عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2013, 05:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

Icon26 شبــــــــاب القلـــــــــــوب ...


شبــــــــاب القلـــــــــــوب ...








يحدث في بعض الأحيان، أن تتحدث إلى شباب في مقتبل أعمارهم فتجد لديهم نفوساً خانعة مستسلمة وقلوباً ضامرة تخلو من الحماسة وقوة العزيمة، تفيض عباراتهم باليأس والإحباط، فتكاد تشك أنك أمام شباب لم يتجاوزوا العقد الثالث من أعمارهم. وفي المقابل، تتحدث إلى شيوخ أوشكوا على بلوغ نهاية رحلتهم في هذه الحياة، فإذا بك أمام قلوب نابضة بالتفاعل مع الحياة تشتعل فيها قوة العزيمة والإصرار على العمل والإنتاج.







من العبارات الشائعة الذيوع على ألسنة الناس عند حديثهم عن بعض الشيوخ وعدم ظهور أثر التقدم في السن على حياتهم قول: «الشباب شباب القلب» بمعنى أن العبرة بمدى إقبال الإنسان على الحياة وليست بعدد السنين التي يحملها على كاهله. وحين كنت أصغر سناً، كان يعتريني شيء من التكذيب المغلف بالتهكم على مضمون هذه العبارة، التي تقرر أنه طالما كانت القلوب شابة فإن أصحابها مازالوا في حكم الشباب ، فقد كنت أرى ذلك القول مجرد تبرير سمج لممارسات لا تليق بالمسنين ، ليس إلا، لكني فيما بعد اكتشفت مدى سذاجتي وأني ما كنت أفقه جيداً أغوار معنى تلك العبارة وما تحمله في باطنها من دلالات صادقة.








شباب القلب لا يعني صحته الفسيولوجية ومدى قوة عضلاته وقدرتها على ضخ الدم عبر العروق، كما أنه لا يعني أيضاً الميل إلى العبث الصبياني والطيش في التصرفات، شباب القلب المراد هنا شباب القدرة على التفاعل مع الحياة بإيجابية وحماسة، فالشباب يرتبط بمدى التفاؤل الذي يملأ قلب الإنسان، ومدى ما فيه من إقبال على العيش بأمل فسيح ممتد، يتذوق الحياة ويرى ما فيها من جمال، فالقلب الذي يصاب باليأس، ويعتري صاحبه العزوف عن التخيل والتمني، فتسيطر عليه المشاعر السلبية تجاه الحياة ويكتنف جوانب نفسه البرود العاطفي حتى ما يعود قادراً على تذوق جمال شيء في هذه الدنيا، هو قلب (شيخ) حتى وإن كان سن صاحبه لم يتعد العشرين، فالقلب الشيخ من صفاته أن ينزوي على ذاته، وأن يجمده البرود الانفعالي فلا يتفاعل مع ما حوله من مسرات الحياة، فيبيت لا يشجيه نغم، قلب كهذا هو بلا تردد قلب شيخ مهما أكدت شهادة الميلاد غير ذلك.







متى رأيت القلب تتدفق قوة العزيمة مع نبضاته، وتجري الرغبة في العمل والحماس له عبر عروقه، لا يعرف التردد ولا تعوزه الجرأة والشجاعة، فثق أنك أمام قلب شاب مهما بلغ عدد السنين التي عاشها، والعكس صحيح، بحسب هذا المنطق لا أدري كم هي نسبة القلوب الشابة في مجتمعنا، فعسى ألا تكون الغالبية قلوب شيخة.

فلتظل قلوبنا شابة بحب الله ... وبحب الخير لكل الناس ... وبحب الحياة ... وبحب العمل ...

لكـم منـي أرق تحيـــة ...




توتى العمدة











آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس