( 15 )
جبريل عليه السلام
جاشت مشاعر الفرح بقلب إبراهيم وزوجته بعد أن بشرهما جبريل وميكائيل بالذرية
وشف جو المكان وتلاشت مخاوف إبراهيم واحتل قلبه لون من ألوان الفرح القلق
كانت سارة عاقراً من زمن بعيد وكانت بشارة الملائكة تهز روحها وترجف جسدها
إنها زوج عقيم وزوجها شيخ كبير
كيف يمكن أن تلد ؟
وكيف يمكن أن تشهد بعد إسحق يعقوب ؟
كيف ؟
ووسط هذا الجو الندي المختلط بمشاعر الفرح والدهشة تساءل إبراهيم :
"أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون "
قالت الملائكة :
" بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين "
قال إبراهيم :
" ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "
كان وقع البشارة على سارة أقوى من وقعها على إبراهيم
لقد ضحكت في البداية وهي الآن تبكي من الفرح
تنازعتها مشاعر الدهشة والعجب
كان رد الملائكة عليها :
" أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد "
لم تكن سارة قد أنجبت من إبراهيم خلال عشرتها الطويلة وهي التي زوجته من جاريتها هاجر وأنجبت له هاجر إسماعيل
أما سارة فكان حنينها للولد عظيماً ولم ينجح مرور الأيام أن يطفئ هذا الحنين للأمومة حتى دخلت شيخوختها فاحتضر حلمها ومات
قالت لنفسها : هذه مشيئة الله واستسلمت للموقف وإذا بها في مغيب عمرها تتلقى البشارة
لقد صبرت طويلاً ثم أدركت أن اليأس إحدى الراحتين وهاهو الحنان الإلهي يمسح كل معاناتها في لحظة
التفت إبراهيم إلى جبريل وقال له ولمن معه من الملائكة :
بعد هذه البشارة لماذا أرسلتم إلى الأرض ؟
قالوا :
أرسلنا إلى قوم لوط