مواقف
بقلم: أنيس منصور
العرب شعوب تجاوزت عمرها الافتراضي. فلم تعد تصلح لهذه الأيام. فلا قدرة لها علي حل مشكلاتها الداخلية أو الخارجية. ومشكلاتها الداخلية والخارجية تركزت في قضية فلسطين. والعرب رغم ما يملكون من قدرة مالية وهيئة سياسية ومجد تاريخي أصابهم الشلل. والفلسطينيون غير قادرين علي أن يكونوا فلسطينيين. بعضهم لا يهمه بقاء فلسطين ولا وحدة فلسطين وبعضهم خونة زغردوا ووزعوا الحلوي عندما ضربت إسرائيل غزة.. إنهم الذين زغردوا ورقصوا يوم اغتيل السادات الذي تحدث في الكنيست فقال إنه لم يأت بحل منفرد ولا جاء من موقع ضعف. إنه لم يأت راجيا متوسلا. وإنما هو صاحب حق. وحقه أن تقام دولة فلسطين علي أرضها وفي حدودها. واتهموه بالخيانة. وكذلك اتهموا حسني مبارك وسارت المظاهرات ضده وسارت بين المتظاهرين حمير مكتوب عليها: مصر..
ويقولون إن ما تقدمه مصر من حلول للأزمة بين الفلسطينيين ليس إلا صورة طبق الأصل لما تطلبه إسرائيل. يعني أننا لسان حال إسرائيل وأمريكا. يعني خونة! أما الذين ليسوا خونة فقد استقروا في سوريا التي تبوس القدم وتبدي الندم وتطلب من تركيا أو من غيرها أن تتوسط لدي القيادة الأمريكية الجديدة لعله ولعله.. ويظهر رئيس حماس في قطر وفي إيران مع الرئيس الإيراني علي مدي خطوات من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية. وهل بعد ذلك يجرؤ أي إنسان أن يقول إن فلسطين المنشقة تريد حلا.. إنها لا تريد.. ثم إنه لا حل حتي لو أجمعت علي إرادة واحدة؟!