عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2008, 10:25 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

خشيت ستاسي ألا تستطيع النوم ولكن يتعين عليها النعاس بمجرد خروج المرأة من الغرفة .
تراقصت أشعة الشمس إلي جانب سرير ستاسي . وجاءتها ماريا بإفطارها وساعدتها حتى اغتسلت . وربطت ستاسي شعرها بشريط يناسب لون سترة نومها حتى لا تمشط شعرها حول الجرح . شعرت يتحسن في صحتها وتجاهلت الألم في رأسها , وصعوبة التنفس من أنفها . كانت تتأمل زخرفة باب الغرفة الغربية , عندما فتح الباب ودخل كورد هاريس مبتسما:
"صباح الخير. قالت لي ماريا أنك استيقظت. هل ترحبين بزائر؟"
حاولت أن تخمن منذ الذي أتي لزيارتها:
"زائر؟"
قال كورد:
"أدخل يا صاحبي"
وفتح الباب لكاجون.
قفز الكلب إليها ويهز ذيله فهتفت في سعادة:
"كاجون!"
صعد الكلب للسرير واخذ يلعقها فأنبته قائلة:
"كف عن هذا يا غبي".
قال كورد وهو مازال واقفا بلباب:
"أنه سعيد لرؤيتك.لقد رفض الطعام هذا الصباح، ورفض أن يترك باب البيت. فقررت أن احضره إليك".
دفعت ستاسي كلبها من فوق السرير, وهو ينظر إليها بشغف ثم قالت:
"أرجو ألا يكون قد أزعجك, إن كلانا متعلق جدا بل أخر".
"لدي عمل في المزرعة, لذا سأتركك في صحبة القلب. كلفت ماريا بإحضار بعض الكتب من المكتبة. اعرف أن بيتنا ليس بل أناقة التي اعتدتها. ولكن إذا رغبت في أي شيء, اطلبيه وسنحاول توفيره".
"أشكرك. كل شيء علي ما يرام, وسأحاول ألا اسبب لكم أي مشاكل".
" لن يحدث هذا. علي الأقل لن تسببي مشاكل لا استطيع معالجتها".
وعادت إلي وجهه ابتسامته الساخرة وهو يغلق الباب خلفه
سالت ستاسي كلبها:
" هل عالج أحد الأمور معك من قبل؟"
ترى ما الذي جعل كورد يتخذ منها هذا الموقف السلبي وفكرت: اعتقد أنه يستطيع أن يعالج أي شيء يصادفه.
وبد بضع دقائق جاءت ماريا تحمل بعض الروايات والمجلات, ولاحظت ستاسي وجود بعض كتبها المفضلة فأخذت تقرأها. ومر النهار سريعا وهي تتوقع دخول المزارع عند أي دقة علي الباب وعندما ماريا لتأخذ صينية العشاء, أيقنت أن كورد لن يأتي.ومن الغريب أنها شعرت بخيبة الأمل لذلك،ولكنه عزت إحساسها هذا إلي شعورها بالوحدة ورغبتها في صحبة أي شخص مهما كان متعجرفا........

5- لقاء الماء والنار
555555555555555555555
تنهدت ستاسي وهي تسند رأسها إلي الوسادة , وتربت بحنان علي الكلب الراقد بجانها , بينما انسلت موجات شعرها البني في إهمال حول عنقها ملامسة حافة ردائها بلونيه الأصفر والبرتقالي .
وبقليل من المساحيق , أخفت ستاسي احمرار أنفها , أخر علامات نوبة البرد التي هزت كيانها بالحمى في الأسبوع الماضي , ولكنها شفيت سريعا نظرا لجهود دكتور بوكانان الذي عالجها فور ظهور علامات المرض.
كانت ستاسي مشغولة بالمناظر المحيطة بها خارج المنزل , حتى أنها لم تسمع وقع الخطوات الوئيدة علي أرض الشرفة الحجرية حين اقتربت منها وفي الحال تعرفت عليها , ألم تنصت لسماعها خارج غرفتها طوال الأسبوع الماضي ؟ إنها خطوات كورد هاريس. ونظرت إليه فإذا به ينظر إليها. جالت عيناها بقميصه الأزرق ذي الرقبة العالية الذي يبرز عرض منكبيه إلي وسطه النحيل. كان يرتدي بنطلونا اسود وحذاء عاليا. فأدهشتها أناقته غير المعهودة، وهي اعتادت رؤيته بثياب المزرعة. وكانت تعلم أن معظم الرجال الذين يعملون في الهواء الطلق، لا يستريحون إلا في ثيابهم العادية. كما لاحظت عدم وجود أثر للفح الشمس عند نهاية خط القبعة، أو بداية كم القميص مما يدل علي انه يسبح كثيرا في مياه الغدير.
واحمر وجهها لإحساسها بأنها كانت تتفحصه , بينما مد لها يده بكوب من الشراب المثلج . فأخذته بخجل وهي تلمح ابتسامته الحائرة , ولكن كورد لم يعلق علي نظراتها بل جذب كرسيا وجلس بجانبها . وقال برقة :
"تبدين بصحة جيدة . أرجو أن يروقك الشراب".
" أشكرك , إنه طيب"
شعرت بقربه منها , وشمت رائحة عطر الحلاقة الذي يستخدمه وهو يقول:
" شعور جميل أن يخرج الإنسان بعد طول بقاء داخل البيت ".
قالت ستاسي بعصبية وهي تشعر بحاجتها للاستمرار في الحديث:
" نعم . أن لديك منظرا جميلا هنا . لا بد أنك فخور بمنزلك ".
" ألا يضايقك قدمه ؟"
صاحت وعيناها تتسعان :
" لا . إنه جميل , لا بد أنك قمت بالكثير من التجديدات"
قال مبتسما :
" نعم . كان البيت الأول يشمل هذا الجزء . وكان يستخدم لرد هجمات الأعداء . وقد ألغيت الجناحين الجنوبي والغربي . وحتى ألان أعتقد أنه أوسع من احتياجات رجل عازب"
نظرت ستاسي لجدران الطوب النيئ البيضاء قائلة:
" ولكنه سيكون بيتا مثاليا عندما تتزوج وتنجب".
قال ببرود وتباعد وقد ركز انتباهه علي الجبل البعيد :
" بلا شك ".
تلعثمت قائلة :
" كنت أعني أن حجمه ..."
" أفهم ما تقصدين يا آنسة آ دامز , ولكني لا أتوقع تحقيق هذا في المستقبل القريب".
بالطبع كان يشير إلي سوء حظه في حبه للفتاة التي حدثتها عنها ماري .
فقالت ستاسي بتفاؤل :
" لا تعلم . ربما كانت هناك الكثير من الفتيات اللواتي يحرصن علي تغيير رأيك ".
رفع حاجبيه قائلا :
" هل أنت إحداهن ؟"
قالت بشيء من الغضب :
" لم أكن أشير إلي نفسي".
" أن الزواج من رجل يملك هذه الأرض الشاسعة, يبدو شيئا رومانسيا ولكن الحقيقة شيء مختلف تماما . فهذه الأرض شاقة تتطلب الكثير حتى في عصرنا المتقدم . فساعات العمل طوال ولا يمكن التنبؤ بالنتأيج . وعلي الزوجة أن تبقي بمفردها وقت طويلا . ولا يوجد نوع من التسلية إلا في مناسبات اجتماعية قليلة . ولا توجد المتاجر الضخمة التي تعودت عليها . فإذا أردنا التسوق ذهبنا لإلي سان أنطوان أو الباسو . صعوبة هذه الحياة أكثر من أن تتحملها فتيات المدينة".
وقفت وقد احمر وجهها وأجابت :
" لم أتقدم لشغل هذه الوظيفة يا سيد هاريس ".
وقف وأخذ بيدها في اتجاه البركة , وعيناها تلمعان ثم قال:
" نادني باسم كورد فقط , تعالي هنا . أريد أن أريك شيئا".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس