[زهرة الجنوب]

عذرا ابنتى

لدى ابنة تبلغ من العمر سبع سنوات ونصف .....لديها حس مرهف وفكر عميق منذ عام ماضى كنت قد اتيت باسطوانه تحمل اسم رايه بيضاء
يغنى فيها الأطفال ويتكلمون عن معاناة فلسطين ..وأتذكر حال ابتنى وهى تسمع وتشاهد معى هذه الاسطوانة .. وجدت أعينها مغرورقة بالدموع وفى حالة صمت اوقفت المشاهدة وسألتها ما بها ؟ فانفجرت باكية قائلة لماذا تسمعينى هذا يا امى انا مش مستحمله هما مالهم زعلانين ؟
احتضنتها وقلت لها هما زعلانين علشان ناس وحشين أخذوا منهم بيوتهم وطردوهم منها ....قالت لى بسذاجة الأطفال وليه ما يبلغوش البوليس علشان يحبسهم ....ووجدتنى فتحت على نفسى بابا لن يسد الا باجابات مقنعة قلت لها دى بلد كامله زى بلدنا والغزاة يحملون اسلحة قويه صعب التخلص منهم بالبوليس ...قالت لى طب ما احنا نساعدهم ونجيبهم يسكنوا عندنا ؟ قلت لها دا مش الحل انتى ترضى حد يقول لك اطلعى من بيتك وبلدك اللى بتحبيها وسيبها للى سرقوها .....انتى ترضى ان حد ياخد لعبتك بالعافيه وتسيبيها له ببساطه وتقولى ماما تجيب لى غيرها ؟
أجابت بالنفى... وخفت ان تخوض فى الاسئلة اكثر من ذلك فغيرت الموضوع ....بعد فتره وجتها تتغنى باغنية رايه بيضاء التى تقول
وأنا بين خواتى سمعت صوت القنابل ....سألت ماما قالتلى جيش غدار وآثم

المهم كلمات الاغنيه تقول ان احنا رافعين الرايه البيضا لكن هما اللى مالهمش عهد ولا ميثاق ......
مرت الأيام وجاء موضوع القصف الغاشم على غزة جاءت الى هذه المره مصره على النقاش
قالت لى ماما ليه احنا سايبين الناس الوحشه دى تعمل كده
قلت لها لا نملك لهم الا ان ندعوا لهم ونساعدهم بالمال أو العلاج او الطعام ان استطعنا ارساله لهم
قالت لى واحنا ليه مانقدرش مش احنا اقوياء وهزمنا الانجليز طلعناهم بره مصر لما الشيخ اللى فى مسلسل درب الطيب عمل معاهم حاجات وهرب فى الجبل وما قدروش عليه
قلت لها دا كان زمان تصرفات فرديه بعيد عن الحكومه دلوقتى الحكومه هى اللى تقول نعمل كذا وما نعملش كذا وبعدين هما معاهم سلاح متطور وامريكا بتساعدهم ....قالت لى ايوه اصلا هما بيخافوا مننا أنا شفتهم بيضربوا من بعيد لكن لو قربوا مننا من غير سلاح حانوريهم
قلت لنفسى وبعدين فى هذه البنت أفهمها ازاى وافهمها ايه اذا كنا احنا تايهين ولا نملك شىء فاسكتها كالعادة ودخلتها فى موضوع آخر
بعد فتره جائتنى من مدرستها وهى تغنى
صلاح الدين الايوبى مراته سرقت مركوبى
أوقفتها توقفى حبيبتى ماذا تقولين ...قالت اغنيه بيغنوها البنات فى المدرسه
قلت لها هل تعرفين ان صلاح الدين هو اللى طلع الناس الوحشين من القدس ينفع نقول عليه كدا
بعد ان سألت شوية اسئلة قالت لى ..ماما أنا ألفت اغنيه أقولها لك
قلت لها قولى
قالت صلاح الدين الايوبى أشجع واحد فى العالم
خلى فلسطين تبقى حره قبل ما يموت هو
ولولا بوش المفترى كنا هزمناهم

مش عارفه أقول ايه لكن هذا ما حدث لى مع الطفله ذات السبع سنوات
كيف نعتزر لاجيالنا ......وبأى لسان نكلمهم ....أترك لكم التعليق