاعليات محلية قادرة على جذبه وانتزاع اهتمامه كتلك الإحداث الوافدة عبر التكنولوجيا ـ وهى الحالة التى يمكن أن نطلق عليها العزل الاختيارى.

الفئة الثانية :







هم هؤلاء الشباب الذين يتعاطون الإمكانيات الوطنبة المتاحة التى غالباً ما تكون محددة العطاء ـ باستثناء دول الخليج ـ والتى تتيح له الحصول على شهادات دراسية متنوعة، إلا أنها لا تمدهم بالمهارات والمعارف التى تفتح لهم سوق العمل وهو ما يفسر أن 53% من طالبى العمل فى الوطن العربى شباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 ـ 25 سنة .

تضم تلك الفئة شباب الحضر والريف (القادر على تعليم أبنائهم) والذين يدركون من تكنولوجيا العولمة القنوات الفضائية أكثر من الانترنت لسهولة الوصول للأولى ـ فى حين يكون الثانى غالباً أداة للمتعة واللعب والتمرد على المحظورات أكثر من كونه وسيلة كسب معرفية وإتصالية متاحة.

تتلقى هذه الفئة قيم العولمة عبر القنوات الفضائية وعبر تقليد الفئة الأولى سلوكياً ـ وساهم ذلك فى تغيير ثقافة هذه الفئة التى استطاعت تخطى المحظورات الدينية عبر الزواج العرفى ـ وعبر دعم الأصدقاء ـ كما ازداد إدراك تلك الفئة لمشكلات سوق العمل، فلم تعد ترى غضاضة فى العمل إلى جانب الدراسة أو فى الإجازات، خاصة الدول العربية ذات الكثافة السكانية، وتعاظم طموح هؤلاء الشباب بالثراء والرغبة فى التمتع بالسلع الإستهلاكية المنتشرة .

وبقى هذا الشباب على خط وسطى فى علاقته بالأسرة يظهر وجهاً أقل تمردا من زملائهم فى المجموعة الأولى ويبدى بعض الولاء الأسرى ـ ويحتفظ بآخر سرى يمارس به كل ما يستطيع تجاوزه ـ وليس بمستغرب أن هذه الفئة ينتشر بها إرتداء الحجاب الحديث ـ الذى يغطى الشعر أو جزء منه ـ مع احتفاظ الفتيات بالخطوط الحديثة الضيقة بصورة ملفته ـ فهم فى سعى دائم للوصول إلى حالة توازن بين الثقافة القادمة والثقافة المحلية التى تغلفها بعض القيود .

برغم ذلك، فهؤلاء الشباب هم الأكثر التصاقاً بهموم الوطن ـ وهم العمود الفقرى لمظاهرات الجامعات الوطنية المعبرة عن رفض بعض السياسات الوطنية (كما حدث فى مصر ولبنان والاردن) فضلاً عن نشاطهم الفاعل فى القضايا العربية المطروحة .




هذه الفئة هى الأكبر حجماً فى الوطن العربى، وهى القوة الشرائية لمنتجات العولمة وهى التى تغذى الطموحات الاستهلاكية .

وإذا كان هناك ثمة صراع ثقافى داخلى يتشكل داخل الفئة الأولى، فإن الصراع الداخلى لدى هذه الفئة أعلى صوتاً، خاصة صراع البحث عن الهوية .
شباب هذه الفئة هم أبناء الطبقة الوسطى بكل سماتها الحافظة للثقافة المحلية والناقلة لها . ويصف د. نادر فرجانى تلك الفئة قائلا :( انها فئة اجتماعية ملتبسة تقوم بدور وسطى بين القمة وبين القاعد ة,فئة يسكنها التوتر
ا لاجتماعى وتعانى من الضمور النسبى نتيجة الافقار الذى صاحب الاقتصادات العربية, ويضيف بان الفئة الوسطى تميل للعمل فى قضايا النهضة فى مراحل المد القومى ,
هذه الفئة من الشباب هم فى الغالب القوة الشبابية الفاعلة فى منظمات المجتمع المدنى العربى خاصة الجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان ـ وهم القوة المرصودة من قبل الإجهزة الحكومية الشبابية لاستقطابها )5*


الفئة الثالثة :


وهم الشباب الذين لم يتعلموا أو لم يتخرجوا أو أولئك الحاصلين على مؤهلات متوسطة والخارجين من عمق الفقر والإهمال ـ خاصة القادمين من القرى الفقيرة والمناطق الحضرية الفقيرة ومناطق العشوائيات، هؤلاء إما محرومين حرماناً تاماً من تكنولوجيا العولمة أو مستهلكين للمواد الإعلامية المنبثة عبر الإعلام المرئى والمسموع ـ وهم فئة واسعة يختلف حجمها من بلد لآخر, إلا أن أخطر مشكلاتها , هو هذا التعرض الكثيف لقيم جديدة تقدمبواسطة أنداد لهم من شرائح أخرى، الأمر الذى يدفع شباب تلك الفئة إلى التقليد بدون الاستناد إلى بناء فكرى نقدى يقلص من التقليد ، فتكنولوجيا العولمة تكرس الشعور بالدونية والحرمان لدى تلك الفئة من الشباب، وتدفع بهم إلى اليأس أو العنف ـ هذه الفئة تشكل) القوة الأساسية) للجريمة ـ وللمخدرات ـ وللعنف المنظم فى كل أشكاله .

تلك الفئة من الشباب التى تختنق بين تطلعات مستحيلة, وقدرات عاجزة, تدفع ضريبة التداعيات الاقتصادية للعولمة، فلا تتعاطى مع تداعيات العولمة الثقافية إلا بمنطق " الفرصة المسروقة " وهم أكثر العناصر تداولاً للافلام المخلة والتقليد الأجوف، وهم غالباً أبطال حوادث الاغتصاب بكافة أنواعه .


اشار بحث علمى اجرته د.زينب عبده استاذة الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان بمصر 2004 حول مشكلات الشباب فى المجتمعات العشوائية


,الى ان 1% من عينة البحث وقعت فى الادمان و 17% قيد ضدهم جرائم سرقة , و 22% صدرت فى حقهم احكام اخرى , بينما اتضج ان 56% منهم اميين . إن التداعيات الثقافية للعولمة لم توفر لهؤلاء إلا مناخاً مستفزاً ـ ولم تتصل بهم سوى من جانبها اللاأخلاقى، ولم تعترف بهم كفئة قائمة بالأساس .

إن الشباب فى العولمة لا يتم بصورة واحدة لدى الفئات المختلفة للشباب الأمر الذى يعزز ويعمق نوعين من الإزدواجية .

إزدواجية داخل المجتمعات العربية ذاتها : تفسرها مشاهد متعددة مثل :
ـ القتل تحت مسمى جرائم الشرف / المطالبة الإعلامية والقانونية بالاعتراف بأبوة طفل بدون زواج .
ـ التسلط والارهاب الحكومى / المطالبة بالاعتراف بشرعية الحكومات .
ـ الفساد الإدارى / الدعوة للانتماء للوطن .
ـ سحق كرامة المواطنين / المطالبة بدعم الحكومات .

إزدواجية داخل الشباب ذاته : تعكسها مظاهر منها :

ـ الإندفاع فى علاقات خارج الزواج / التنديد والاذلال للفتيات خارج الزواج .
ـ التدين / السرقة المقنعة / الفساد .
ـ الفقر / المغالاة فى المظهر .


كلا النوعين من الإزدواجية يتقدم ويتراجع بناءاً على قوة الكيان المجتمعى أو قوة كيان الفرد .

وبصفة عامة، فإن الوعى فى عملية الاتصال الثقافى يحتم توفر النضج النفسى والاجتماعى والمعرفى والاطلاع بما يحدث فى العالم، وهو الأمر الذى يتطلب بحثاً للآليات التى تحقق هذا الوعى .

إن الشاب العربى اليوم مضطر إلى الإنخراط فى العولمة، لكن مشكلة الإنخراط هى التى تحدد لنتائج ومدى القدرة على التكيف والمشاركة فى أوجه النشاط داخل الوسط الاجتماعى المحلى .

إن الشاب العربى الآن تحكمه حالتان :

الأولى : التفاعل مع التكنولوجيا القادمة والتدفق الإعلامى والمعلوماتى القادم إليه عبر الانترنت والاقمار الصناعية والقنوات الفضائية والأدوات التكنولوجية اليومية .



الثانية : الإنعزال عن التكولوجيا والحفاظ على الهوية العربية للشاب العربى بخصويته الثقافية .

-والحقيقة أن الشباب العربى يعيش كلا الحالتين، إنطلاقاً من أن هذا الشاب مجموع متنوع ,وليس كيان كتلى يسهل توصيفه, ورسم ملامحه، فالشباب العربى ينتمى :
إقتصادياً إلى فئة قادرةاقتصادية وهم القلة القليلة، وفئة متوسطة تتقلص إلى الثلث والقطاع الأكبر وهم الفقراء .
وسكانيا إلى الريف الذى يمثل45.4% من سكان الوطن العربى,والحضر العربى الذى يشكل 56.6 %بتنوع إمكانات كل منهما واختلاف القيم المؤسسة لكل منهم .

-وتشير البيانات إلى أن التعامل مع أدوات العولمة والتى غالباً لا تتوفر إلا للقادرين وبعض المنتمين للطبقة الوسطى يبلغ 18 حاسوباً لكل 1000 شخص فى المنطقة العربية مقارنة ببمتوسط عالمى 78,3 لكل ألف شخص، بينما يشير تقرير التنمية البشرية 2002 إلى أن عدد مستخدمى الانترنت فى الدول العربية وصل إلى 4,2 مليون مواطن يشكلون 1,6 من سكان الوطن العربى، ورغم وجود تفاوت , من حيث عدد مستخدمى الشبكة-، وتميل بقوة للزيادة فى منطقة الخليج- فإن الوطن العربى فى مجمله يأتى ضمن أدنى مناطق العالم بهذا الخصوص، وثمة عوامل تفسر إنخفاض عدد مستخدمى الانترنت فى العالم العربى منها انتشار الأمية الإبجدية ( التى قدرها تقرير التنمية البشرية 2002 بــ 60 مليون أمى بالغ، وأمية استخدام الحاسب الآلى ـ بدرجات متفاوتة ـ خاصة أن استخدام الانترنت يتطلب معرفة اللغة الانجليزية باعتبار الغالبية العظمى من المواد على الشبكة بالانجليزية، فضلاً عن تواضع مستويات الدخل لدى القطاع الأكبر من المواطنين فى الوطن العربى مما يحول دون قدرتهم على إستخدام الانترنت .


-يرى نادر فرجانى ان التغيير الحقيقى فى الوطن العربى سوف ياتى من تضامن وتحالف العناصر النشطة لكل الفئات والشرائح الاجتماعية ,ففى كل شريحة اجتماعية هناك جزء اكثر قابلية للحركة ,واذا ما تحالفت العناصر النشطة من كل شريحة اجتماعية امكن تحقيق تحالف راسى
من ناحية اخرى ,يمكن ان يكون هناك تحالف واسع لكافة القوى السياسية , واحدى البدائل الهامة التى يطرحها نادر فرجانى هى فى صيغة التحالف الوطنى *التحالف الرأسى ,ويؤكد ان تشجيع التحالف بين الفئات الاجتماعية وعبر الحركات السياسية هى احدى المداخل المهمة للتغلب على حالة الركود السياسى القائم فى المنطقة*6[i]


الدين والعولمة :
تهتم المنظمات الدينية الاسلامية والمسيحية اهتماما خاصا بالتداعيات الثقافية والاجدتماعية للعولمة ولعلها تكون المؤسسات الحكومية الاكثر اهتماما وحركة نحو متابعة ورصد تداعيات العولمة فالجامعات الاسلامية والمسيحيةوالاجهزة الحكومية الدينية والمنظمات غير الحكومية ـ والدعاة علي اختلاف توجهاتهم توقفوا لمناقشة وبلورة موقف ديني مناسب .
· وفي السعودية اكد المشاركون في ندوة " العولمة واولويات التربية " التي عقدت بجامعة الملك سعود بالرياض في يوليو من العام الماضي علي ضرورة صياغة مشروع حضاري لحفظ الهوية الاسلامية مع تنمية روح الناشئة وتحفظ المشاركون علي ما أسموه عولمة الاخلاق ودعوا الي ضرورة وجود بديل اخلاقي يتم الدعوة اليه .
علي صعيد آخر وعلي نحو ىخر واقعي ,والتصاقا بالواقع يتجه عدد من الدعاة الي صياغة خطاب براجماتى، يعترف بالتداعيات الجديدة ولا يرفضها بل يشير بذكاء الي سبل التداول الديني معها منها ما اطلقة الشيخ " عبد المجيد الزنداني " من فتوي حول ما أسماه " زواج فرند " .
فرند " والذي يسمح للشباب الصغير بالجامعات ومواقع العمل بالزواج بدون تبعات ولفترة مؤقتة حتي تكتمل قدرات الطرفين العلمية والعملية وقد افتي الشيخ الزنداني بأن هذا الزواج يتوفر فيه كافة الشروط الاسلامية وهي الولي والشاهد ـ قبول الطرفين ـ المهر ( رمزي )
عزز الموافقون بأن هذا النظام هو ما يحدث في اوروبا الا انه يحدث خارج مظلة الزواج والافضل ان يطبق في الوطن العربي بطبيعة شرعية متفقة مع ديننا وثقافتنا
-فوجىء المراقبون بتلك الفتوي ذات المضمون الغربي والرداء الاسلامي والتي تعكس تأثرا واضحا بثقافات وافدة دفعت ببعض رجال الدين الي الاعتراف الصريح بالتعامل مع الالحاح الجنسي للشباب ، وهو أمر جديد في ظل ثقافة تتجه الي اعتماد قمع الرغبات والعبر وتقوية الجوانب الروحية والدينية للسيطرة علي الغرائز ,

-لقد حملت فتوي الشيخ زنداني اشارات ودلائل هامة حول تنامي تيار ديني واقعي ، ويعترف بمعطيات الواقع ولا يصادر عليها ـ وقبل عقود قليلة كانت اغلب الفتاوي بهذا الشأن تدعو الي الصبر والصيام او الي حتمية الفصل بين الجنسين لتفادي الاقتراب ..

التداعيات الاجتماعية للعولمة:

يشير تقرير التنمية الإنسانية العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2002 حول تشخيص الثغرات الأساسية في التنمية البشرية, أن الناس في المنطقة العربية كانوا اقل استمتاعاً بالحرية على الصعيد العالمي وان الاستفادة من قدرات المرأة سياسياً واقتصادياً ما زالت هي الأقل في العالم وان اكتساب المعرفة وتوظيفها في بناء القدرات البشرية محدودة لا تدعم الرفاة الإنساني ( برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2002) هذه الثغرات هي مؤشرات دقيقة لتفسير بعض عوامل التقهقر الإنساني والاجتماعي للوطن العربي ، ولكن لابد من فهمها ضمن السياق العام وربطها بشكل جدلي مع مشروع الهيمنة الأمريكية الذي سلب الوطن العربي فرصته الحقيقية في تقرير مصيره وبناء ذاته. فحتى شعار نقص الحريات وتمكين المرأة كما هو شعار الإصلاحات الديموقراطية جاء أولاً في مضمون الشروط للاندماج في مشروع العولمة فاقتصاد السوق المبني على الخصخصة يرتكز بالمقابل على تغيب مفهوم دولة الرعاية المسئولة عن الاستجابة للاحتياجات الأساسية للفقراء بما فيهم النساء.
إذا ماذا تعني الحريات في مضمون الاستغلال المبني على عدم تكافؤ الفرص على أساس الطبقة والنوع الاجتماعي أو الإصلاحات الديموقراطية في شكلها البرغماتي والتي لا ترتكز على العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بل على خدمة النظام العالمي؟
الاسرة فى ظل العولمة :
هناك عدة تغيرات على مستوى متطلبات الجيل الجديد من الأهل بشكل عام،و فىرصد لبعض هذه التغيرات ومنها مواضيع النزاع بين الجيلين الجديد والقديم
ان التغير الموجود بشكل ملموس في مجتمع كالمجتمع المغربي , يعرف حراكاً مهماً، نلاحظ انه اقل حدة أو هو غير واضح بعد ، في مجتمع كالمجتمع اليمني أو الخليجي عامة حيث لا تزال العادات والممارسات التقليدية هي السائدة.


مع ذلك نلمس لتغير، فإذا كانت مواضيع النزاع بين الجيلين تطال الخروج ومواعيد أو رفقة الجنس الآخر أو اللباس وعصريته في بلدان مثل تونس والمغرب ولبنان إلا أن ,المجتمع اليمني ثابت إذ نلاحظ أن اللثمة مثلاً أو حجاب الوجه هي موضع تساؤل من الكثيرين من الجنسين في بلد كاليمن وحتى أن البعض يجد أنها تدعو الفتنة والسلوك المنحرف وهناك شكوى في اليمن من سن الزواج المبكر وكثيراً ما تعبر بعض الفتيات عن أنها ظلمت هي وزوجها بسبب تزويجهما بعمر 15و16 عاماً بينما لا يوجد طلب فعلي للسماح بالصداقة بين الجنسين في اليمن ، إلا أن هذا تطلب يجده الجيل الجديد محققاً في بلدان مثل تونس ولبنان ومصر.والاختلاط موجود بدرجة أكبر في المغرب على ما يبدو.
على صعيد اخرفان المدن تتعرض لوتيرة سريعة من التغير أكثر من الأرياف، فالعلاقات بين الأقارب عند سكان المدن أقل حميمة وشيوعاً وتنحو نحو التراخي والفتور حتى ما بين الأخوة ويسود نمط علاقات عصري حديث طابعه الالتجاء إلى كنف الأسرة النواتية أكثر فأكثر. لكن يختلف الأمر نوعاً ما في الأوساط الشعبية.
ففي مقابلات ظهر جلياً ندرة العلاقات الواسعة والتكافلية أو المحافظة على وشائج القرابة في الأسر وفي حال وجود علاقات متماسكة نلاحظ أن وفاة الجدين عامة أو أحدهما يضعف الروابط بين الأسر حتى في الريف.
من المواضيع التي تخضع للتغير وللتفاوض بين الجنسين مسألة تقسيم العمل أو من يقوم بالمهام المنزلية فمن الملاحظ ان العمل المنزلي لا يزال بشكل عام منوطاً بالمرأة وان الشاب تمضي وقتاً أطول بكثير من المراهق في ذلك. لكن هناك تغيرات عدة فالفتاة في لبنان خاصة بدأت تعترض على هذا النوع من التمييز ولو ان الفتاة الريفية والمدينية الفقيرة أقل اعتراضاً. لكن من اللافت ان التغيير يحل عند جيل المتعلمات اللواتي اصبحن أكثر تطلباً وظهر جلياً في المسح القومي الذي تم في مصر فلقد ابرز هذا التقرير ميل الفتيات التى تطلب المساعدة والمشاركة فيما يتعلق بميزانية الأسرة (8.71 % للفتيات و3.53% للفتيان) ومشاركة الزوج في تربية الأولاد وترفض الفتاة فرصة للتميز السائد ضد المرأة ولأفضلية الذكور على الإناث في المعاملة..
كذلك نلاحظ في هذه البلدان وجود نزاعات حول الملابس فملابس الفتيات تنحو لأن تقلد الملابس الشائعة عالمياً (فلم يعد مناسباً ان نسميها غربية!) بينما يتطلب الأهل بشكل عام احتشاماً أكثر، ولو أن مفهوم الاحتشام مطاط وغير محدد وهو يتغير بتغير مكان السكن والفئة الاجتماعية,كماقد تعترض فتاة لبنانية حضرية على السماح لأخيها بالسهر حتى الثانية عشرة ليلاً بينما تمنع هي عن ذلك، في مقابل فتاة حضرية فقيرة من حي شعبي أو أخرى ريفية تطلب مجرد السماح لها بالخروج حتى نهاراً من دون مرافقة أخيها كما أن لعدم الاحتشام معن مختلفاً لفتاة مدينية يطلب منها الأهل مجرد عدم "كشف بطنها" وبين أخرى ريفية تمنع من ارتداء البنطلون الضيق دون تغطيته بتنورة.*7










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس