عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2009, 07:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي يَا أحزانَنا الجَمِيلة ..




يَا أحزانَنا الجَمِيلة ..


مِن أجلِ الابتِهَالاتِ التى نصرخ بها

على نَواصِي الوَجَع ..
مِن أجلِ ملاحِمِ الوَجدِ التي مَا عَادت تَسَعُها الأبْجديَّات ..
مِن أجلِ الرَّسائلِ المُكدَّسةِ في الصَّنادِيقِ العَتيقَة ..


أُحَدِّثُ .. عن ذلك السُّمِّ الغَافي في كُؤوسِ مَسَاءاتِكم..
عن الأسْئِلَةِ المُنتَحِبةِ على صَدرِ خَيباتِكُم ..
عن أوْرَاقٍ مُجهَضَة ..
عن هَوَاتفَ نَسِيَتْ لُغَتها ..
أحدِّثُكم عنّي/عنّا ..
أحدِّثُكم عَن الغِياب ...!


"بَعْضُ المَوتِ" الذي يَختارُنا أو نَختَارُه .. لا فَرْق ..
يطبَعُ على شِفاهِنا صَمتًا قارِسًا كالخَوف ..
يختِمُ بأنَامِلِنا على جَوازاتِ الاغْتِراب ..
يَحقِنُ أوردَتَنا بِدَمٍ نقيٍّ مِن جُنونِ الرَّغَبات ..
يدُسُّ لنا مُخدِّرًا في الهَواء .. ويَبيتُ يَحرُسُنا !


ولأنَّ الغِيابَ لايعترف بالوَقت ..
يُجرِّدُنا من سَاعاتِنا .. يلوِّنُ نوافِذَنا بالعَتْمة ..
يُوقِظُنا بعدَ مُنتَصفِ الذهول ..
يُلقِّنُنا آياتِ العُزلة .. وينفثُ علَينا من رِيق كآبتِه ..
ويَكِلَنا أخِيرًا لذواتٍ كانت تُشبِهُنا ..
فلا نألفُها ..
ونُؤجِّلُ الحياة ...


وأنتُم أيُّها الأثْرِياءُ بِجِراحِنا ..
أيها المُتوكّئونَ على عَصَا الرَّجاء ..
شَهقاتُكُمُ المَوؤُدَة تَخنُقُنا ..
وسائدُكمُ المُبلَّلةُ بالحَنينِ .. والعَتَبِ .. والظّنونِ ..
تَخنُقُنا ..
الرسائلُ النَّصِّية.. البَريدِيَّة ..
الكَوابيسُ التي تُهَرّبُكم إلَى غَفَواتِنا المُختَصَرة ..
الكلماتُ العَابِرةُ التي تختَرقُ القلبَ كَطلقَةٍ مَذعُورَة ..
الوَفاءُ الذي تَزعُمونَه حقًّا لَنا .. فنَأكُلُه بالبَاطِل ..
أمْزجَتُنا الفَاسِدة .. خفقَاتُنا المَعطُوبة ..
كلُّ شَيءٍ في هذا العَالَمِ يُضيِّقُ المسَاحَاتِ علَينا .. ويَخنُقنا ..
ولا نَأتِي ..
ولا نَمُوت ...


وأنتُمْ !
أوَّاهُ لو تَعلَمُون كم شوَّهَنا الغِيابُ بَعدَكُم .. أو رُبَّمَا عَرَّانا ..!
لو تَعلمُونَ كم تُرعِبُنا فِكرةَ أن نُصافِحكُم بِأنامِلَ اختلَفتْ بَصمَاتُها ،
أو أن نُرْخِيَ على مَلامِحِكُم عَينانِ أثمَرَ فيهِما الذّبُول ..
أو نَهمِسَ لكم بِصَوتٍ خلَّفَ فيه التِّيهُ وَحشةَ المَقابِر ..
لو تَعلَمُون كم سَيَسْحَقُنا عندَها إِعصَارُ الفَاجِعةِ على وُجُوهِكُمُ الحَمِيمة ..
وكَمْ سَتَذُرُّنا رَمادًا ؛ هَواجِسُكم "أن لو قََنِعْتُم بِسَالفِ الذكْرَى" ..


يَا أحزانَنا الجَمِيلة ..
يا بَقِيَّةَ الحياةِ في عُروقِنا الصَّدِئة ..
يا عَبَقًا سَخِيًّا يُغرقُنا بالذاكِرة ..
لَيسَ يُكابِدُنا من الشوقِ أوْهَنَ ممَّا تُكابِدُون ..
غيرَ أنَّ جمْرَ الوَجدِ في أكُفّنا .. أهْوَنُ مِن خَيبَةٍ نُسَامُ وِزْرَها..
ظَامِئُونَ نَحنُ .. ولا نُسِيغُ رُواءً ..
مُشَرَّدونَ .. ولا وَطنَ نليقُ بِه ..
مُنهَكونَ .. ولا سَرابَ يُعلِّلُنا ..


فهلاَّ أذقتُمُونا مِن علقَمِ الصُّدُودِ "تِرياقًا" ؛ يَهمي بنا مطرًا على أرضِ الرجوع ..
أو "سُقمًا" .. يخُطُّنا فَصْلاً أخِيرًا لحِكْمَةِ الأقدَار ...
وإلاَّ .. ذََرُونا "احْتِمَالاً" ..
يعلّقُه الغَيبُ عَلى أسْبَابِ السَّمَاء ..!


هَيِّؤوا شَدْوًا أو نَعِيبًا ..
ريحانًا أو حنظَلاً ..
أحضانًا أو أصفادًا ..
عَرْشًا أو تَابُوتًا ..
شيئًا يُلقي في رَوْعِنا ..
أنَّكُم ما زِلتُم تَأبَهُون ...
ويُخضِعُ سَطْوَةَ الزَّمن بِجَلَدِ الانْتِظَار ..
حتى يُقضَى بجمعٍ يُحيِيْنا من بَرزَخِنا..
أو حَياةٍ أخرى تأخُذُنا مِنْه ..
لِمَجمَعِنا .





م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس