عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2008, 09:00 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

لم يعط أحدهما فرصة للإجابة , وأراح ذراعه علي السرج قائلا:
"إذا فلنعد إلي العمل ونترك الزهور لما بعد العمل ".
ركب جيم وستاسي جواد يهما وهما يشعران باتهام العينين الداكنتين . وعندما انطلقا في طريقهما لكز كورد حصانه بينهما كما لو كان يفرق بين طفلين شقيين . أطبقت ستاسي شفتيها بصرامة . وقد أساءتها طريقة معاملة كورد لهما . لم يأبه لغضبها . وبعد أن تركوا مرج زهور القبعات الزرقاء أدار كورد رأسه قليلا في اتجاه راعي البقر الهادئ الراكب علي يساره , وأمره بلهجة يتحدي أن يرفضها :
"أريدك أن تعود للقطيع الأساسي وتساعد جنكز يا كونورز . سأرافق الآنسة آدامز إلي حيث يمسك هانك ببعض الماشية الشاردة".
ابتعد راعي البقر الشاب بحصانه عن ستاسي ومخدومه ولكز حصانه وانطلق راكضا . واستدارت ستاسي بغضب إلي الرجل الواقف بجانبها :
" لم يكن من حقك أن تنهره . فأنا مخطئة مثله تماما ".
أجاب كورد وعلي شفتيه ابتسامة وعيناه تشعان نارا:
"يسعدني تفكيرك بهذه الطريقة , ولكن إذا كان الأمر يهمك فقد كنت أبحث عنه لأقول له هذا الكلام قبل أن أجده معك".
لهثت ستاسي .لأنها اعتقدت أن كورد يؤدب زميلها بسبب اهتمام جيم بها . وسرت وجنتيها حمرة الحرج.
" ولكن , لا يعني هذا أنني أقر أنك تسحري رجالي حتى ينسوا القيام بأعمالهم ".
تمتمت ستاسي :
" لا أعلم عم تتكلم ".
" بالطبع لا تتوقعين أن أصدق أنكما كنتما تبحثان عن الماشية الشاردة في هذا الحقل ؟"
أجابت ستاسي ساخطة :
" لا , بالطبع ".
"إذا ليس هناك شيء آخر يقال . أليس كذلك ؟"
صاحت ستاسي :
" نعم هناك ما يجب أن يقال , ليس من حقك أن تملي علي من الذي أصادقه أو لا أصادقه "ز
قال بصوت غاصب مثل ستاسي :
"هناك الكثير الذي أريد أن أقوله . إنك في خدمتي . لذا فأنا مسؤول عن تصرفاتك . وإذا لزم الآمر سأملي عليك من الذي تختلطين به ومن الذي تبتعدين عنه "
" هل تقول لي أن أبتعد عن جيم ؟"
أقول لك انك لن تنافقي رجالي وتغريهم بالأفكار العاطفية . هل هذا واضح بما فيه الكفاية ؟"
أجابت ستاسي وهي تلكز حصانها ليركض:
"تماما".
لم يذهب الراكبان الصامتان بعيدا حتى شاهدا راعي البقر هانك وهو يسوق نصف دستة من الماشية. لوح له كورد بيده ثم اتجه بحصانه بعيدا عن الحصان ستاسي بجانب راعي البقر. وقال لها :
" سنبقي مع القطيع بعد الظهيرة وسنركب في الجانب الأيمن".
لمحت جيم عدة مرات بعد الظهيرة ، ولكنه لم يشعر بوجودها إلا مرة واحدة عندما لوح لها بيده. شعرت ستاسي بالذنب، فربما تسببت في مشكلة لراعي البقر الشاب. كانت تأمل ألا يعاديها جيم لهذا . بالطبع لم يكن يستطيع أن يجري إليها بمجرد أن يراها ، فهو يعمل . ووجدت نفسها تبحث عن كورد هاريس مرتين ولكنها لم تره،وبدلا من أن ترتاح لعدم وجود عينيه الغامضتين شعرت بالفراغ.
وفي الساعة الرابعة وصل القطيع لمجموعة من أشجار الحور على جانبي مجري نهر ، كان موقع المعسكر الليلي ، وقادو الماشية عبر الماء الضحل ليبيتوا على الجانب الآخر . ونظرت ستاسي بلهفة حزينة للماء الجاري وهي تتبع هانك . يالها من فرصة لغسل الرمل والقذارة.
وتجمع كل العمال حول عربة المطبخ حيث القهوة الطازجة. وترجل هانك وستاسي عند الشاحنات وانضما للآخرين . ففي الصباح التالي سيصل القطيع إلى المراعي الصيفية وتنتهي قيادته في الخريف.وقفت ستاسي هادئة ترشف القهوة وتستمع لادعاءات وشكاوى رعاة البقر المخضرمين .كان العشاء علي وشك الإعداد وكانت تود أن تذهب للنهرقبل ذلك . فرغت من قهوتها وأعطت القدح للطاهي . لم ينتبه إليها أحد وهي تمشي نحو أشجار الحور.
مشت ستاسي ألهوينا متتبعة مجري النهر , ووقفت علي بعد خمسمائة ياردة من المعسكر في مكان متسع يصلح للاستحمام بعيدا عن مكان عبور الماشية, وبالتالي غير موحل وكانت هناك شجرة مناسبة تدلي أحد فروعها لتعلق عليه ثيابها . فخلعت القبعة البنية في سعادة , وجذبت حلقة المطاط التي تربط شعرها . وتحرر شعرها من سجنه فسقط مسترسلا علي كتفيها وهي جالسة علي حافة الماء تخلع حذاءها . هزت أصابع قدميها في سعادة وهي تنظر إلي الماء . وقفت ستاسي ونظرت مرة أخيرة حولها لتتأكد من عدم وجود ضيوف غير مرغوب فيهم .
نزلت في الماء فسرت في أوصالها رعشة خفيفة للبرودة غير المتوقعة . ودندنت في مرح وهي تتراقص وتدور علي نفسها . وأخذها الاستمتاع بالحمام فلم تسمع وقع الحوافر علي الرمال . وقف الحصان وراكبه بجانب فرع شجرة الحور حيث علقت ستاسي ثيابها .
ظلت ستاسي تدندن في سعادة وهي تمشي في المياه الضحلة نحو الشاطئ ونظرت إلي الشجرة ووقفت في الماء وقد أذهلها ظهورا لحصان وصاحبه . وحل محل دهشتها شعور بالخجل لردائها فأخفضت جسدها داخل الماء .
صاحت وحمرة الخجل تكسو وجهها مخاطبة وجه كورد الساخر :
" كان من اللياقة أن تعرفني بوجودك هنا ياسيد هاريس ".
تجاهل نقدها له وأجاب بصوته العميق :
"افتقدتك في المعسكر وجئت أبحث عنك ".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس