عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2008, 10:24 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

رجل لكل الفصول
44444444444444444444
ظهر خيال الحصان والراكبة وسط شمس بعد الظهيرة , وقفز الحصان عندا مرت في طريقه سحلية , ولكنه استجاب لكلمات راكبته الهادئة . واندفع الكلب كاجون من النهر عائدا إلي سيدته.
نادت ستاسي الكلب مسرعة بالحصان وعلي شفتيها ابتسامة , وفي رأيها أنه لم يكن هناك ما هو أجمل من هذه الأرض القفر, وأسعدها أنها تعدت أخيرا حدود الدائرة هـ وكانت المناظر عجيبة بجمالها البدائي . فأوقفت الحصان بجوار بعض الأشجار ونزلت لتتأمل المنظر أمامها.
خلعت قبعتها ونفضت الغبار عن بلوزتها البيضاء . وكانت تستكشف المكان منذ الصباح , ولكنها كانت مبتهجة بروعة المنطقة بالرغم من عضلاتها المرهقة . نظرت إلي ساعتها فعرفت أن عليها العودة للكوخ مباشرة حتى تصل قبل الغروب . فربما ضلت الطريق أذا حل الظلام.
وتذكرت رسالة كارتر التي تسلمتها بالأمس . كانت تعلم أنه ما كان ليتعجل عودتها لو كان معها يستمتع بكل هذا الجمال . ولكن يجب عليها أن تعود فلا تستطيع أن تنعزل عن العالم إلي الأبد لقد أوحي لها جمال الطبيعة الخشن بهذا . فقررت أن تعود بعد أسبوعين أو ثلاثة , ستكون هذه إجازتها . وكانت واثقة أن هذه رغبة أبيها . وسوف تحصل علي عمل ما ربما في مكتب سفريات.
والزواج؟ لم تكن مستعدة له . إن كارتر يهمها كثيرا ولا يرضيها أن تتمسك بفرصة الهرب التي قدمها لها . كانت ستاسي تريد أن تهب كل قلبها لزوجها وأسرتها , إذا هي تزوجت . وتمنت أن يفهم كارتر أنها تريد أن تستجمع شتاتها قبل أن يكونا حياتهما معا .
انتعش الحصان من فترة الراحة في المروج فانطلق, وخففت ستاسي من قبضتها علي العنان , وتبعهما كاجون . نظرت ستاسي نظرة أخيرة للوراء.
وفي تلك اللحظة سمعت صوت حية ذات أجراس وسط الشجيرات . وقبل أن تلتفت صرخ ديابلو وشب عاليا في الهواء . وفاق رعبه كل حدود , واستدار وألقي بالراكبة من علي ظهره بينما فر هاربا.
سقطت ستاسي علي كتفيها , واصطدم رأسها بصخرة . شل الألم جسدها ولكنها حاولت مقاومة الإغماء بشجاعة .فاستندت إلي كوعها ورأت ديابلو يركض وسط المروج. ثم تبينت كاجون وهو يعدو إليها قبل أن تستسلم لظلمة الأغماء .
تجهمت ستاسي وهي تستدير نحو مصدر الصوت , ووجدت نفسها في غرفة غريبة فقالت وهي خائفة:
" أين أنا ؟ أبي أهو !"
ثم أغمضت عينيها وقالت :
" إني أتذكر الآن . لقد وقعت..."
حذرها الطبيب قائلا:
" لا تحاولي الكلام . كانت سقطة سيئة , ولكنك ستكونين بخير . أنا دكتور بوكانان زوج ماري".
"هل ماري هنا ؟"
" لا .إنك في الدائرة هـ . لقد وجدك كورد هاريس وأحضرك لمزرعته .إنك مدينة له بالكثير".
هتفت ستاسي وهي تحاول ترك السرير:
"لا . لا أستطيع البقاء هنا . لا أستطيع".
أوقف الطبيب حركتها برقة قائلا:
"اسمعي يا آنسة . إنك تحتاجين للراحة , وأنسب مكان لك هو هذا السرير".
نظرت إليه بتوسل , ورجته أن يغير رأيه والدموع في عينيها . أما هو فأصر علي بقاءها . نظرت إلي الباب فوجدت كورد يسده. لم تدري منذ متى كان واقفا ينظر إليهما بشراسة.
وشهقت قائلة :
" لماذا... لماذا وجدتني أنت بالذات؟"
جاء رده لاذعا :
" أوكد لك أنني لم أكن أبحث عنك . لقد وجدت حصانك يجري وحده فعدت في الطريق الذي جاء منه".
وقاطعه الطبيب قائلا:
يكفي هذا القدر من الكلام ويحسن أن تستريحي".
لم يكن لديها القوة لتقاوم الطبيب , أو مضيفها غير المرغوب فيه . فأشاحت بوجهها عنهما واستسلمت لآلامها وشعورها بالإحباط . التقت نظرتا الرجلين . نظرة المزارع متحدية وصامدة , ونظرة الطبيب باحثة متسائلة.
وأخذ الطبيب معداته قائلا :
"أعتقد أننا يجب أن نتركها ترتاح في هدوء".
استيقضت ستاسي في المساء , وأخذت تتأمل الغرفة باهتمام , وهي راقدة في السرير . كانت غرفة النوم بأثاثها الأسباني الثقيل , وألوانها الجريئة المحددة تنم عن ذوق رجل, كان عليها نفس طابع شخصية كورد هاريس الصارمة. وأبرزت ألواح الخشب المصفوفة علي السقف , بياض طلاء الغرفة بينما زادت ألوان الستائر وغطاء السرير الحمراء و البرتقالية من خشونة طابع المكان.
وجلست ستاسي في السرير وهي تقاوم الدوار الذي صاحب حركتها , ونظرت لثيابها فصدمت عندما رأت أنها ترتدي قميص نوم . كيف ومتى بدلت ثيابها ؟ من الذي عاونها في هذا؟ واحمر وجهها خشية أن يكون المزارع قد قام بالمهمة . هذا القميص يخصها , كيف حصل عليه ؟ هل بعث بمن يحضر أشياءها, ولكنه لن يجرؤ إلي ذلك!
جاءها صوت خفيف من الباب:
" حسنا . لقد عدت إلينا , ظننت أنك ستنامين طوال الليل ".
رفعت عينيها لوجه الزائر غير المتوقع , والحمرة تعلو وجنتيها وتلعثمت قائلة:
" كم الساعة الآن ؟"
جلس إلي جانب السرير وهو ينظر إليها بتمعن :
" بعد الثانية !"
وسألها بدون أن يحمل صوته أي أثر لسخريته المعهودة :
" كيف تشعرين ؟"
" أفضل .أريد أن أشكرك علي كل ما فعلت. إنني..."
"لا داعي للشكر . أعتبر نفسي محظوظا إذ رأيت حصانك . أكره أن أفكر كم من الوقت كان يمكن أن ينقضي قبل أن يجدك أحد دعيني أعدل من وضع الوسائد".
كان صوته رقيقا خفيضا فأثر في قلبها تأثيرا غريبا.
سمحت له ستاسي وهي خجلة أن يضيف وسادة وراء رأسها. شعرت بقربه فنظرت إلي وجهه بملامحه المحددة، وفمه الحازم، ولكنها رفضت أن تنظر إلي عينيه العميقتين. وشمت رائحة عطره الذي كانت تتذكره منذ لقائهما في الطريق. كان من الصعب أن تتجاهله. وكانت تخشي أن يسمع دقات قلبها، ولعنت تأثيره عليها. جلس وابتسم كما لو كان يدرك حرجها منه الذي يظهر عن حمرة وجنتيها، وعينيها المطرقتين. قال وصوته يغير نبرته الرقيقة إلي نبرة موضوعية:
"ربما كان علينا أن نبدأ بداية جديدة يا ستاسي . لقد بدأنا بداية سيئة . الطبيب يرى أنه من الأفضل أن تبقي هنا حتى تشفي . وبما أن هذا وضع مؤقت فسيكون من السهل علينا تجاهل مشاعرنا الشخصية".
أدهشها إقراره الصريح بالعداء فنظرت إليه , وهو يتأملها , وقالت :
" حسنا هل نحن صديقان ؟"
مدت له يدها بتردد , فاحتواها في راحته الكبيرة , وشعرت أنه أطال بقاءها في يده أكثر من اللزوم , ومع ذلك ضايقها تركه لها فجأة وقد قطب وجه كعادته ... وقف ونظر إليها فقهرها طول قامته وتفوقه عليها.
وقال وهو يتحرك إلي طرف السرير :
" أعتقد أنك تفضلين تناول الطعام علي سماع حديثي . سأبعث لك بماريا ومعها الحساء والشاي . علي فكرة كلبك بالخارج , وحصانك في أحدي حظائرنا.لقد تجرأت وأحضرت بعض أشيائك من الكوخ . أرجو ألا تمانعي."
قالت وقد أدهشها الوداعة البادية في صوته :
"لا".
قال وعيناه تومضان : حسنا . ربما هذا يشغل بالك . إن ماريا هي التي أعدتك للسرير".
استبد بها الغضب وهو يترك الغرفة , وفكرت : إنه لا يحتمل بالمرة . كيف خدعها برقته؟ وتصورت وهي غاضبة أنه يهزأ بها طوال الوقت . ولكنه كان علي حق في نقطة واحدة . كان عليها أن تهادنه مؤقتا حتى تشفي , وأجبرها نبض الألم في رأسها علي التفكير في أمور أكثر هدوءا.
جاءت مدبرة المنزل ماريا وقد استعادت ستاسي هدوءها . ابتسمت المكسيكية المرحة وهي تضع الصينية وعليها الحساء الساخن علي حجر ستاسي:
"هل الصغيرة تشعر بتحسن أم لا؟ الرأس يؤلمك كثيرا؟"
أجابت ستاسي وهي تشم رائحة الحساء فقد كانت جائعة:
" يؤلمني قليلا . رائحة الحساء طيبة"
خرجت المكسيكية تاركة ستاسي تأكل , ثم عادت لتأخذ الصينية بعد أن انتهت ستاسي من شرب الشاي.
ابتسمت ستاسي وهي تناولها الصينية:
" كانت وجبة لذيذة يا ماريا ".
ضحكت المرأة البدينة قائلة :
" شكرا , إني طاهية ماهرة . سيد كورد يقول إنني أمهر طاهية في تكساس".
ضحكت ستاسي قائلة :
" ربما كان يبالغ قليلا , ولكن الطعام جيد جدا ".
ساعدتها ماريا علي الرقاد وغطتها قائلة :
" نامي الآن . ستشفين في وقت قصير , والطبيب يقول عليك أن ترتاحي وتظلي دافئة ولكن السرير كبير جدا"
سألتها ستاسي إن كانت هذه الغرفة هي لكورد هاريس .
أجابت المرأة :
"نعم, فضل أن تنامي هنا وينام هو في المكتب".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس