عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2008, 08:58 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

سألها مبتسما:
" هل أنت مستعدة ليوم أخر يا آنسة؟"
وأضاف وهو يراقبها وهي ترتدي قبعتها:
"إن الراعي البقر الحقيقي يرتدي قبعته بمجرد أن يستيقظ".
ضحكت وأخذت اللجام من جيم قائلة :
" مازلت أتعلم , ما هي خططنا اليوم"
" سنمسح الجانب الشرقي للقطيع الأساسي بحثا عن الماشية الشاردة"
أفلتت أنة من شفتي ستاسي وهي تمتطي جوداها كان شعورها مزيجا من الهلع للأوامر و وثورة عضلاتها المتألمة للعودة للسرج. وسألته:
"هل سينضم السيد هاريس ألينا اليوم "
" أوه"
" لقد قضا ليلته هنا أمس وتولي احد الورديات. اعتقد انه يقود القطيع ألان"
فمن الغريب أن فكرة وجود كورد في المعسكر طوال الليل قد أقلقتها وهتفت قائلة:
" انه لصباح رائع الجمال"
واخذ حصانها يرقص كما لو كان يؤكد كلامها . وعلت الشمس في كبد السماء طاردة أخر أثار ظلال الليل .
وأجاب راعي البقر جيم وقد تأثر بحيوية ستاسي الجذابة الراكبة إلى جانبه :
" إنه الربيع"
فضحكت قائلة:
" هذه بلاد جميلة وخاصة في الربيع! شيء عظيم مجرد أن يكون المرء حيا!"
" هل تحبين الحياة هنا حقا . اعني في تكساس؟"
" نعم أحبها. الأرض رحيبة وتشعرك بالحرية. لا احد يزاحمك. من الصعب على أن أصفها "
" اعرف ما تقصدين . فلنمض في هذا الاتجاه . أحب أن اريك شياء ".
"ما هو؟"
قال ناظرا للأمام وهما يغيران اتجاههما إلي اليسار :
" سترين . ما الذي أتي بك إلي تكساس؟"
أجابت بهدوء:
" قتل أبي في حادثة طائرة منذ حوال شهر ونصف . كنا صديقين حميمين , توفيت والدتي بعد ولادتي بعدة أشهر وبقي كل منا للآخر".
نظر جيم للفتاة بهدوء بعينيه العسليتين ولكنه لم يقاطعها.
" كان والدي مصورا حرا شهيرا في مجاله . ومنذ بدأت أمشي أخذني معه في مهامه . لم أمكث في أي مكان مدة كافية تسمح لي بأن يكون لي أصدقاء"
وأضافت ستاسي وفي ذهنها كارتر ميلز:
"أوه . هناك أناس تتجدد صداقتي لهم عند العودة ، ولكن الحقيقة لم يكن هناك سوى أنا وأبي . وكان أبي قد استأجر طائرة لتعود بنا إلي واشنطن بعد رحلة في تنيسي. وعندما كنا فوق الجبال حدث عطل في المحرك وسقطت الطائرة".
وأطبق الصمت برهة بينما حاولت ستاسي السيطرة علي الغصة في حلقها . واستطردت وهي تنظر أمامها:
" كان معي كلبي كاجون الراعي الألماني . كنت في غيبوبة ولكنه تمكن من أن يجرني خارج الطائرة , وبعد ذلك بقليل انفجرت محترقة . وكان أبي بالداخل".
قال جيم :
" كان أبوك جوشوا آدامز ؟"
" نعم . بعد ذلك كنت في حيرة من أمري . لقد عرض علي كثيرون من أصدقاء أبي المساعدة , ولكني لم أكن اعلم ما الذي يستطيعون فعله ".
واغتصبت ضحكة وأضافت:
" كان يحب الغرب. أعتقد أنني جئت هنا لسببين : أن اكون قريبة منه ، وأن اعرف الهدف الذي اسعي إليه في حياتي"
" هل جئت هنا من قبل؟"
" ليس هنا بالذات . ولكن كان لأبي مهام في الباسو عدة مرات ، وفي أماكن أخري من أريزونا و نيومكسيكو".
ثم أضافت ضاحكة:
"حقا لم أكن أتوقع أن أقضي وقتي في مطاردة الماشية!"
فهم جيم أنها تحاول التخلص من حزنها الذي أثاره الحديث عن والدها , فضحك مثلها قائلا:
" لا . لا أتصور انك كنت تتوقعين هذا . كنت وهانك مع السيد عندما وجدك علي الجبال ذلك الصباح"ز
" كنت هناك ؟"
" كان السيد في حالة يرثي لها عندما وجد حصانك. كان اول من لمح كلبك ووصل إليك . لم يشاهده احد منافي مثل هذه الحالة من قبل . كان يلقي بالاوامر بسرعة ولم يسمح لأحد بالاقتراب منك".
ضحكت ستاسي متجاهلة نظرة الفضول في عينيه وقالت:
" ربما كان يخشي أن أقاضيه لسماحه للثعبان بالوجود في أرضه".
" إنكما لا تتفقان أنتما الاثنان "
" ليس ذنبي . اعتقد انه يكره النساء جميعا عام".
قال راعي البقر وهو يهز رأسه متشككا:
" لا. لاأصدق هذا. بعد خطبته لليديا لم يعد يحكم علي النساء بمظهرهن. لقد نسي معنى كلمة ثقة".
"مهما كانت مشكلته فهي ليست مشكلتي".
قال جيم موجها حصانه فجاء نحو اليمين في اتجاه تل صغير:
" المكان الذي أريدك أن تريه هنا . كنت في محاضرة حيث كان أبوك محاضرا زائرا . أعتقد أنك ستتصورين هذا".
بلغ الراكبان قمة مرتفع صغير , مغطي ببحر من الزهور الزرقاء . وقفا برهة علي التل بينما حدقت ستاسي في مهابة لجمال الزهور المتعددة , وهي تتموج متألقة في نسمة الصباح . لقد كست الطبيعة التل بغطاء داكن الزرقة . وعلي بعد سمعا أغاني الطيور التي جعلت الحياة تدب علي التل.
صاحت ستاسي أخيرا :
" إنها جميلة يا جيم . ما هي ؟"
" اسمها القبعة الزرقاء ".
وبقيت عيناها علي الزهور وهي تقول :
" إن لونها أزرق جميل يكاد يكون بنفسجيا . إنها تخجل زرقة السماء".
" هل ننزل من علي التل ؟"
لم تجبه ستاسي ولكنها لمست جانب الحصان بكعبها . نزلا من فوق التل أحدهما وراء الآخر , ووقفا وسط الزرقة الغنية . ترجل جيم قبل ستاسي وساعدها في النزول من الحصان . بقيت يده علي ذراعها وهما يسيران وسط الزهور . لم تستطع ستاسي مقاومة رغبتها في جمع باقة صغيرة واستنشاق عبيرها الحلو.
واستدارت ستاسي لتواجه راعي البقر قائلة:
"كم أنا سعيدة أنك أحضرتني هنا؟"
ووضع راعي البقر علي كتفيها وباقة الزهور بينهما , وعندئذ سمعا وقع خطوات حصان يقترب . استدارا في نفس اللحظة لرؤية القادم . لم تحتج ستاسي إلا للحظة لتتعرف علي الراكب الجالس باستقامة فوق السرج , وبدأ الدم يدق في عروقها , وأوقف كورد هاريس حصانه أسفل التل أمام الصديقين . وجاء صوته ملمحا:
" هل أقطع عليكما شيئا ؟






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس