عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2010, 03:25 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صفحات مشرقات .. من حياة الصحابيات ~







قبيل مصرع عبد الله بن الزبير بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف بصرها -
فقال:

السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته

فقالت: وعليك السلام يا عبدًا لله...

ما الذي أقدمك في هذه الساعة
والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا ؟!

قال: جئت لأستشيرك.

قالت: تستشيرني... في ماذا؟!

قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج
أو رغبة بما عنده
حتى أولادي وأهلي انفضوا عني
ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي
وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين...

وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا
إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان
فما ترين؟

فعلا صوتها وقالت:

الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك...
فإن كنت تعتقد أنك على حق
و تدعوا إلى حق
فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك...
وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت...
أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.

قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.

قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا
فيلعب برأسك غلمان بني أمية.

قال: لست أخشى القتل
وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.

قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء
فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ

فأشرقت أسارير وجهه وقال:
بوركتِ من أم
وبوركت مناقبك الجليلة
فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت
والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت
وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها
وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه...
وهاأنذا ماض إلى ما تحبين
فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله

قالت:
إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.

قال:
كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط
ولا عمل بفاحشة قط
ولم يجر في حكم الله
ولم يغدر في أمان
ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد
ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل...

لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي
وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.

فقالت:

الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب...
اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك.

فلله درها من أم قوية أخرجت ذلك البطل







|| تابعونا ~






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس