عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2009, 05:39 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ملف كامل عن رمضان واحكام الصيام

مراحل تشريع الصوم:








الحكمة من التدرج في تشريع الصيام:





لم يفرض الصوم جملة واحدة ، وإنما شرع على التدرج ، قال ابن القيم في بيان الحكمة من ذلك : " لما كان ـ أي الصوم ـ غيرَ مألوف لهم ولا معتاد ، والطباع تأباه ، إذ هو هجر مألوفها ومحبوبها ، ولم تذق بعدُ حلاوته وعواقبه المحمودة ، وما في طيه من المصالح والمنافع، فخيرت بينه وبين الإطعام ، وندبت إليه ، فلما عرفت علته – يعني حكمته – وألفته ، وعرفت ما ضمنه من المصالح والفوائد : حتم عليها عيناً ، ولم يقبل منها سواه ، فكان التخيير في وقته مصلحة، وتعيين الصوم في وقته مصلحة ، فاقتضت الحكمة البالغة شرع كل حكم في وقته ؛ لأن المصلحة فيه في ذلك الوقت " ([1]) .

وقال ابن حجر الهيثمي: " وحكمته – أي التدرج – الرفق بالأمة ؛ لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان يقينه عليهم ابتداء فيه مشقة ، فخيروا بينه وبين الفدية أولاً ، ثم لما قوي يقينهم ، واطمأنت نفوسهم : حتم عليهم الصوم وحده ، ونظير ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أول ما بعث لم يكلف الناس إلا بالتوحيد فقط ، ثم استمر على ذلك مدة مديدة ، ثم فرض عليهم من الصلاة ما ذكر في سورة المزمل ، ثم نسخ ذلك كله بالصلوات
الخمس،وكان كلما ازداد ظهوراً وتمكناً:ازدادت الفرائض وتتابعت،كل ذلك لما قررته من الرفق والتدرج في المراتب حتى تؤخذ بحقها"([2]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) مفتاح دار السعادة ( 2 / 377 ) ، وانظر : ( 2 / 386 ) منه .

([2]) إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام ( ص : 78 ) ، وللتوسع انظر : العبادات وتطور تشريعها في زمن الوحي، لمحمد أنيس عبادة ، والتدرج في التشريع : ( مقال في مجلة الأزهر – السنة 37 ، ص : 146 وما بعدها ) لبدر المتولي عبد الباسط ، ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية( ص :74 – 78 ) ليعقوب الباحسين .














هل فُرِض صيامٌ قبل فرض صيام رمضان؟




قال ابن حجر: " ذهب الجمهور – وهو المشهور عند الشافعية – إلى أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان " ([1]) .

وقال ابن جرير الطبري : " وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة بأن صوماً فُرِض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان ... فمن ادعى أن صوماً كان قد لزم المسلمين فَرْضُه غير صوم شهر رمضان الذين هم مجمعون على وجوب فرض صومه، ثم نسخ ذلك سُئل عن البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذْ كان ذلك لا يُعْلم إلا بخبرٍ يَقْطَع العذر" ([2]) .

واختار جماعة من العلماء أن صياماً قد فُرِض قبل فرض صيام رمضان ، ثم نسخ برمضان ، ثم اختلفوا في تحديد ذلك الصيام على قولين ([3]) :

1- يوم عاشوراء :

وبذلك قال أبو حنيفة ([4]) ، وهو رواية عن أحمد ([5]) ، اختارها الأثرم ([6]) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ([7]) .

ومن أدلتهم : حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) ([8]) .

قال ابن بطال : " دلّ حديث عائشة على أن صومه كان واجباً قبل أن يُفْرَض
رمضان ، ودل أيضاً أن صومه قد رد إلى التطوع بعد أن كان فرضاً " ([9]) .

2- ثلاثة أيام من كل شهر :

وإليه ذهب عطاء، مستدلاً بقوله تعالى : {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ a أَيَّامًا مَّعْدُود?تٍ} [البقرة: 183، 184].

قال عطاء : "كان عليهم الصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ولم يسم الشهر أياماً معدودات ، قال : وكان هذا صيام الناس قبل ، ثم فرض الله عز وجل على الناس شهر رمضان " ([10]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) فتح الباري ( 4 / 103 ) ، وانظر : المجموع ( 6 / 433 – 435 ) للنووي .

([2]) جامع البيان ( 3 / 417 ) ، وانظر : تفسير المنار ( 2 / 150 ) .

([3]) انظر : الذخيرة ( 2 / 485 ) للقرافي .

([4]) بدائع الصنائع ( 2 / 262 ) .

([5]) الإنصاف ( 3 / 346 ) .

([6]) ناسخ الحديث ومنسوخه ( ص : 186 – 188 ) .

([7]) مجموع الفتاوى ( 25 / 295 ، 296 ، 311 ) ، شرح العمدة ( 2/ 573 – الصيام ) والاختيارات (164) للبعلي .

([8]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... } ( 4502 ) ، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم عاشوراء ( 1125 ) .

([9]) شرح ابن بطال على البخاري ( 4 / 141 ) .

([10]) رواه الطبري في تفسيره ( 3 / 414 ) .












مراحل فرض صيام رمضان :





قال ابن القيم : " وكان للصوم رتب ثلاث:




إحداها : إيجابه بوصف التخيير ، والثاني : تحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة ، فنسخ ذلك بالمرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة " ([1]) .

دليل المرتبة الأولى :

قال تعالى : {وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].

قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( لما نزلت {وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ) ([2]) .

دليل المرتبة الثانية والثالثة :

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى
يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن انطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ?لصّيَامِ ?لرَّفَثُ إِلَى? نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] ففرحوا بها فرحاً شديداً ، ونزلت : {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ} [البقرة: 187])([3]) .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) زاد المعاد ( 2 / 31 ) .

([2]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ( 4507 ) .

([3]) رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول الله جل ذكره: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث ... } ( 1915 ) .











متى فُرِض صوم رمضان؟





لم يختلف أهل السِّيَر في أنّ رمضان قد فُرِض في السنة الثانية من الهجرة.

قال الطبري في حوادث السنة الثانية من الهجرة: "وفي هذه السنـة فُرِض ـ فيمـا ذُكِر ـ صومُ رمضان،وقيـل: إنه فرض في شعبان منها"([1]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) التاريخ (2/417)، وانظر: الفصول في سيرة الرسول لابن كثير (ص 127) .



يتبع






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس